منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو إلى التصدي لتسونامي الكراهية لمكافحة معاداة السامية والتمييز والتعصب

الحاخام يسرول غولدشتاين من معبد "تشاباد بواي" اليهودي في كاليفورنيا يتحدث في مناسبة خاصة حول مكافحة معاداة السامية وأشكال أخرى من العنصرية.
UN Photo/Manuel Elias
الحاخام يسرول غولدشتاين من معبد "تشاباد بواي" اليهودي في كاليفورنيا يتحدث في مناسبة خاصة حول مكافحة معاداة السامية وأشكال أخرى من العنصرية.

الأمم المتحدة تدعو إلى التصدي لتسونامي الكراهية لمكافحة معاداة السامية والتمييز والتعصب

حقوق الإنسان

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن العالم الرقمي يشهد اليوم "نواقل ومنصات جديدة للرسائل المسمومة" التي تسرع من انتشار التعصب، بينما حذرت رئيسة الجمعية العامة من تنامي خطابات الكراهية في العصر الرقمي الراهن وقالت إنها "ليست حرية تعبير، بل هي العنصرية". 

وحذر أنطونيو غوتيريش من الظواهر السالبة التي تشهدها هذه المنصات الرقمية الجديدة واسعة الانتشار والتي تسرع من انتشار التعصب، في وقت "تصاعدت فيه الهجمات على المعابد اليهودية، وشهدنا مجازر في المساجد وتفجيرات في الكنائس" في بقاع مختلفة من العالم. وقد أكد غوتيريش، في فعالية عقدت اليوم في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك على سعيه الحثيث لمواصلة الدعوة إلى معاداة السامية والعنصرية وغيرها من أشكال الكراهية – "بصوت عال، ودون اعتذار"، حسب تعبيره. 

وقال غوتيريش إن ما وصفه بوحش التعصب قد أدى إلى تسونامي (طوفان) عنيف من الكراهية تشتد قوته بمختلف أنحاء العالم.

الجلسة التي دعت لها رئيسة الجمعية العامة ماريا فرناندا اسبينوزا – حول "مكافحة معاداة السامية والأشكال الأخرى من العنصرية والكراهية" – لمناقشة تحديات تدريس التسامح والاحترام في العصر الرقمي بشكل خاص، تناقش عددا من الوسائل الناجعة لمعالجة انتشار خطاب الكراهية الخطير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية. 
وقالت السيدة فرناندا إسبينوزا إن وسائل العصر الرقمي "هي أدوات قوية تدعم التعليم والتسامح، ولكن في كثير من الأحيان، يتم استخدامها لنشر الكراهية وتشويه الواقع والحقيقة".  وحذرت اسبينوزا من أن الناشرين لهذه الخطابات يختارون لغة حقوق الإنسان للدفاع عن دعايتهم، مضيفة بأن "خطاب الكراهية ليس حرية التعبير، بل هو العنصرية".

وفي كلمته، ذكَّر الأمين العام أنطونيو غوتيريش الحاضرين بأن محرقة الهولوكوست التي استهدفت اليهود لم تحدث قبل زمن طويل من وقتنا الحاضر، وأن المحرقة لم تحدث في مكان بعيد، بل في قلب أوروبا، وأنها "لا تزال في مركز اهتمامنا ونحن نكافح معاداة السامية وغيرها من أشكال التعصب اليوم". وقال غوتيريش إن هتلر قد هزم، لكن معاداة السامية لم تخمد بعد".  
وأشار الأمين العام إلى دراسات تفيد بتزايد أعداد الحوادث المعادية للسامية بنسبة وصلت 13% عام 2018 مقارنة بالعام الذي سبقه. وأضاف غوتيريش أن "الهجمات على المعابد والمقابر والأفراد، في الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى، تجعل العديد من اليهود يشعرون بعدم الأمان".

الجمعية العامة تناقش تحديات تدريس التسامح والاحترام في العصر الرقمي وعددا من الوسائل الناجعة لمعالجة انتشار خطاب الكراهية الخطير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
UN Photo/Manuel Elias
الجمعية العامة تناقش تحديات تدريس التسامح والاحترام في العصر الرقمي وعددا من الوسائل الناجعة لمعالجة انتشار خطاب الكراهية الخطير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

معاداة السامية تتعامد مع التحامل ضد الهويات الدينية والعرقية والجنسية 

وقد استمع الحضور إلى شهادة من الحاخام يسرول غولدشتاين من معبد "تشاباد بواي" اليهودي في كاليفورنيا، الولايات المتحدة، والذي شهد هجوما قتل فيه أحد المصلين وأصيب ثلاثة من بينهم الحاخام نفسه. 

وفيما بدت الإصابة واضحة على يديه، تحدث الحاخام عن الهجوم الذي وقع في الكنيس فيما كان يستعد لأداء الصلاة في آخر أيام عيد الفصح.

"رأيت في بهو معبدنا، في مكان العبادة الذي جاء إليه الأطفال للاحتفال، هذا الإرهابي حاملا سلاحا. التفت لأبعد الأطفال، فأطلق الإرهابي النار علي ففقدت أصابع في يدي".

وتمكن الحاخام من إبعاد الأطفال عن مكان الخطر، بمن فيهم حفيدته البالغة من العمر 4 أعوام التي ظلت تسأله: لماذا تنزف؟.

وشدد في كلمته في قاعة الجمعية العامة، "على ضرورة أن ينظر إلى كل منا باعتبارنا بشرا، وليس للون بشرتنا أو لغتنا".

في ترحيبها بكلمة الحاخام غولدشتاين قالت رئيسة الجمعية العامة إن معاداة السامية اليوم تتقاطع بشكل متزايد مع أشكال أخرى من الكراهية المستندة إلى الهوية والتحامل الموجه ضد الجماعات والأفراد، بما في ذلك مجموعات الهوية الدينية والعرقية والجنسية. 

وذكر الأمين العام من ناحيته أن الأمم المتحدة تحارب هذه العلل التي تتعلق بهويتها كمنظمة "تأسست كرد فعل للإبادة الجماعية" التي شهدها العالم خلال الحرب العالمية الثانية. 

وكان المسؤول الأممي قد أطلق الأسبوع الماضي استراتيجية عامة لمكافحة خطاب الكراهية، وخطابات التعصب الكفيلة بإشعال حرائق كبرى، حسب قوله، "كما رأينا من رواندا إلى ميانمار والعديد من الأماكن بينهما".

وقال أنطونيو غوتيريش إن العالم يحتاج إلى تسريع جهوده للعمل في الفضاء الرقمي حيث تزدهر خطابات الكراهية. وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر قناة للكراهية على نطاق هائل، "دون أي تكلفة تقريبا وبدون محاسبة، مما يجعلها جذابة بشكل خاص لمن لديهم نوايا شريرة".