منظور عالمي قصص إنسانية

لبنان يعتزم تنفيذ خطة بدعم من الإسكوا لإعادة إحياء الاقتصاد في البلد الذي يعاني من أسوأ الانهيارات المالية

صورة من الأرشيف: أطفال يقفون على الباب منزلهم في أحد أحياء لبنان الفقيرة
© UNICEF/Allessio Romenzi
صورة من الأرشيف: أطفال يقفون على الباب منزلهم في أحد أحياء لبنان الفقيرة

لبنان يعتزم تنفيذ خطة بدعم من الإسكوا لإعادة إحياء الاقتصاد في البلد الذي يعاني من أسوأ الانهيارات المالية

التنمية الاقتصادية

أطلقت وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان، بدعم من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) مشروعا لوضع خطة تسعى إلى تحقيق الانتعاش الاقتصادي في البلاد، من خلال إيجاد فرص عمل ومصادر دخل إضافية بوتيرة سريعة.

وقد أعطت الوزارة الأولوية لثلاثة قطاعات رئيسية، وهي قطاع الأعمال الزراعية والسياحة والاقتصاد الرقمي، لأنها تُظهر إمكانات للنمو على الرغم من الظروف الراهنة.

يأتي إطلاق المشروع في وقت يواجه لبنان أحد أسوأ الانهيارات الاقتصادية والمالية في التاريخ المعاصر، ما تسبب بزيادة انتشار الفقر وتفاقم هجرة الأدمغة والشباب.

وخلال الحدث الذي نُظّم في بيت الأمم المتحدة، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات رفيعة المستوى من سفارات أجنبية في بيروت وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات إقليمية ومحلية، جرى إطلاق المشروع لوضع الخطة التشغيلية بهدف إعادة إحياء الاقتصاد اللبناني.

Tweet URL

وقال وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني، أمين سلام، إنّه ما من سيناريو سهل للتعافي الاقتصادي، لكن على الوزارة اختيار الأقلّ إيلاما؛ وأضاف: "نحن نبحث عن بصيص أمل لينير هذه الظلمة. يمكن تطوير الخطة المقدّمة اليوم وتحسينها والتعديل عليها، ولكن الأهمّ، يمكن تحقيقها."

دعم مقدم من الإسكوا

وفي كلمتها، ذكرت الأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، أنّ الإسكوا ستقدّم الدعم للوزارة في إجراء التحليلات، ووضع مؤشرات لقياس الأداء، وإشراك الجهات المعنية، وضمان تعزيز التواصل بشكل استراتيجي حول الخطة.

وأضافت تقول: "رغم أنّ الإصلاحات الجذرية أساسيّة، لا يملك الشعب اللبناني ترف انتظار النتائج طويلة الأمد، بل هو بحاجة لمكاسب سريعة."

في لبنان، تقلّص الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 25 في المائة في عام 2020، وبنسبة 16.2 في المائة في عام 2021.

لكن تتوقّع الإسكوا نموا إيجابيا لعام 2022، الأمر الذي ستعتمد عليه الخطة لتعزيز الإنتاجية والتنافسية؛ وتحسين بيئة الأعمال لاستقطاب رؤوس الأموال الجديدة؛ وإيجاد المزيد من فرص العمل للشباب. وتربط الخطة هذه الأهداف بإجراءات قصيرة ومتوسطة الأجل تضمّنتها خطط التنمية الوطنية والقطاعية التي وضعتها الحكومة اللبنانية ودعمتها منظمات دولية في السابق.

كما ستدعم الإسكوا من خلال هذا المشروع الوزارة في تقييم تأثير السياسات المختلفة على الاقتصاد، وتحديد مؤشرات لقياس الأداء، ومواءمة الميزانيات مع الخطط، ودعم عملية بلورة منظومة الرصد والتقييم.

حلول لمواجهة التحديات

على غرار سائر قطاعات الاقتصاد اللبناني، تواجه القطاعات الثلاثة المستهدفة تحدّيات جسيمة، بما فيها انخفاض الإنتاجية والمنافسة وعدم كفاءة سلاسل القيم في قطاع الأعمال الزراعية؛ وضعف الاستثمارات في البنى التحتية للضيافة في القطاع السياحي؛ وضعف البنى التحتية الافتراضية والمادية للاقتصاد الرقمي.

لمواجهة هذه التحديات، ستضع الخطة تصوّرا لمبادرات وإصلاحات تشريعية وتنظيمية بهدف تعزيز القدرة التنافسية للبلد والثقة الدولية فيه.

من جهته، أشار مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة، محمد بو حيدر، إلى الخطط والاستراتيجيات التي سبق وأن وُضِعَت، وكانت قائمة على الأدلّة ومعتمِدة لمقاربة شاملة لموضوع التعافي، إلاّ أنّها غضّت الطرف عن جزء أساسيّ من نجاح أيّ استراتيجية ألا وهو التنفيذ. ودعا إلى الاستفادة من هذه الخطط السابقة والدروس المستفادة لوضع نموذج تشغيلي متين يضمن تحقيق الأهداف.

أما الهدف النهائي من المشروع فهو العمل على إعادة بناء اقتصاد منتِج ومبتكر وتنافسي وتمكيني يدعم التعافي من الأزمة الحالية بحلول عام 2025 من خلال الإصلاحات المقترحة في القطاعات الثلاثة المستهدفة.