منظور عالمي قصص إنسانية

مع إغلاق معبر رفح، مخاوف من نفاد الوقود في غزة خلال أيام وآثاره الفورية على جميع القطاعات

أب وابنه يقفان في شرفة منزلهما المدمر في حي السلام، برفح، جنوب قطاع غزة.
Ziad Abu Khousa
أب وابنه يقفان في شرفة منزلهما المدمر في حي السلام، برفح، جنوب قطاع غزة.

مع إغلاق معبر رفح، مخاوف من نفاد الوقود في غزة خلال أيام وآثاره الفورية على جميع القطاعات

المساعدات الإنسانية

حذرت الوكالات الإنسانية في غزة من أن مخزونات الوقود الموجودة في القطاع ستنفد في غضون أيام، بما سيخلف أثرا فوريا على جميع العمليات الإنسانية وشبكات الاتصالات وأعمال البنوك. 

وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن عدم استئناف دخول الوقود إلى غزة، سيحول دون قدرة وكالات الإغاثة على إرسال مخزونات المعونة المتاحة وتوزيعها، وجمع المعلومات عن الاحتياجات الإنسانية ودعم عمل المخابز. 

ويتسبب استمرار إغلاق معبر رفح- الذي دخلت منه 48 شاحنة و166 ألف لتر من السولار إلى غزة في المتوسط اليومي بين يومي 1 و5 أيار/مايو- في وقف إدخال المعونات المنقذة للحياة وإمدادات الوقود الضرورية لمواصلة العمليات الإنسانية وتشغيل جميع القطاعات الحيوية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قام يوم 7 أيار/مايو، بعملية برية شرق رفح- بما فيها منطقتا معبري رفح وكرم أبو سالم. وأغلقت السلطات الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم في 5 أيار/مايو عقب هجمة شنتها جماعات مسلحة فلسطينية بقذائف الهاون على المنطقة، وأغلق معبر رفح أمام حركة البضائع والأفراد يوم الثلاثاء.

ووفق مكتب الأوتشا أعلنت السلطات الإسرائيلية أمس إعادة فتح معبر كرم أبو سالم من الجانب الإسرائيلي. ولا يزال معبر رفح مغلقا (حتى يوم الأربعاء). وتعمل الأمم المتحدة مع الأطراف المعنية للدعوة إلى تيسير إدخال الوقود وغيره من الإمدادات عبر جميع المسارات إلى قطاع غزة وفي أنحائه. 

استمرار النزوح

ومنذ يوم 6 أيار/مايو، لا يزال عشرات الآلاف من الناس، الذين نزح عدد كبير منهم مرات متعددة، يجبرون على مغادرة محافظة رفح بحثا عن خيارات الأمان التي باتت محدودة بقدر متزايد كما يقول مكتب الأوتشا. 

ويظهر رصد حركة السكان انتقالهم في الأساس إلى خان يونس ودير البلح على متن المركبات والشاحنات والعربات التي تجرها الحمير. وتفيد وكالات الأمم المتحدة بأن المواقع القليلة التي ينتقل الناس إليها تفتقر إلى ما يكفي من المراحيض أو النقاط المائية أو الصرف الصحي أو مراكز الإيواء. ولا تستطيع الوكالات الإنسانية تحسين هذه الظروف دون إدخال الوقود وغيره من الإمدادات.

ومنذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر وحتى 7 أيار/مايو، دخل متوسط شهري بلغ نحو مليوني لتر من السولار والبنزين إلى غزة بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية، وهو ما يمثل انخفاضا يقارب 85% بالمقارنة مع المتوسط الشهري الذي سجل 14 مليون لتر من الوقود (السولار والبنزين) بين شهري كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر 2023.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن استمرار منع إدخال المواد الإنسانية الحيوية عبر معبر رفح وتواصل الأعمال القتالية يؤديان إلى عواقب وخيمة على إمكانية الوصول إلى الغذاء وخدمات التغذية ويجعل إدخال التحسينات على مواقع النزوح القائمة والجديدة أمرا مستحيلا.