منظور عالمي قصص إنسانية

قمة النظم الغذائية – دعوة لعمل مختلف من أجل تحويل نظم الأغذية الزراعية

عاملات مهاجرات في مجال الزراعة في تايلاند.
UN Women/Pornvit Visitoran
عاملات مهاجرات في مجال الزراعة في تايلاند.

قمة النظم الغذائية – دعوة لعمل مختلف من أجل تحويل نظم الأغذية الزراعية

التنمية الاقتصادية

تستمر في روما بإيطاليا أعمال قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2 بحضور نحو ألفي مشارك من 160 دولة بمن فيهم قادة ورؤساء حكومات 20 دولة، بهدف مراجعة التقدم المحرز في الالتزامات التي تم التعهد بها في القمة الأولى للنظم الغذائية في عام 2021.

وبدأ اليوم الثاني للقمة بجلسة عامة ركزت على النجاحات والتحديات التي تواجها البلاد والمنظمات وأصحاب المصلحة الآخرون لتحويل نظم الأغذية الزراعية على النحو الذي رسمته القمة الأولى في عام 2021.

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعية للأمم المتحدة (الفاو)، شو دونيو في افتتاح الجلسة إن هناك حاجة لإيجاد الفرص والحلول والمضي قدما، متسائلا عن السبيل لترجمة تحول الأنظمة الأغذية الزراعية إلى إجراءات ملموسة. 

وأضاف أنه "لهذا السبب نحتاج إلى نقاش فيما بيننا جميعا، وتبادل الأفكار".

ودعا دونيو الدول كافة للعمل معا عبر تبادل الخبرات وتحويل التحديات إلى فرص للتغيير.

النظم الغذائية والتنمية المستدامة

وذكَّر المسؤول الأممي الحاضرين بأنه لا يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلا عبر تحويل أنظمة الأغذية الزراعية.

وأضاف أنه من أجل كسر الحواجز التي تقف حائلا دون تنفيذ عملية التحول "نحتاج للعمل بشكل مختلف – نحتاج إلى تغيير نهج عملنا، وإلى تغيير الطريقة التي نعمل بها سويا".

وأكد دونيو أن الفاو تواصل الدعوة إلى الاعتراف بالأغذية والزراعة كجزء من نظام مترابط لاسيما أن جهود تحويل أنظمة الأغذية الزراعية العالمية تتقاطع مع عدد من القطاعات بما فيها الزراعة وأزمة المناخ والتنوع البيولوجي والتجارة والتغذية.

لكنه حذر من أن هذه الأجندات المتنوعة لا تتوافق في كثير من الأحيان، حيث تعيق الاختناقات في عمليات الحوكمة وسياساتها العمل الجماعي ما يخلق هوة بين التوقعات السياساتية وتأثيرها على الأرض.

وأوضح المدير العام للفاو أن الحل يكمن في تكثيف جهود التنسيق والعمل بشكل مختلف عبر الربط بين الجهود قصيرة الأمدة وطويلة الأمد والتعاون في إيجاد الحلول. 

وقال دونيو: "على سبيل المثال، لا تساعد المدن الأكثر اخضرارا في تحسين الإنتاجية فحسب، وإنما تؤدي أيضا إلى تغذية أفضل، وبيئة أفضل".

وألقى المجتمعون الضوء في الجلسة على العديد من الموضوعات، بما فيها أهمية النهوض بالتكنولوجيا، ودعم المزارعين، وإقامة الشراكات، والتكيف مع تغير المناخ لدفع عملية التحول في أنظمة الأغذية الزراعية.

دور أفريقيا في تحويل النظم الغذائية

وعلى هامش القمة، كان موضوع تحويل نظم الأغذية الزراعية حاضرا بقوة في واحدة من النقاشات التي نظمها فريق عمل الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بالشؤون الأفريقية تحت عنوان "بناء السيادة والصمود الغذائي لأفريقيا عبر استثمارات مستدامة".

وقالت منظمة الفاو في بيان صحفي إن أبرز النقاط التي خلص إليها المجتمعون في ذلك النقاش هي أنه لن يكون التحول الكامل لنظم الأغذية الزراعية بقيادة أفريقيا ممكنا بدون حلول لتغيير قواعد اللعبة، وضخ استثمارات أكبر لصالح صغار المزارعين والمنظمات المحلية، والتحول الهيكلي، والابتكارات، والشراكات على جميع المستويات.

وأشار البيان إلى أن ممثلي حكومات والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وغيرهم من شركاء فريق عمل الأمم المتحدة المشترك شاركوا وجهات نظرهم حول كيفية اغتنام الزخم للتحول الذي تقوده أفريقيا لأنظمة الأغذية الزراعية كي تصير أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة.

وأشاد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو بنقاط القوة التي تملكها أفريقيا بما فيها مواردها البشرية والطبيعية، مشددا على أن هناك حاجة لقرارات وأفعال تغير قواعد اللعبة، كي تطلق القارة العنان لتلك الإمكانات القيمة. 

وأضاف أن الاستثمار في التنمية الاجتماعية لا سيما الشباب والنساء وصغار المزارعين، هي أحد أبرز المجالات الرئيسية ذات الأولوية.

وسلط المسؤول الأممي الضوء على أهمية التحول نحو الزراعة الرقمية في أفريقيا، مشيرا إلى أن الفاو أطلقت مبادرة 1000 قرية رقمية، والتي تهدف إلى اختيار 1000 قرية في جميع أنحاء العالم لتحويلها إلى قرى رقمية.

وشهد الاجتماع مشاركة العديد من المسؤولين الدوليين والأمميين- بمن فيهم نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين ومدير الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ألفارو لاريو.