منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: قوافل الغذاء المتجهة إلى غزة تواجه عوائق أكبر من أي مهمة إنسانية أخرى

المجاعة وشيكة شمال قطاع غزة. طفل من بين كل 3 أطفال تحت سن العامين شمال القطاع مصاب بسوء التغذية الحاد.
© UNRWA
المجاعة وشيكة شمال قطاع غزة. طفل من بين كل 3 أطفال تحت سن العامين شمال القطاع مصاب بسوء التغذية الحاد.

الأمم المتحدة: قوافل الغذاء المتجهة إلى غزة تواجه عوائق أكبر من أي مهمة إنسانية أخرى

المساعدات الإنسانية

قال يانس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن قوافل الإغاثة التي تحمل الغذاء إلى غزة، عرضة للمنع بمعدل ثلاث مرات أكثر من أي قافلة إنسانية تحمل إمدادات أخرى. وأكد ضرورة أن تتجه قوافل الإغاثة بشكل خاص إلى الشمال حيث يواجه 70 في المائة من الناس ظروف المجاعة.

وفي رده على سؤال في المؤتمر الصحفي جنيف، قال لاركيه إن من المثير للدهشة أن الإحصائيات تخبرنا أن العمليات المنسقة لإيصال الأغذية التي تقوم بها الأمم المتحدة من المرجح أن يتم إعاقتها أو منع وصولها إلى المناطق التي تتطلب التنسيق داخل غزة، أكثر من أي مهمة إنسانية أخرى. وأوضح أن إسرائيل رفضت دخول نصف القوافل المحملة بالطعام التي "كنا نحاول إرسالها إلى الشمال". 

وبسؤاله عن سبب منع إسرائيل دخول شاحنات المساعدات الغذائية والمنطق وراء ذلك، قال لاركيه:  "بالطبع سألتُ نفس السؤال. ولم نحصل على أي إجابات واضحة على أي من ذلك. إنهم ينكرون في كثير من الأحيان وهذا كل شيء. لا نحصل على تفسير".

وفي سؤال آخر حول إعلان السلطات الإسرائيلية دخول 419 شاحنة مساعدات إلى غزة وما إذا كان هذا العدد كافيا، قال المتحدث باسم المكتب المعروف باسم أوتشا: "تقوم السلطات الإسرائيلية بإحصاء ما يفحصونه ويرسلونه عبر الحدود. نحن نحصي الشاحنات التي تصل إلى مستودعاتنا. وبين هذين الأمرين هناك مشاكل".

وقال إن الشاحنات التي يتم فحصها من قبل السلطات الإسرائيلية تكون عادة نصف ممتلئة فقط. "هذا هو المطلب الذي وضعوه لأغراض الفحص".

تعقيدات عند المعابر

 كما تحدث لاركيه عن التأخير الذي يحدث عند المعابر، مشيرا إلى القيود التي يفرضها الجانب الإسرائيلي بحيث لا يمكن للسائقين والشاحنات المصرية التواجد في نفس المنطقة في نفس الوقت مع السائقين والشاحنات الفلسطينية. "وهذا يعني عدم وجود تسليم سلس". 

وأضاف:  "أولا يجب أن تدخل الشحنات كي يتم تفريغها ثم تغادر قبل أن تتمكن مجموعة جديدة من الشاحنات من داخل غزة تحمل لوحات فلسطينية مع سائقين فلسطينيين، تم فحصهم، من الدخول واستلامها. وهناك ساعات عمل في هذه المعابر".

وفي سؤال آخر حول التقارير التي تفيد بأنه سيتم فتح نقاط عبور أخرى، وخاصة معبر إيريز، قال لاركيه:  "حتى الليلة الماضية، لم تردنا أي معلومات تفيد بأن معبر إيريز قد تم فتحه بالفعل. وهذا ما ننتظر رؤيته. ونذكر أنه في السادس من نيسان/أبريل، أصدر جيمي ماكغولدريك، منسق الشؤون الإنسانية، بيانا رحب فيه بعدد من التدابير والتأكيدات الفعلية التي حصل عليها من السلطات الإسرائيلية لتسهيل دخول وتوزيع المساعدات. وحتى الليلة الماضية، كان التنفيذ الفعلي لهذه الإجراءات لا يزال معلقا".

وقال المتحدث باسم مكتب أوتشا إن توزيع المساعدات داخل غزة يمثل مشكلة كبرى بسبب قضايا الأمن والسلامة المعروفة، وبسبب انهيار القانون والنظام، ولكنه شدد أيضا على أن الالتزام الواقع على عاتق الأطراف المتحاربة، وعلى وجه الخصوص، على إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة في غزة، بتسهيل وضمان عدم توقف وصول المساعدات الإنسانية عند الحدود. 

استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية يفاقم الوضع

وعلى الأرض، أفادت وكـالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) بأن قوات الأمن الإسرائيلية واصلت عملياتها العسكرية في مختلف أنحاء قطاع غزة، مما أدى إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، وتهجير وتدمير المنازل وغيرها من البنية التحتية المدنية.

واستمرت الغارات الجوية والقصف شمال غزة وخان يونس ورفح، حيث تقدر الأونروا أن ما مجموعه 1.2 مليون شخص يعيشون حاليا في ملاجئ رسمية وغير رسمية.

وعلى الرغم من الجهود الإنسانية المستمرة، يتفاقم الوضع بسبب القصف الجوي المتكرر في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، والعمليات البرية العسكرية واسعة النطاق، والمخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة، وتفشي انعدام الأمن، وإغلاق نقاط العبور الرئيسية، والقيود المفروضة على الحركة والوصول من قبل السلطات الإسرائيلية، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.

في آذار/مارس 2024، منعت السلطات الإسرائيلية أو أعاقت وصول ما مجموعه 420 شاحنة طعام. وفي أعقاب تقارير عن مجاعة وشيكة، تم رفض 40.5 في المائة من جميع البعثات الغذائية في شباط/ فبراير وآذار/ ومارس.

نصف سكان غزة على حافة المجاعة

وحذرت الأونروا من أن نصف سكان غزة على حافة المجاعة، حيث يعاني 1.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الكارثي بسبب الصراع العنيف والقيود الشديدة المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية. 

وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية من جانب السلطات الإسرائيلية وجميع الأطراف المعنية لضمان الوصول الآمن ودون عوائق للمنظمات الإنسانية بهدف تلبية الاحتياجات العاجلة لسكان غزة. 

وذكرت الأونروا أنها لا تزال تواجه قيودا غير متناسبة في الوصول، حيث لم تتم الموافقة على أي قوافل غذائية للوكالة منذ آذار/مارس 2024. وكانت آخر مرة تمكنت فيها الوكالة من إيصال الغذاء إلى الشمال في نهاية كانون الثاني/يناير.

ونبهت الوكالة الأممية إلى أنه لم يحدث أي تغيير ملموس في حجم الإمدادات الإنسانية التي تدخل غزة، ولم يتحسن الوصول إلى الشمال. فمنذ بداية شهر نيسان/أبريل، عبرت ما معدله 177 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا عبر معبري كرم أبو سالم ورفح البريين. ويظل هذا أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكل من المعابر الحدودية والهدف المتمثل في 500 شاحنة يوميا

وذكرت الأونروا أنها زودت أكثر من 1.8 مليون شخص – أي 85% من السكان -بالدقيق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، تلقى ما يقرب من 600 ألف شخص طرودا غذائية طارئة وتم تقديم ما يقرب من 3.6 مليون استشارة للمرضى في المراكز والنقاط الصحية. وتواصل الأونروا توفير خدمات التخزين والتوزيع للسلع الغذائية التابعة للوكالات الأخرى.