منظور عالمي قصص إنسانية

زلزال تركيا وسوريا: استجابة أممية طارئة لمساعدة المتضررين

عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين في مبنى في سرمدا، سوريا في أعقاب الزلزال المدمر.
© UNOCHA/Ali Haj Suleiman
عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين في مبنى في سرمدا، سوريا في أعقاب الزلزال المدمر.

زلزال تركيا وسوريا: استجابة أممية طارئة لمساعدة المتضررين

المساعدات الإنسانية

بعد أن ضرب زلزال مدمر جنوب تركيا وشمال سوريا في الساعات الأولى من يوم الاثنين، سارعت وكالات الأمم المتحدة في حشد استجابتها الطارئة لمساعدة المتضررين.

 

وفي أحدث حصيلة بشأن الخسائر البشرية، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالإبلاغ عن أكثر من ألفي حالة وفاة في أعقاب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر.

ويعد هذا الزلزال الأقوى الذي تسجله تركيا منذ عام 1939، وفقا للمكتب الأممي.

في مستهل اجتماع بقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا رئيس الدورة الحالية للجمعية تشابا كوروشي الدول الأعضاء إلى الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا.

Tweet URL

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن عميق حزنه بشأن الخسائر الفادحة في الأرواح التي سببها الزلزال.

وأضاف في بيان صحفي: "أُبدي تعاطفي مع شعبي تركيا وسوريا في هذا الوقت المأساوي. أبعث بأحر التعازي لأسر الضحايا وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين".

وأكد أنطونيو غوتيريش التزام الأمم المتحدة التام بدعم جهود الاستجابة، مشيرا إلى أن فرق الأمم المتحدة موجودة على الأرض لتقييم الاحتياجات وتقديم المساعدة.

وأضاف: "نعتمد على المجتمع الدولي لمساعدة آلاف الأسر المتضررة من هذه الكارثة، والذين كان العديد منهم بالفعل في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية في المناطق التي يصعب الوصول إليها".

وقالت منظمة الصحة العالمية في تغريدة على موقع تويتر إن السلطات الوطنية تركز على عمليات البحث والإنقاذ في الوقت الحالي، مشيرة إلى أنها تتوقع زيادة في الحاجة إلى الرعاية المتعلقة بالإصابات لعلاج الجرحى، ودعم النظام الصحي بأكمله في المناطق المتضررة لتقديم مجموعة من خدمات الرعاية في حالة تضرر المرافق الصحية.

وأعربت المنظمة عن القلق أيضا بشأن المناطق التي لم ترد عنها أنباء، مشيرة إلى أنه يجري حاليا رسم خرائط للأضرار.

وأكد مكتب منظمة الصحة العالمية في أوروبا التزام المنظمة بمساعدة تركيا في تحديد الاحتياجات الفورية وضمان الاستجابة السريعة، وبتقديم الدعم لشعب وحكومة تركيا أثناء وبعد هذه الحالة الطارئة.

وأفادت وكالة الصحة الأممية بتفعيل شبكة فرق الطوارئ الطبية التابعة للمنظمة بهدف توفير الرعاية الصحية الأساسية للمصابين والأكثر ضعفا ممن تضرروا من الزلزال.

 

تضررت المباني في إدلب السورية جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة.
© UNOCHA/Ali Haj Suleiman

 

اليونيسف

وقد أفادت منظمة اليونيسف بأن آلاف الأطفال والأسر عرضة للخطر في أعقاب الزلزالين المدمرين وعشرات الهزات الارتدادية في تركيا وسوريا.

في تركيا، تتركز الجهود حاليا على البحث والإنقاذ، وتقوم اليونيسف بالتنسيق مع الحكومة ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ بشأن الاحتياجات الناشئة المرتبطة بالاستجابة الإنسانية الأوسع.

وفي سوريا، تقوم اليونيسف بتقييم آثار الزلزال والاستعداد لدعم الاستجابة الإنسانية بالتنسيق مع الشركاء.

وأفادت اليونيسف بوقوع الزلزال الأول عند الرابعة صباحا بينما كان العديد من الأطفال والأسر نائمين في منازلهم. وأدى تدمير عدد كبير من المنازل إلى تشريد العائلات وتعريضها للعوامل الجوية في ظل انخفاض درجات الحرارة والثلوج والأمطار المتجمدة.

وقد ضربت عواصف ثلجية غزيرة مؤخرا أجزاء من سوريا وتركيا، مع توقع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل: "الصور التي نراها من سوريا وتركيا مؤلمة. ضرب الزلزال الأول في وقت مبكر جدا من الصباح، عندما كان العديد من الأطفال يغطون في نوم عميق، مما جعله أكثر خطورة، كما أن الهزات الارتدادية تجلب مخاطر مستمرة. قلوبنا مع الأطفال والأسر المتضررة، خاصة أولئك الذين فقدوا أحباءهم أو أصيبوا. تتمثل أولويتنا العاجلة في ضمان حصول الأطفال والأسر المتضررة على الدعم الذي يحتاجونه بشدة".

ومن المحتمل أن تكون المدارس والمستشفيات والمرافق الطبية والتعليمية الأخرى قد تضررت أو دمرت بسبب الزلازل، مما سيؤثر بشكل أكبر على الأطفال. كما ستؤدي الأضرار المحتملة للطرق والبنية التحتية الحيوية إلى تعقيد جهود البحث والإنقاذ والاستجابة الإنسانية الأوسع، وفقا لليونيسف.

ولا يزال الأطفال في سوريا يواجهون واحدة من أكثر الأوضاع الإنسانية تعقيدا في العالم. فقد أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، واستمرار الأعمال العدائية المحلية، والنزوح الجماعي، والدمار الذي لحق بالبنية التحتية، إلى احتياج ثلثي السكان إلى المساعدة. 

وتشكل الأمراض المنقولة بالمياه تهديدا مميتا آخر للأطفال والأسر المتضررة. وقد تفشى مرض الكوليرا بسرعة في جميع أنحاء سوريا وكان الأطفال عرضة للخطر بشكل خاص.

الأونروا

أعلنت وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) وفاة اثنين من تلاميذ مدارس الوكالة في سوريا بسبب الزلزال.

وتفيد التقارير بأن طفلين آخرين يرقدان في العناية المركزة بسبب الإصابات التي لحقت بهما أيضا خلال الزلزال المدمر. ولا يزال الكثيرون محاصرين تحت الأنقاض، وفقا لبيان صادر عن الوكالة الأممية.

وذكرت الأونروا أن مخيم اللاذقية، على الساحل السوري، ومخيم النيرب، بالقرب من حلب، هما الأكثر تضررا من بين 12 مخيما للاجئي فلسطين في البلاد. وقد انهارت ثلاثة منازل يسكنها لاجئون من فلسطين في مخيم اللاذقية، مما أدى إلى تضرر 25 شخصا.

وتقوم فرق الأونروا في الميدان بإجراء عمليات التقييم، ووفقا للنتائج الأولية نجت معظم مرافق الأونروا من الهزات مع أضرار طفيفة، حيث إنه تم بناؤها بتصميم مقاوم للزلازل.

وسيتم إغلاق مدارس الوكالة في المناطق المتضررة إلى أن تعتبر آمنة، بينما تُستأنف الخدمات الأخرى اعتبارا من الغد.

وأوضحت الأونروا أنها تعمل على مواصلة تقديم المساعدات والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية، بما في ذلك الصحة النفسية، استجابة للاحتياجات المتزايدة، وبالتعاون الوثيق مع وكالات الأمم المتحدة في سوريا. وأكدت الوكالة استعدادها لتوفير المأوى للنازحين.

الأمم المتحدة تنسق جهود الاستجابة

بدوره، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن الصدمة إزاء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في ذروة شتاء قارس، مشيرا إلى أن الفرق التابعة للمكتب تقوم بتقييم الضرر بالتعاون مع فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق، مشيرا إلى أن فرق البحث والإنقاذ جاهزة للنشر.

مفوضية شؤون اللاجئين أعربت أيضا عن تضامنها مع شعبي تركيا وسوريا، وأعلنت استعدادها للمساعدة في توفير الإغاثة العاجلة للناجين من خلال فرق المفوضية الميدانية حيثما أمكن ذلك.

وأعربت المفوضية عن خالص تعازيها لجميع المتضررين، مبينة أنها تعمل بنشاط على تنسيق الاستجابة مع وكالات الأمم المتحدة والجهات الإنسانية الفاعلة الأخرى لتقديم المساعدة والدعم للمحتاجين في سوريا.

وقد تم الإبلاغ عما لا يقل عن حدوث 78 هزة ارتدادية تبعها زلزال ثان بقوة 7.5 درجة عند الساعة الواحدة والنصف ظهرا وكان مركزه في مقاطعة إكينوزو / كهرمان ماراس. وقد شعر الناس بهزات في غازي عنتاب والمحافظات المجاورة، وفقا للتقارير.

وأصدرت حكومة تركيا منذ ذلك الحين إنذارا من المستوى الرابع، طالبة المساعدة الدولية.

كما أثر الزلزال بشكل كبير على شمال غرب سوريا- وهي المنطقة التي يعتمد فيها 4.1 مليون شخص على المساعدات الإنسانية غالبيتهم من النساء والأطفال.

وذكر مكتب أوتشا أن الاستجابة الإنسانية واجهت فجوة تمويلية بلغت 48 في المائة بالنسبة للربع الأخير من عام 2022، معلنا حاجته إلى 371.1 مليون دولار من أصل 802.1 مليون دولار.

وقال المكتب إن الأمم المتحدة وشركاءها يراقبون الوضع على الأرض في خضم العراقيل على تدفق المعلومات بسبب الاضطرابات المزمنة في الاتصالات وشُح الطاقة.

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى صعوبة تقييم الأضرار في البنية التحتية في الوقت الحالي.

بيدرسون يبدي تضامنه مع شعبي سوريا وتركيا

بدوره، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون عن عميق حزنه إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح والدمار الهائل الذي أصاب الآلاف في تركيا وسوريا - رجالاً ونساءً وأطفالاً وكبار السن - في منتصف فصل الشتاء.

وأصدر بيدرسون بيانا بعث عبره التعازي الحارة للمتضررين. وأضاف: "نشارك في التضامن والدعم بشكل كامل. وأكرر دعوة الأمين العام إلى المجتمع الدولي لمساعدة الآلاف من المتضررين. فالسوريون بحاجة ماسة إلى المساعدة الدولية. وأشجع الجميع على تقديم الدعم اللازم لهم".