منظور عالمي قصص إنسانية

ارتفاع صادرات البحر الأسود يؤدي إلى زيادة الثقة في التجارة العالمية وتوفير الغذاء للفئات الأكثر ضعفاً

من الأرشيف: تمت الموافقة على الشحنة الأولى التي تزيد عن 26000 طن من الأغذية الأوكرانية بموجب صفقة البحر الأسود للمضي قدما، نحو وجهتها النهائية في لبنان.
OCHA/Levent Kulu
من الأرشيف: تمت الموافقة على الشحنة الأولى التي تزيد عن 26000 طن من الأغذية الأوكرانية بموجب صفقة البحر الأسود للمضي قدما، نحو وجهتها النهائية في لبنان.

ارتفاع صادرات البحر الأسود يؤدي إلى زيادة الثقة في التجارة العالمية وتوفير الغذاء للفئات الأكثر ضعفاً

المساعدات الإنسانية

بعد شهرين من إبرام مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب التي ساعدت على تصدير الحبوب والأسمدة التي تشتد الحاجة إليها من الموانئ في أوكرانيا وروسيا، عادت الثقة بين الموزعين العالميين فيما ارتفعت نسبة الصادرات، حسبما قال موظفون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة يوم الخميس.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد وصف المبادرة بأنها "منارة أمل" في حفل التوقيع عليها في 27 تموز/يوليو في إسطنبول، مع ممثلين من روسيا وأوكرانيا، وقد أتاح الاتفاق لما يقرب من 240 سفينة بمغادرة الموانئ الأوكرانية محملة بحوالي 5.4 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى، منذ 1 آب/أغسطس 2022.

وقال دينيس مالون، ممثل الأمم المتحدة في مركز التنسيق المشترك في أوديسا، حول القوارب القادمة والمغادرة من الميناء الأوكراني إن "ما نشهده مع مبادرة حبوب البحر الأسود زيادة الثقة في مجتمع الشحن ومجتمع الشحن التجاري".

وأضاف:

"إننا نشهد انخفاض أسعار التأمين على الشحن، ونرى زيادة جودة السفن التي يتم استخدامها لتصدير الحبوب. نحن نشهد أيضا زيادة في الثقة في المجتمع المحلي، في المجتمع الزراعي. لقد بدأ أفراد المجتمع يرون أنه يتم تصدير محصولهم من الحبوب، وأنه يتم إفراغ الصوامع وأنه يمكنهم البدء في التخطيط للمحاصيل المستقبلية".

السفن التي تستأجرها الأمم المتحدة

إحدى السفن في أوديسا، بي سي فانيسا، تعد رابع سفينة إنسانية يستأجرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أوكرانيا. بعد مغادرتها المياه الأوكرانية، تم تفتيش حمولتها في إسطنبول، كما هو الحال مع جميع السفن المشاركة في المبادرة.

وتتجه شحنتها الثمينة – المكونة من 30 ألف طن من القمح - إلى أفغانستان للتخفيف من حالة الطوارئ الإنسانية اليائسة هناك.

وقامت شحنات أخرى من الأمم المتحدة تشارك في المبادرة بالفعل، بتسليم القمح إلى إثيوبيا واليمن.

كانت إحدى نتائج الاتفاق حدوث انخفاض حاد في أسعار المواد الغذائية العالمية، مما سمح للمستهلكين بشراء الحبوب بسهولة أكبر مرة أخرى.

أوكرانيا، أحد أكبر مصدري الحبوب في العالم، تزود عادة السوق العالمية بحوالي 45 مليون طن كل عام.

مسألة البقاء

بعد الغزو الروسي للبلاد في 24 شباط/فبراير، تراكمت جبال من الحبوب في صوامع، حيث لم تتمكن السفن من تأمين ممر آمن من وإلى الموانئ الأوكرانية.

اليوم، على الرغم من فتح الطرق البحرية مرة أخرى، لا تزال هناك تحديات اقتصادية خطيرة بالنسبة للمزارعين في البلاد.

وقال فياتشيسلاف نيفيرزيتسكي، نائب رئيس رابطة المزارعين في منطقة أوديسا: "في الوقت الحالي، الأسعار المعروضة منخفضة للغاية. اليوم، سأبيع بخسارة لأن تكلفة النمو وإنتاج الحبوب لا تزال (أعلى).

"لذا، إذا وافقت على البيع بهذه الأسعار الآن، فسأتكبد خسارة. هذه مسألة بقاء، البقاء المالي لأعمالي الزراعية".

لعبة الانتظار

ويظل نقل الحبوب إلى الموانئ بطيئا للغاية. ينتظر سائقو الشاحنات في طوابير طولها كيلومتر للوصول إلى ميناء يوجني وبعضهم ظل في مكانه منذ أيام.

قال أحد السائقين لأخبار الأمم المتحدة: "بعد تحميل الشاحنة، يستغرق الأمر ثلاث إلى أربع ساعات للوصول إلى هنا، للتجهيز لتفريغ (الحمولة). لكنني أقف (هنا) منذ خمسة أيام. لا توجد حركة، ولا توجد إدارة، ولا يوجد أحد يقول لنا كم هي المدة التي سنبقى فيها هنا، وماذا نفعل، ومتى نتحرك، ونعود إلى ديارنا".

تمشيا مع مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، تقوم السفن الأوكرانية بتوجيه سفن الشحن التي تسعى إلى المرور من وإلى أوديسا وتشورنومورسك ويوجني، عبر ممر إنساني بحري في المياه الدولية. مهمتها الابتعاد عن مساحات المياه الملغومة.

توقف في الطريق

بمجرد اقتراب السفن من إسطنبول، يتم فحصها من قبل فرق من مركز تنسيق مشترك آخر مقره في المدينة التركية - كما كان الحال مع BC Vanessa يوم الأربعاء - بمشاركة ممثلين من روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.

غادرت السفينة بعد ذلك محملة بالإمدادات الإنسانية، ثم غادرت مياه إسطنبول، لتمضي في مسارها شرقا نحو ميناء سامسون التركي، حيث سيتم طحن قمحها.

ثم يُشحن الدقيق على متن سفينة أخرى إلى كراتشي ثم يُنقل براً إلى أفغانستان لتوزيعه.