مفوضية اللاجئين تدعو إلى إنقاذ الروهينجا من الرحلات البحرية القاتلة

أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن انزعاجها إزاء الارتفاع الكبير في عدد اللاجئين الروهينجا اليائسين الذين يلقون حتفهم أو يُفقدون أثناء قيامهم برحلات محفوفة بالمخاطر بالقوارب في بحر أندامان وخليج البنغال خلال عام 2023.

وكان العام الماضي قد شهد أكبر عدد من القتلى والمفقودين في البحر من الروهينجا منذ عام 2014، حيث بلغ نحو 569 شخصا، فيما قام ما يقرب من 4500 شخص برحلات مميتة. وقال المتحدث باسم المفوضية، ماثيو سالتمارش، إن الناجين رووا روايات مروعة عن سوء المعاملة والاستغلال أثناء الرحلة، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وأضاف: "تشير التقديرات إلى أن واحداً من الروهينجا قد لقي حتفه أو اختفى من بين كل ثمانية أشخاص حاولوا القيام بالرحلة في عام 2023، وهو ما يجعل بحر أندامان وخليج البنغال أحد أكثر المناطق المائية فتكاً في العالم".

وفي مؤتمر صحفي عقد في جنيف اليوم الثلاثاء، أشار السيد سالتمارش إلى أن ما يقرب من ثلثي أولئك الذين حاولوا هذه الرحلات كانوا من الأطفال والنساء وأنهم غادروا من بنغلاديش، وبدرجة أقل، من ميانمار. وأضاف أن ما يقرب من مائتين من الروهينجا قد يكونون قد لقوا حتفهم في حادث واحد في تشرين الثاني /نوفمبر بعدما وردت أنباء تفيد بغرق قاربهم في بحر أندامان.

وقال: "تذكّر هذه الأرقام على نحو يثير الفزع بأن الفشل في التحرك لإنقاذ الأشخاص المنكوبين يؤدي إلى حدوث وفيات. ويموت المزيد والمزيد من الأشخاص البائسين تحت أنظار العديد من الدول الساحلية في غياب عمليات إنقاذ في الوقت المناسب وإنزال إلى أقرب مكان آمن".

ودعا المتحدث باسم مفوضية اللاجئين السلطات الساحلية الإقليمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع وقوع مآس في المستقبل، وشدد على أن إنقاذ الأرواح والمنكوبين في البحر "ضرورة إنسانية وواجب راسخ بموجب القانون البحري الدولي".

وشدد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لهذه التحركات البحرية، بما في ذلك من خلال تعزيز الحلول وسبل الاعتماد على الذات للاجئين الروهينجا، وذلك لتوفير الأمل لهم وتجنيبهم الاضطرار للقيام برحلات تشوبها المخاطر على متن القوارب.