منظور عالمي قصص إنسانية

القصف والدمار يستمران بلا هوادة في غزة، وسعر كيس الطحين يصل إلى 400 دولار

امرأتان تعبران شارعا مدمرا في مدينة غزة.
© UNICEF/Omar Al-Qattaa
امرأتان تعبران شارعا مدمرا في مدينة غزة.

القصف والدمار يستمران بلا هوادة في غزة، وسعر كيس الطحين يصل إلى 400 دولار

المساعدات الإنسانية

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) إن الفلسطينيين في غزة لا يجدون إلا القليل من الراحة، حتى خلال شهر رمضان المبارك، مع استمرار الصراع في جميع أنحاء القطاع بلا هوادة.

وفي أحدث معلومات نشرتها حول الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، قالت الأونروا إن القوات الإسرائيلية واصلت غاراتها الجوية وقصفها في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك في رفح التي يعيش فيها حاليا وفق تقديرات الأونروا نحو  1.2 مليون شخص، غالبيتهم العظمى في الملاجئ.

وبالإشارة إلى التقارير الصادرة عن منظمة "المعونة المسيحية" – وهي منظمة إنسانية غير حكومية مقرها في المملكة المتحدة – قالت الأونروا إن أسعار المواد الغذائية في غزة قد ارتفعت بشكل كبير فيما تلوح المجاعة في الأفق. وقالت في بيانها: "في شمال غزة، أصبحت السلع الأساسية أغلى 25 مرة مما كانت عليه قبل الحرب. عرض كيس من الدقيق سعة 25 كيلوغراما للبيع في شمال غزة بأكثر من 400 دولار أمريكي".

وبالتزامن مع هذا، توفي 27 طفلا شمال غزة بسبب مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية الحاد، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وتعاني المستشفيات المتبقية في القطاع من الاكتظاظ وتكافح من أجل مواكبة الاحتياجات، مع استمرار ارتفاع معدلات سوء التغذية في ظل المستويات الشديدة لانعدام الأمن الغذائي وتفشي الأمراض.

وقالت الأونروا إنه في أعقاب الإعلان عن أن المجاعة وشيكة في القطاع، لم يكن هناك تغيير كبير في حجم الإمدادات التي تدخل غزة أو تحسين الوصول إلى الشمال. وشهدت الأيام الثلاثة والعشرون الأولى من شهر آذار/مارس عبور ما معدله 157 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة، وهو أقل بكثير من الهدف المتمثل بدخول 500 شاحنة يوميا. وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن أمن إدارة المعابر تأثر بشدة بسبب مقتل عدد من رجال الشرطة الفلسطينية في غارات جوية إسرائيلية بالقرب من المعابر في أوائل شباط /فبراير.

وبالإضافة إلى ذلك، رفضت السلطات الإسرائيلية الطلبات التي تم تقديمها بشكل يومي منذ 21 آذار/مارس للسماح لقوافل الغذاء التابعة للأونروا بالدخول إلى الشمال، ولم تقدم أي سبب لذلك. بل بالأمس، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على مرور أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى شمال غزة، على الرغم من أن الوكالة هي "العمود الفقري للمساعدات الإنسانية داخل غزة" كما وصفها الأمين العام أنطونيو غوتيريش.

وقالت الأونروا إن عدد موظفيها الذين قتلوا منذ بداية الأعمال العدائية بلغ 171 شخصا بحلول 23 آذار/مارس.

أسست الجمعية العامة للأمم المتحدة وكالة الأونروا عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.

تعمل الأونروا في الضفة الغربية- والتي تشمل القدس الشرقية- وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.

وبعد مرور خمسة وسبعين عاما، لا يزال عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل عام 1948 نازحين وبحاجة إلى دعم.

تساعد الأونروا لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية، وذلك من خلال الخدمات النوعية التي تقدمها في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنى التحتية وتحسين المخيمات، والتمويل الصغير بالإضافة الى المساعدات الطارئة. يتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.