منظور عالمي قصص إنسانية

البرازيل: لاجئان سوريان يحيكان ويوزعان أقنعة من القماش للوقاية من فيروس كورونا في ساو باولو

يقوم بعض اللاجئين، من ضمنهم سوريون، بحياكة وتوزيع أقنعة وجه مصممة للوقاية من فيروس كورونا المستجد للمقيمين في المساكن العامة في ساو باولو، البرازيل
© UNHCR/Miguel Pachioni
يقوم بعض اللاجئين، من ضمنهم سوريون، بحياكة وتوزيع أقنعة وجه مصممة للوقاية من فيروس كورونا المستجد للمقيمين في المساكن العامة في ساو باولو، البرازيل

البرازيل: لاجئان سوريان يحيكان ويوزعان أقنعة من القماش للوقاية من فيروس كورونا في ساو باولو

المساعدات الإنسانية

يقوم اللاجئون والمهاجرون، بمن فيهم سوريون، بحياكة وتوزيع أقنعة وجه مصممة للوقاية من فيروس كورونا المستجد للمقيمين في المساكن العامة في ساو باولو، البرازيل.

في هذا التقرير نعرفكم/ن أكثر على قصة لاجئين سوريين، مصممة الأزياء هيام قاسم والصحفي أنس عبيد، يعيشان حاليا في ساو باولو ويعملان بالتعاون مع وزارة العمل وجامعة كامبيناس بدعم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان على مشروع "الحركة الإبداعية".

يستغرق صنع الكمامة مع هيام خمس دقائق فقط
يستغرق صنع الكمامة مع هيام خمس دقائق فقط 

كانت هيام قاسم تدرس التصميم واللغة الفرنسية في دِمشق، سوريا، وكانت في طريقها لتصبح مصممة أزياء محترفة في الوقت التي أجبرت هي وعائلتها على مغادرة البلاد بسبب الحرب. فوجئت هيام وإخوتها الثلاثة بتفشي فيروس كورونا في ساو باولو، بعد أن قضوا سبع سنوات من عمرهم فيها، وهم لا يتحدثون لغتها البرتغالية بطلاقة، وفرصهم ضئيلة بإيجاد عمل.

في الوقت الآني، تستغل هيام مواهبها بشكل جيد من خلال حياكة أقنعة وجه من القماش تساعد على الوقاية من الفيروس، ومن ثم توزعهم على السكان الضعفاء في ساو باولو في البرازيل. تقود وزارة العمل العامة وجامعة كامبيناس المبادرة، وتتلقى الدعم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

إدماج اللاجئين

هيام هي عضوة في مشروع "الحركة الإبداعية". تم تعيينها لتصميم أقنعة وجه مع مجموعة من الذين لديهم مهارات في مجال التصميم.

وتهدف المبادرة إلى إشراك مجتمع اللاجئين والمهاجرين بشكل احترافي والمساعدة من أجل ضمان حماية الأشخاص الأكثر عرضة للفيروس.

وقد أنتجت المجموعة بالفعل ألفي قناع، تم توزيعها على المراكز والملاجئ التي تؤوي كبار السن واللاجئين والمهاجرين والمتحولين جنسياً والمشردين.

حلم تصميم الأزياء

وأوضحت الأستاذة روزانا باينينجير، والمنسقة في منظمة "مرصد الهجرة" التي تعمل على مراقبة وضع اللاجئين في ساو باولو، أن "هذا المشروع يساعد الناس في الوقت الذي يعاني فيه المهاجرون واللاجئون من عمالة متدنية للغاية، بينما في نفس الوقت يعمل على رفع مستوى الوعي حول الصحة العامة. ويخدم غرضا مزدوجا:  "تعزيز الصحة والتعليم الجيد".

البرازيل هي بيتي الثاني، وأطلب المساعدة لأتقدم وأحلق عاليا -هيام قاسم

تجلس هيام على ماكينة الخياطة، وتستغرق منها حياكة قناع وجه من القماش الأفريقي خمس دقائق. قامت الشابة البالغة من العمر 29 عاما بحياكة 450 قناعا خلال الشهر الماضي، وعلّقت على ذلك بكل فخر، "يمكنني حياكة أي شيء، هذا هو مجالي".

ولقد دعمت عائلتها من خلال الأموال التي كسبتها من العمل في هذا المشروع: "البرازيل هي بيتي الثاني، وأطلب المساعدة لأتقدم وأحلق عاليا". وأضافت: "حلمي أن أصبح مصممة أزياء".

توزع الأقنعة على اللاجئين الفنزويليين في ميساو باز، ساو باولو، البرازيل.
Miguel Pachioni/UNCHR
توزع الأقنعة على اللاجئين الفنزويليين في ميساو باز، ساو باولو، البرازيل.

التوصيل إلى منزل المهاجرين

تم توزيع جزء من الكمية التي تم إنتاجها على السكان والعاملين في "بيت المهاجرون"، وهو مأوى للمهاجرين تديره "ميساو باز" أو بعثة السلام، وهي منظمة شريكة للمفوضية تعمل على توفير الرعاية للاجئين والمهاجرين. يعيش حاليا في الملجأ 66 شخصا يمثلون 16 جنسية مختلفة.

وأشارت المصممة السورية إلى أن "الوضع الحالي يدعونا جميعا إلى العمل معا لمساعدة جيراننا والمدينة التي نعيش فيها". وأضافت: "تمكنت من إحضار آلة الخياطة من مكان العمل إلى منزلي، وهنا لا يمكن أن يتوقف الإنتاج".

من بين جميع أنواع الوظائف المختلفة التي حصلت عليها، أعتقد أنه من المهم جدا المساعدة في هذه اللحظة لضمان رفاه اللاجئين والمهاجرين الذين يعيشون في هذه الملاجئ دون توفر فرص العمل--أنس عبيد

مجموعة "الحركة الإبداعية" هي المسؤولة عن شراء القماش وإنتاج وتوزيع الأقنعة، وتعتمد على اللاجئين والمهاجرين من أجل تحقيق ذلك.

بالإضافة إلى المصممة هيام التي تحيك الأقنعة، هناك شاب سوري آخر اسمه أنس عبيد، يتولى إدارة المسائل التسويقية لتسليم المنتج النهائي.

أنس خريج كلية الصحافة، قام بصنع وبيع العطور العربية المخصصة، وقد عمل أيضا مع شركة إنتاج للفيديوهات في السابق. خلال الجائحة كان عليه التكيف مع واقع جديد، فبالإضافة إلى توصيل الأقنعة إلى الملاجئ، يقوم أنس بتعليم اللاجئين والمهاجرين كيفية استخدام الأقنعة بشكل صحيح، واتباع تدابير النظافة الآمنة وتقليل خطر العدوى بالفيروس.

أنس يشرح كيفية استخدام الكمامة بالطريقة الصحيحة
Miguel Pachioni/UNCHR
أنس يشرح كيفية استخدام الكمامة بالطريقة الصحيحة

ويقول أنس: "من بين جميع أنواع الوظائف المختلفة التي حصلت عليها، أعتقد أنه من المهم جدا المساعدة في هذه اللحظة لضمان رفاه اللاجئين والمهاجرين الذين يعيشون في هذه الملاجئ دون توفر فرص العمل". وأعرب أنس عن شعوره بأن العالم سيتغلب على هذا الأزمة قريباً.

الأمم المتحدة تساعد الأشد ضعفا

آسيا كارينيو، وهي لاجئة فنزويلية تبلغ من العمر 58 عامًا جاءت إلى منزل المهاجرين من خلال برنامج حكومي اتحادي، تؤكد أهمية استخدام الأقنعة، وتقول "لم نخرج للخارج لتجنب خطر العدوى، ولكن حتى هنا داخل المنزل، الذين يعيشون على مقربة من الآخرين، تساعدنا الأقنعة على البقاء بصحة جيدة". وأضافت: "جميعنا، المسنون والأطفال والكبار سنتغلب على هذه الأزمة".

من الضروري أن نضمن للجميع، بصرف النظر عن جنسيتهم، إمكانية الحصول على المساعدة المالية والخدمات الصحية دون تمييز--ماريا نوغيرا--مديرة مكتب مفوضية اللاجئين

ويذكّر الأب باولو باريس، منسق بعثة السلام، بأن الأقنعة تحمي السكان والموظفين العاملين هناك من فيروس كورونا من خلال قوله، "نحن نراجع ممارساتنا لتقليل خطر تعريض السكان للإصابة بالفيروس إلى أقصى حد، والحد من انتشاره". وخلص إلى أن "الأقنعة ستساعد السكان والموظفين على حماية أنفسهم، بما في ذلك أثناء توزيع سلال البضائع التي نتلقاها في الملجأ".

وقد شاركت ماريا بياتريس نوغيرا، مديرة مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ساو باولو، في توصيل الأقنعة إلى منزل المهاجرين، وذكّرتنا بأن الجائحة تتطلب التضامن والتعاون من جميع القطاعات. وقالت: "من الضروري أن نضمن للجميع، بصرف النظر عن جنسيتهم، إمكانية الحصول على المساعدة المالية والخدمات الصحية دون تمييز".

وأشار أستريد بانت، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في البرازيل إلى أن "هذه المبادرة تأتي في صميم العمل الذي يقوم به الصندوق للحد من تأثير الجائحة على الناس الأكثر ضعفا"، مضيفا "أنها تساعد على ضمان دخل لهؤلاء الحرفيين، بينما توفر في نفس الوقت الوصول إلى الأقنعة وتساعد على حماية المزيد من الناس من العدوى".