منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولتان أمميتان تؤكدان ضرورة التصدي لمعاداة السامية وكراهية الإسلام

تقول منظمة اليونسكو إن خطاب الكراهية آخذ في الارتفاع في جميع أنحاء العالم.
Unsplash/Jon Tyson
تقول منظمة اليونسكو إن خطاب الكراهية آخذ في الارتفاع في جميع أنحاء العالم.

مسؤولتان أمميتان تؤكدان ضرورة التصدي لمعاداة السامية وكراهية الإسلام

حقوق الإنسان

أدانت مسؤولتان أمميتان تصاعد معاداة السامية وكراهية الإسلام في بلدان حول العالم في الآونة الأخيرة، ودعتا جميع الجهات المعنية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان تمكين أفراد الأقليات الدينية من التمتع بحقوقهم على قدم المساواة والحصول على حماية فعالة.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم الجمعة عن كل من مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس وايريمو نديريتو، ونظيلة غني المقررة الخاصة المعنية بحرية الدين أو المعتقد.

ودعا البيان جميع أصحاب المصلحة- بما فيها الدول ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا والجامعات- إلى الاستجابة بسرعة للتقارير المستمرة وواسعة النطاق عن حوادث تعكس معاداة السامية وكراهية الإسلام، بطريقة تتسق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأفادت المسؤولتان بتصاعد أفعال المضايقة والترهيب والعنف والتحريض على أساس الدين أو المعتقد، بشكل حاد، في جميع أنحاء العالم، خلال الأشهر الأخيرة، وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق في الأسابيع الماضية. 

وقالت إن هذه الأفعال "صدمت ضميرنا وأشاعت مناخا من الخوف وانعدام الثقة بشكل عميق في العديد من المجتمعات".

قتل واعتداءات لفظية وتهديدات

وفي بعض البلدان، أبلغت السلطات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني عن زيادة كبيرة في الحوادث المتعلقة بالإسلاموفوبيا ومعاداة السامية. وتعاني الأقليات الدينية الأخرى أيضا من انعدام حاد وغير مسبوق في الأمن، وفقا للبيان.

"وقد تعرضت مساجد ومعابد يهودية وأماكن عبادة أخرى ومقابر، للهجوم والتدنيس والتخريب في العديد من البلدان؛ وكذلك مدارس ومراكز ثقافية ونصب تذكارية؛ وحتى المنازل والممتلكات الخاصة المملوكة لليهود والمسلمين؛ ولم تنج الطوائف الدينية والعقائدية الأخرى أيضا من هذه الهجمات".

وقالت أليس نديريتو، ونظيلة غني إن بحوزتهما "تقارير موثوقة من مناطق مختلفة من العالم توثق الاعتداءات الجسدية- والتي تشمل عمليات القتل والاعتداءات اللفظية والتهديدات بالقتل التي يبدو أن الدافع وراءها هو الانتماء الديني المتصور للضحايا".

وأضافتا أن جهات أخرى- بما فيها الحكومات- تستغل هذه الأوقات المؤلمة كغطاء وطريقة للإلهاء بهدف زيادة اضطهاد الأقليات الدينية أو العقائدية بشكل كبير، والاعتداءات على السكان الضعفاء، وقمع الحقوق الأخرى في محاولات مضللة لمعالجة الاستقطاب المجتمعي.

"قُتل أشخاص، وتعرض كثيرون للتهديد والمضايقة، حتى الأطفال والطلاب في المدارس والجامعات. وتنتشر بسرعة تعبيرات الكراهية الدينية والتحريض على العنف على وسائل التواصل الاجتماعي".

لا ينبغي لأحد أن يخاف بسبب هويته الدينية

وفي وقت يغذي فيه الصراع توترات سياسية كبيرة، أكدت المسؤولتان على ضرورة التذكير بأن مثل هذه التوترات "لا تبرر أبدا التعبير عن الكراهية على أساس الهوية، وأنه لا بد من احترام إنسانية الجميع وضمان المساواة والعدالة".

وأدانتا بشدة جميع الأفعال المؤذية والتعبيرات التي تدل على الكراهية الدينية والتعصب اللذين يولدان أذى عميقا وخوفا على المستويين الفردي والمجتمعي. 

وقالتا إنه ما من أحد ينبغي أن يعاني من الخوف بسبب هوية دينية أو عقائدية أو إظهارها. "لكل شخص الحق في الشعور بالأمان والحماية مع الاحترام المتساوي لحقوقه الإنسانية. ويقع على عاتق الدولة واجب ضمان التمتع بهذه الحقوق".

وحتثا الدول على تسجيل جميع أعمال العنف والتمييز والمضايقة والترهيب المبلغ عنها والتحقيق فيها، مع الاخذ في الاعتبار الدوافع الدينية أو العقائدية المحتملة. وينبغي للدول أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع مثل هذه الأفعال امتثالا لجميع معايير حقوق الإنسان والقانون الإنساني ذات الصلة. 

كما دعتا الدول إلى ضرورة اتخاذ إجراءات منسقة لضمان حصول الأفراد والمجتمعات والمواقع الدينية والتعليمية والثقافية الإسلامية واليهودية على الحماية الكافية، ويجب عليها التشاور مع المجتمعات المتضررة لفهم احتياجاتها في هذا الصدد.

مبادرات مشجعة في خضم الكراهية

ودعت نديريتو، ونظيلة غني جميع أصحاب المصلحة إلى التحدث، بشكل عاجل، ضد تصاعد معاداة السامية وكراهية الإسلام والتضامن مع جميع الأشخاص والمجتمعات المستهدفة. و"يجب على شركات وسائل التواصل الاجتماعي أن تتحرك بشكل حاسم ضد خطاب الكراهية والتحريض على العنف الديني والتمييز والعداء عبر الإنترنت".

وأكدتا على الدور الحاسم الذي تلعبه الدول، وممثلو الأديان أو المعتقدات، والقادة والجماعات، والمجتمع المدني ككل، في هذه المرحلة المظلمة- ولا سيما في تعزيز التحالف والثقة الاجتماعية. 

وفي خضم انتشار الكراهية، قالت المسؤولتان إن من المشجع أن يجتمع الناس من مختلف الأديان، في العديد من المناسبات، للتأكيد على إنسانيتهم المشتركة. ويجب دعم هذه الجهود والاحتفال بها ومضاعفتها، ويجب على الدول تهيئة الظروف المواتية لازدهار هذه الجهود وأن يكون لها تأثير أكبر.