منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأغذية العالمي: الحرب والجفاف دمرا القطاع الزراعي وخلقا وضعا كارثيا يتحتم معالجته

سيدة في مزرعة أسرتها في طرطوس بسوريا. المزرعة هي واحدة من المشاريع التي يدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا. الصورة:الأمم المتحدة.
سيدة في مزرعة أسرتها في طرطوس بسوريا. المزرعة هي واحدة من المشاريع التي يدعمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا. الصورة:الأمم المتحدة.

برنامج الأغذية العالمي: الحرب والجفاف دمرا القطاع الزراعي وخلقا وضعا كارثيا يتحتم معالجته

المساعدات الإنسانية

قال برنامج الأغذية العالمي إن السوريين العائدين إلى ديارهم ومجتمعاتهم يحتاجون إلى أسواق نشطة وفرص عمل ودعم، حيث يقوم البرنامج بمساعدتهم في إنتاج غذائهم والحصول على دخل من خلال مشاريع سبل العيش في مناطق آمنة ولديها أسواق عمل.

ووصف ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي الذي زار منطقة الغوطة الشرقية مؤخرا الوضع هناك بالكارثي، وشدد على ضرورة دعم الأهالي ليتمكنوا من تجاوز المحنة التي يمرون بها وأضاف:

"الحرب أجبرت الناس على الهروب ودمرت نظام الري الزراعي. إنها مأساة. ويجعل الجفاف الوضع الآن أسوأ. إنه وضع سيء جدا يضيف عبئا على الكارثة الموجودة. ولذا فنحن بحاجة إلى إيجاد حل حتى يتمكن الناس هنا من البقاء على قيد الحياة وتوفير مستقبل أفضل لهم ولأطفالهم."

وكان تقرير أممي قد كشف أن إنتاج القمح في سوريا بلغ أدنى مستوى له منذ 29 عاما، وفقا لبعثة تقييم مشتركة لمنظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي عن المحاصيل والوضع الغذائي لشهر أكتوبر. وقدر التقرير إنتاج القمح بنحو 1.2 مليون طن، أي نحو ثلثي إنتاج عام 2017.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن امتداد فترة الجفاف في وقت مبكر من موسم الزراعة يليه هطول أمطار غزيرة خارج الموسم، إضافة إلى الصراع قد تسببا في وصول الإنتاج الزراعي السوري إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة عقود.

وقد ألحق النزاع الضرر بمناطق زراعية واسعة، وشرد آلاف المزارعين، وأدى إلى زيادة حادة في تكلفة المدخلات الزراعية مثل البذور والأسمدة، مثلما يقول المزارع محمود شعبو من محافظة حلب:

"أولا لم تتبق لدي السيولة المادية. وقد عانينا كثيرا من الحروب والدمار الذي حدث. وما عادت هناك إمكانية حيث لا توجد آلات زراعية. ما يجري الآن من سقوط للقذائف أدى إلى تلوث البيئة."

وأبرز التقرير أن الأمن الغذائي قد تحسن بشكل طفيف خلال العام الماضي، بسبب تعزيز الأمن والوصول إلى الأسواق بشكل أفضل. ومع ذلك، فإن المساعدة الغذائية المستدامة على نطاق واسع أمر حيوي لمنع الأسر من التعمق في الفقر والجوع.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات دفعت ملايين السوريين إلى الجوع والفقر. وبحسب البرنامج فإن 6.5 مليون سوري لا يعرفون اليوم من أين تأتي وجبتهم القادمة.

وأشار البرنامج إلى أن البطالة مستشرية في سوريا بنسبة 60%، وأنه يساعد حاليا 3 ملايين شخص كل شهر، يستفيد حوالي 250 ألفا منهم من أنشطة البرنامج لكسب الرزق وإنتاج الغذاء والتدريب المهني. ويهدف برنامج الأغذية العالمي إلى التركيز على إعادة تأهيل أصول المجتمع الزراعي، مثل أنظمة المياه المتضررة.

وقال البرنامج إنه يحتاج إلى تمويل ثابت يمكن الاعتماد عليه بهدف تخطيط واستدامة المساعدات الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السوريين المستضعفين، مشيرا إلى أنه بحاجة إلى 136 مليون دولار من الآن وحتى مارس/آذار 2019 لدعم عملياته في البلاد.