منظور عالمي قصص إنسانية

السودان: برنامج الأغذية العالمي يدين نهب المواد الغذائية من مستودعاته في ولاية الجزيرة

عائلات مع أطفالها يفرون سيرا على الأقدام من ود مدني بولاية الجزيرة هربا من الاشتباكات.
© UNICEF/UNI492302/Mohamdeen
عائلات مع أطفالها يفرون سيرا على الأقدام من ود مدني بولاية الجزيرة هربا من الاشتباكات.

السودان: برنامج الأغذية العالمي يدين نهب المواد الغذائية من مستودعاته في ولاية الجزيرة

المساعدات الإنسانية

أدان برنامج الأغذية العالمي بشدة نهب الإمدادات الغذائية من مستودعاته بولاية الجزيرة السودانية، نهاية الأسبوع الماضي، بعد اقتحام عناصر من قوات الدعم السريع لها عقب سيطرة المجموعة على ود مدني.

وأشار البرنامج إلى أن المستودع كان يحتوي على مخزون يكفي لإطعام ما يقرب من 1.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد لمدة شهر واحد في الولاية، حيث أجبر الهجوم الجديد أكثر من 300 ألف شخص على الفرار. وشمل ذلك أغذية متخصصة تهدف إلى الوقاية ودعم علاج سوء التغذية لأكثر من 20 ألف طفل وامرأة حامل ومرضعة.

وفي بيان صدر يوم الخميس، دعا مايكل دانفورد، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا، قوات الدعم السريع إلى ضمان حماية المساعدات الإنسانية والموظفين والمباني التابعة للمنظمات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأضاف: "إن الشعب السوداني، الذي يعاني بالفعل من اليأس ويفر من القتال، قد سُلب الآن من المساعدة الحيوية التي يحتاجها. هذا أمر لا يطاق ويجب أن يتوقف".

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه اضطر إلى وقف عمليات التوزيع مؤقتا في ولاية الجزيرة في أعقاب الحادث، وأنه يعيد تشكيل استجابته الإنسانية حيث بدأ بعض عمليات التوزيع في الولايات الواقعة إلى الشرق، والتي لجأ إليها الأشخاص الفارون من الجزيرة.

وشدد البرنامج على أن عملياته تمثل شريان حياة لنحو مليون شخص يائس في ولاية الجزيرة، وأن نهب مبانيه يقوض عملياته "في وقت يواجه فيه ما يقرب من 18 مليون شخص الجوع الحاد". وجدد البرنامج تحذيره من وقوع "كارثة جوع وشيكة" في السودان إذا لم يتمكن الناس من تلقي المساعدات.

الصراع يعيق الوصول إلى المحتاجين

من ناحية أخرى، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية(أوتشا) من أن انتشار الصراع في السودان يعيق الجهود المبذولة للوصول إلى المدنيين المحتاجين، بمن فيهم النازحون حديثا بسبب القتال العنيف الذي شهدته ولاية الجزيرة في وقت سابق من هذا الشهر.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، فر نحو300 ألف شخص من مناطق داخل مدينة ود مدني والقرى المجاورة. وتعمل المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدة لمن وصلوا إلى ولايات أخرى- بما في ذلك القضارف وكسلا والبحر الأحمر وسنار والنيل الأبيض ومن عبروا الحدود إلى جنوب السودان.

ولكن مع ذلك، ذكر مكتب أوتشا أن هناك حاجة ملحة لموارد إضافية، بما في ذلك المأوى والغذاء والمواد الأساسية الأخرى، حيث إن المخزونات المتاحة قليلة ولا تزال عملية نقل الإمدادات تواجه صعوبة بالغة. 

وفي ولاية القضارف، لجأ ما يقدر بنحو 15 ألف شخص إلى المجتمعات المضيفة. ويعمل الشركاء في المجال الإنساني هناك على تكثيف جهودهم لتوفير الغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة والدعم الصحي، بالإضافة إلى خدمات الحماية للنازحين عند وصولهم.

يعد السودان أحد أكثر الأماكن صعوبة في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني. تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 25 مليون شخص سيحتاجون إلى الإغاثة الإنسانية في عام 2024، معظمهم في مناطق النزاع الساخنة - بما في ذلك الخرطوم ودارفور وكردفان - والتي يصعب على وكالات الإغاثة الوصول إليها بشكل متزايد.