منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار

السيدة مريم آدم، 33 عاما، تجلس مع أبنائها في ساحة مدرسة أدري الثانوية في تشاد. تعرض منزلها في السودان للهجوم وقُتل زوجها وتمكنت من الفرار إلى تشاد مع أطفالها الثمانية.
© UNICEF/Mahamat
السيدة مريم آدم، 33 عاما، تجلس مع أبنائها في ساحة مدرسة أدري الثانوية في تشاد. تعرض منزلها في السودان للهجوم وقُتل زوجها وتمكنت من الفرار إلى تشاد مع أطفالها الثمانية.

منظمة الصحة العالمية: نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار

الصحة

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن نظام الرعاية الصحية في السودان ينهار، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، فيما تدمر المرافق الصحية وتتعرض للنهب وتعاني من نقص حاد في الموظفين والأدوية واللقاحات والمعدات والإمدادات.

وفي حديثه للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، قال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندميير، إن ما بين 20 و30 بالمئة من المرافق الصحية في البلاد لا تزال عاملة، "وحتى ذلك بالحد الأدنى من المستويات". وأضاف أن الإمدادات الطبية لا تلبي سوى 25 بالمائة من الاحتياجات، مضيفا أن بعض الولايات مثل دارفور "لم تتلق الإمدادات الطبية خلال العام الماضي".

وقال: "الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو السرطان أو الفشل الكلوي قد يتعرضون لمضاعفات أو يموتون بسبب عدم وجود علاج".

 وفي غضون ذلك، أكد السيد ليندميير وقوع زيادة كبيرة في تفشي الأمراض - بما في ذلك الملاريا والحصبة وحمى الضنك والتهاب الكبد - والتي تنتشر أيضا في تشاد المجاورة.

التأثير على تشاد

من جهتها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في تشاد، بلانش أنيا، إن ما يقدر بنحو خمسة آلاف شخص جديد، يواصلون الدخول إلى البلاد أسبوعيا، معظمهم من النساء والأطفال.

وعبر تقنية الفيديو من العاصمة نجامينا، قالت السيدة أنيا: "تعرض العديد من النساء والفتيات للاغتصاب. وينتشر سوء التغذية بين الأطفال على نطاق واسع، بالإضافة إلى مرض الحصبة وغيره من الأمراض التي يسهلها الاكتظاظ في المخيمات التي تعاني من نقص الموارد وخلق حالة طوارئ صحية خطيرة ومستمرة".

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية إنه يتم تسجيل ما بين 1500 وألفي حالة سوء تغذية كل أسبوع، مما أدى إلى وفاة 320 شخصا حتى الآن بين اللاجئين والسكان المضيفين، وغالبيتهم من الأطفال.

كما سلطت الضوء على احتياجات الصحة العقلية الكبيرة للفارين من الحرب في السودان، إلا أنها أشارت إلى نقص الموارد اللازمة لمعالجتها.

وقالت السيدة أنيا إن تمويل النداء الإنساني في تشاد لا يزال منخفضا للغاية، ويأتي ذلك في أعقاب عام لم يتم فيه تمويل سوى 30 بالمائة من النداء فقط، "مما يخلف فجوة كبيرة في الموارد اللازمة لتجنب كارثة صحة عامة".

وأضافت: "أزمة اللاجئين السودانيين ليست مجرد قضية إقليمية، بل هي حالة طوارئ إنسانية عالمية تتطلب جهدا موحدا. إن التأثير على تشاد عميق، وعلينا أن نتصرف بسرعة وحسم لتقديم الدعم اللازم حتى لا نعرض جهود البلاد للمضي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للخطر".