منظور عالمي قصص إنسانية

المنتدى الحضري العالمي:  وضع المدن "في صميم" السعي نحو التنمية المستدامة 

السيدة ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، تتحدث في افتتاح اليوم الأول من الدورة العاشرة للمنتدى الحضري العالمي في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة.
UN-Habitat/Waseem Ali
السيدة ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، تتحدث في افتتاح اليوم الأول من الدورة العاشرة للمنتدى الحضري العالمي في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة.

المنتدى الحضري العالمي:  وضع المدن "في صميم" السعي نحو التنمية المستدامة 

التنمية الاقتصادية

في رسالة وجهها إلى الافتتاح الرسمي للمنتدى الحضري العالمي المنعقد هذا العام في مدينة أبو ظبي، قال أمين عام الأمم المتحدة للمندوبين المشاركين إن مدن العالم وبلداته "ستكون ذات أهمية حاسمة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم" خلال العقد المقبل.

وشكر الأمين العام للأمم المتحدة في الرسالة المصورة مدينة أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافة الدورة العاشرة للمنتدى الحضري العالمي، الذي ينعقد لأول مرة في المنطقة العربية.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة عربية أهم مؤتمر في العالم حول المدن والمستوطنات البشرية، يشارك فيه قادة عالميون وخبراء ومفكرون وأكاديميون، من جميع أنحاء العالم.

وقد افتتح المنتدى يوم الأحد صاحب السمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي ورئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ترافقه المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، ميمونة محمد شريف، في أجواء مهرجانية تميزت باستخدام تقنيات التكنولوجيا العالية.
الأمين العام أشار إلى أن التحضر المدني هو أحد الاتجاهات الكبرى في عصرنا الراهن، وأن توجيهه بشكل جيد، سيساعد في مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ.

فلنجعل من التحضر المدني المستدام "حقيقة واقعة"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة "بينما نبدأ عشرية جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ستكون مدن وبلدات العالم ومجتمعاته في صميم هذا العمل." وأضاف غوتيريش أن الأمم المتحدة "تعتمد على القادة المحليين والوطنيين والشركات والمجتمع المدني والشركاء الآخرين للمساعدة في توفير حلول للتهديدات العالمية، بما في ذلك حالة الطوارئ المناخية." 
وحث الأمين العام المشاركين على جعل التوسع الحضري المستدام حقيقة واقعة وعلى ضمان ألا تتخلف أي مدينة عن هذا الركب نحو الاستدامة.
من ناحيتها، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية-الموئل، ميمونة محمد شريف، إن المنتدى الدولي قد صار بحق التجمع الأكبر في العالم للمفكرين والفاعلين من أجل التحضر المستدام، مشيرة إلى تزامن هذه الدورة مع الذكرى الـ 75 لتأسيس الأمم المتحدة.

مشاركات على مستوى رفيع، من 160 دولة

وقد شكرت السيدة ميمونة شريف رئيس أفغانستان ورئيس وزراء جمهورية فيجي على دعمهما المتواصل لموئل الأمم المتحدة، وأشادت بعملهما الدؤوب "وقدرتهما على ترجمة سياسات التحضر المدني إلى واقع عملي" مما يضمن تحوليها إلى فرص للتنمية المستدامة، حسب تعبيرها.

وشدد الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في كلمة خلال الافتتاح الرسمي على أهمية "العمل العاجل والممنهج، عالمي الطابع" مؤكدا أن لدى العالم الآن "الأدوات ومجموعة من التقنيات لحل المشكلة." كذلك أشار إلى الحاجة إلى تغيير على مستوى فهم الدول وثقافة تعاملها مع التحضر المدني، وإلى نهج جديد في المنظمات العالمية.
رئيس جمهورية فيجي، فرانك بينيماراما، قال إن المنتدى يتيح الفرصة لمناقشة دور المدن في تجنب الأزمات، من خلال جعل الحياة الحضرية مرادفة للاستدامة التنموية. وأضاف بالقول إن "النموذج القديم للتنمية لا يمكن الدفاع عنه" وحذر من أنه إذا واصلنا التوسع الحضري في الصناعات كثيفة الكربون، فإن مدن العالم سوف تتحول إلى "بؤر من عدم المساواة والضعف الشديد ".

رئيس اللجنة المنظمة المحلية للمنتدى في أبوظبي، فلاح محمد الأحبابي، شكر موئل الأمم المتحدة على دعمه وتوجيهه ورؤيته التي "جعلت من المنتدى في أبوظبي حقيقة واقعة." 
وقال المسؤول الإماراتي "إنه لشرف عظيم أن نرى أعظم عقول العالم في مجال الاستدامة تتحد من أكثر من 160 دولة لتحدي الطرق التقليدية، ولمعالجة القضايا الحاسمة واكتشاف رؤى جديدة حول التحضر المديني".
وحسب ما أورد رئيس اللجنة المنظمة المحلية، يشارك في المنتدى أكثر من 18 ألف مشارك مسجل و580 متحدثا و133 جهة عارضة "لتعزيز قدرتنا متحدين في رؤيتنا لخلق عالم أفضل للجيل القادم."

ما هو المنتدى الحضري العالمي؟

تم إنشاء "المنتدى الحضري العالمي" عام 2001 بواسطة "الأمم المتحدة" لمعالجة واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً التي تواجه العالم اليوم وهي توسع التحضر بوتيرة متسارعة وتأثيره على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات.
يعد المنتدى الحضري العالمي منصة رفيعة المستوى ومنفتحة للمشاركة الشاملة للتصدي لتحديات التحضر المستدام.
وينعقد المنتدى الحضري العالمي العاشر هذا العام في الفترة من 8 إلى 13 شباط /فبراير في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بالإمارات العربية المتحدة.
وقد أيد المشاركون هذا العام دعوة المديرة التنفيذية للموئل للتوصل إلى "عمل ملموس"تأمل أن ترى من خلاله "مجموعة من الإجراءات المعلنة، والالتزامات" التي تُتخذ "على أساس طوعي كأفراد ومجتمعات ومدن ودول" محليا وإقليميا ودوليا لتساعد جميعها في "إعلان عشرية العمل على تحقيق أهـداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030".