منظور عالمي قصص إنسانية

باكستان: اليونيسف تدق جرس الإنذار مطالبة بتصعيد الدعم لمعالجة أكثر من 2630 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في المناطق المتضررة من الفيضانات

طفل صغير يعاني من سوء التغذية تطعمه والدته في المنزل الواقع بقرية دمرتها الفيضانات في باكستان.
© UNICEF/Shehzad Noorani
طفل صغير يعاني من سوء التغذية تطعمه والدته في المنزل الواقع بقرية دمرتها الفيضانات في باكستان.

باكستان: اليونيسف تدق جرس الإنذار مطالبة بتصعيد الدعم لمعالجة أكثر من 2630 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في المناطق المتضررة من الفيضانات

المساعدات الإنسانية

حذرت اليونيسف اليوم الجمعة من أنه في أعقاب الفيضانات المدمرة في باكستان، أبلغت المرافق الصحية عن مستويات مقلقة من سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في المناطق المتضررة.

تبين أن "أكثر من طفل واحد من كل 9 أطفال دون سن الخامسة، الذين تم إدخالهم إلى المرافق الصحية في المناطق المتضررة من الفيضانات في السند وبلوشستان، يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد."

في المجموع، من بين أكثر من 22،000 طفل تم فحصهم من قبل المتخصصين الصحيين منذ أيلول/سبتمبر 2022 في المرافق الصحية في المناطق المتضررة من الفيضانات، "تم تشخيص أكثر من 2630 طفل بسوء التغذية الحاد الوخيم، أو أكثر من 1 من كل 9 أطفال."

يُعد سوء التغذية الحاد الوخيم، المعروف أيضا باسم الهزال الشديد، حالة تهدد الحياة حيث يكون الأطفال نحيفين جدا بالنسبة لطولهم، مما يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة.

تشير التقديرات المستندة إلى انتشار سوء التغذية الموجود مسبقا في أحدث مسح وطني للتغذية إلى أن "ما يقرب من 1.6 مليون طفل قد يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ويحتاجون إلى علاج عاجل في المناطق المتضررة من الفيضانات في مقاطعتي السند وبلوشستان. كما أن النساء الحوامل اللاتي يعانين من سوء التغذية معرضات لخطر ولادة أطفال يعانون من نقص الوزن عند الولادة ويعانون من سوء التغذية."

ما الذي تحتاجه اليونيسف؟

وقامت اليونيسف بمراجعة ندائها وتحتاج الآن 175.3 مليون دولار أمريكي، منها 35 مليون دولار أمريكي مخصصة لخدمات التغذية المنقذة للحياة و58 مليون دولار أمريكي لخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الأساسية. تم تمويل 13 في المائة فقط من نداء اليونيسف للأطفال والأسر في باكستان.

تدعو اليونيسف إلى:

• دعم المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى أكثر من 7 ملايين طفل ومراهقة وامرأة بحاجة إلى خدمات التغذية، وأكثر من 5 ملايين شخص بحاجة إلى مياه شرب آمنة، وأكثر من 6 ملايين شخص بحاجة إلى الصرف الصحي خدمات.

• دمج التغذية في الخدمات الصحية الحكومية وزيادة تخصيص التمويل الحكومي للتغذية على المدى الطويل.

حالة طوارئ تغذوية تهدد حياة الملايين

وقال عبد الله فاضل، ممثل اليونيسف في باكستان: "لا يمكننا دق هذا الإنذار بصوت عالٍ بما فيه الكفاية. نحن نواجه حالة طوارئ تغذوية تهدد حياة الملايين من الأطفال. بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، نتجه نحو نتيجة كارثية تهدد نمو الأطفال وبقائهم على قيد الحياة. نحن ممتنون لدعم المجتمع العالمي حتى الآن، ولكن هناك حاجة إلى المزيد لإنقاذ حياة الأطفال".

 

حتى قبل الفيضانات المدمرة، كان نصف الأطفال الذين يعيشون في المناطق المتضررة الآن يعانون من التقزم بالفعل - وهي حالة لا رجعة فيها تعوق نمو الأطفال ونموهم البدني والمعرفي. وبالمثل، فإن أكثر من 40 في المائة من الأمهات يعانين من فقر الدم. يحتاج أكثر من 25 مليون طفل وامرأة في جميع أنحاء باكستان، بما في ذلك أكثر من 7 ملايين طفل وامرأة في المناطق المتضررة من الفيضانات، إلى الوصول الفوري إلى خدمات التغذية الأساسية.

الخدمات المقدمة حاليا

تعمل اليونيسف على الأرض، وتقدم خدمات التغذية المنقذة للحياة، بما في ذلك توفير الإمدادات الغذائية العلاجية الجاهزة للاستخدام للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.

وبالتعاون مع حكومة باكستان وبرنامج الأغذية العالمي وشركاء آخرين، أنشأت اليونيسف 271 مركزا للعلاج للوقاية من حالات سوء التغذية الحاد الوخيم وأشكال سوء التغذية الأخرى وكشفها وعلاجها. تعمل اليونيسف أيضا على توسيع خدمات التغذية من خلال 73 فريقا صحيا متنقلا في 84 مقاطعة متضررة من الفيضانات، إلى جانب خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية (WASH) وخدمات الحماية التي تعتبر بالغة الأهمية لإنقاذ حياة الأطفال.

الافتقار إلى مياه الشرب المأمونة يزيد الطين بلة

قرويون في منطقة خيربور ميرس بباكستان في إقليم السند يعبرون الأراضي التي غمرتها المياه للوصول إلى منازلهم.
© UNFPA / Shehzad Noorani

يزيد الافتقار إلى مياه الشرب المأمونة والنظافة من خطر الهزال، لأن المياه غير الآمنة يمكن أن تسبب الإسهال وتمنع الأطفال من الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.

أكثر من 5 ملايين شخص لم يعد لديهم مصادر مياه شرب آمنة وأكثر من 6 ملايين لم يعد لديهم مرافق صرف صحي منزلية. ونتيجة لذلك، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يمارسون التغوط في العراء من الخُمس قبل الفيضانات إلى أكثر من ثلث السكان المتضررين. وفي الوقت نفسه، تنتشر الأمراض التي تنقلها المياه بسرعة بين الأطفال والأسر، كما أن حالات الإسهال المائي الحاد والملاريا وحمى الضنك والأمراض الجلدية والتهابات الجهاز التنفسي وأمراض أخرى آخذة في الارتفاع بشكل حاد.

واستجابة لذلك، تقدم اليونيسف مليوني لتر من المياه الصالحة للشرب كل يوم، وتقوم بإعادة تأهيل أنظمة المياه، وتوزيع مجموعات النظافة، وتوفير خدمات الصرف الصحي والنظافة.