منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم العالمي للصحة النفسية، دعوة لمساعدة اليافعين والشباب في عالم متغير

 طفل يمني نازح يصمم منزلا مشابها لمنزله المدمر في صنعاء، كجزء من برنامج علاج صحته النفسية.
WHO Yemen
طفل يمني نازح يصمم منزلا مشابها لمنزله المدمر في صنعاء، كجزء من برنامج علاج صحته النفسية.

في اليوم العالمي للصحة النفسية، دعوة لمساعدة اليافعين والشباب في عالم متغير

الصحة

تبدأ نصف المشاكل النفسية إجمالا في سن الرابعة عشرة، ولكن معظم هذه الحالات لا يُكشف عنها ولا تُعالج. ويعد الاكتئاب ثالث سبب رئيسي للإصابة بالاعتلالات النفسية، ومن ثم يأتي الانتحار بوصفه السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً.

وفي اليوم العالمي للصحة النفسية شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة القيام بالكثير من العمل لمساعدة المراهقين والشباب في بناء القدرة على الصمود بوجه المشاكل النفسية منذ سن مبكرة، للحيلولة دون إصابتهم باضطرابات واعتلالات نفسية.

وأشارت المنظمة إلى أن بإمكان الوالدين والمعلمين مد يد العون إلى الأطفال والمراهقين في اكتساب المهارات الحياتية التي تساعدهم على التكيّف مع ما يواجهونه يوميا من تحديات في المنزل والمدرسة.

تحيي المنظمة اليوم العالمي هذا العام تحت شعار "الشباب والصحة النفسية في عالم آخذ في التغيّر.". وقالت إن الوقاية من هذه الاعتلالات تبدأ بالوقوف على البوادر والأعراض المُنذرة بالإصابة بها في وقت مبكّر وفهمها.

وقالت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة إن فترة المراهقة والسنوات الأولى من سن الرشد هما مرحلتان عمريتان تطرأ فيهما العديد من التغييرات على حياة الفرد، من قبيل تغيير المدرسة وترك المنزل واستهلال الدراسة في الجامعة أو مزاولة عمل جديد، وهي أوقات مثيرة بالنسبة إلى الكثيرين، ولكنها يمكن أن تكون أيضا أوقاتا عصيبة يشوبها التوتر والتوجّس. ويمكن أن تسفر هذه المشاعر عن الإصابة باعتلال نفسي.

وأوضحت المنظمة أن الفرد يمكن أن يعاني من ضغوط إضافية ناجمة عن التوسّع في استخدام التكنولوجيات الإلكترونية، إضافة إلى أن هناك العديد من المراهقين الذين يعيشون في مناطق متضرّرة بالطوارئ الإنسانية، مثل النزاعات والكوارث الطبيعية والأوبئة، ويتعرّض الشباب، تحديدا، الذين يعيشون في هذه الحالات للإصابة باضطرابات واعتلالات نفسية.

 

أمّا تعاطي الكحول على نحو ضار وترويج المخدّرات بشكل غير مشروع فيما بين المراهقين فهما من كبرى المشاكل التي تعاني منها بلدان كثيرة، ويمكن أن يسفرا عن اتّباع سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل ممارسة الجنس غير الآمن أو القيادة المتهوّرة. وتثير أيضاً الاضطرابات الطارئة على عادات الأكل الانشغال في هذا المضمار، بحسب المنظمة.

وشددت منظمة الصحة العالمية على أنه لا غنى عن توظيف الاستثمارات من جانب الحكومات وإشراك قطاعات كل من المجتمع والصحة والتعليم في تنفيذ برامج شاملة ومتكاملة ومسندة بالبيانات ومعنية بصحة الشباب النفسية، داعية إلى ربط هذه الاستثمارات ببرامج أخرى معنية بإذكاء الوعي فيما بين المراهقين والشباب بشأن سبل عنايتهم بصحتهم النفسية ومساعدة الأقران والوالدين والمعلمين على معرفة السبل الكفيلة بدعم أصدقائهم وأطفالهم وطلابهم، وهو الموضوع الذي يتمحور حوله اليوم العالمي للصحة النفسية في هذا العام.

الأمين العام: حان الوقت العمل لإنهاء الوصم والتمييز

وفي تغريدة على موقع تويتر قال الأمين العام للأمم المتحدة إن واحدا من كل 5 شباب، سيمر بمشكلة صحة نفسية هذا العام. من يكافحون مثل هذه المشاكل، غالبا ما يهمشون. حان الوقت للعمل للالتزام بإيجاد عالم خال من الوصم والتمييز.

 

وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي أشار أنطونيو غوتيريش  إلى أن للصحة النفسية السيئة خلال فترة المراهقة تأثيرا على التحصيل العلمي وتزيد من مخاطر تعاطي الكحول والسلوك العنيف، قائلا إن "الانتحار هو السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب."

وأوضح الأمين العام أن ملايين الناس ممن يعيشون في مناطق النزاعات والكوارث يتعرضون لخطر مجموعة من المشاكل الصحية النفسية طويلة الأجل، مشيرا إلى أن "العنف الجسدي والجنسي والنفسي ضد المرأة يؤدي إلى ندوب دائمة، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة".

وقال الأمين العام إنه وعلى الرغم من هذه التحديات، إلا أن قدرا كبيرا من حالات الصحة النفسية يمكن الوقاية منها وعلاجها، "خاصة عندما نبدأ في الاعتناء بصحتنا النفسية في سن مبكرة."

وبرغم إشارته إلى أن "أولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية لا يزالون مهمشين،" إلا أن الأمين العام قال إن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اتفقت الدول على تحقيقها بحلول عام 2030، شددت على ضرورة ضمان عدم تخلف أحد عن ركب التقدم.

وقال أنطونيو غوتيريش إن المجتمعات الصحية تتطلب تكاملا أكبر للصحة العقلية تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة. وجدد التزام الأمم المتحدة "بخلق عالم، بحلول 2030، يستطيع فيه كل فرد أن يجد الدعم فيما يتعلق بصحته النفسية في عالم خال من الوصم والتمييز."