منظور عالمي قصص إنسانية

ميانمار: خمس سنوات مرت على بدء تهجير الروهينجا، على المجتمع الدولي إيجاد حلول شاملة ودائمة للأزمة

نولين هايزر ، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار، تزور مركزًا تعليميًا في مخيم للاجئين في بنغلاديش.
Office of the Special Envoy on Myanmar
نولين هايزر ، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار، تزور مركزًا تعليميًا في مخيم للاجئين في بنغلاديش.

ميانمار: خمس سنوات مرت على بدء تهجير الروهينجا، على المجتمع الدولي إيجاد حلول شاملة ودائمة للأزمة

المهاجرون واللاجئون

بعد خمس سنوات على بدء التهجير الجماعي القسري للروهينجا والمجتمعات الأخرى من ولاية راخين في ميانمار، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحقيق العدالة والإنصاف للضحايا.
 

وفي بيان منسوب للمتحدث باسمه، قال الأمين العام، أنطونيو غوتيريش: "لا يزال حوالي مليون لاجئ يتخذون من بنغلاديش مأوى لهم، بدون احتمالات عودة فورية، فيما لا يزال أكثر من 150 ألف شخص من الروهينجا موجودين في مخيمات في راخين."

وشدد البيان على أهمية أن يواصل المجتمع الدولي البحث عن حلول شاملة ودائمة للأزمة، مؤكدا أنه بعد الاستيلاء العسكري على السلطة في شباط/فبراير 2021، تدهور الوضع الإنساني وحالة حقوق الإنسان والوضع الأمني في ميانمار.

وقال البيان: "يشير الأمين العام إلى التطلعات الثابتة لمستقبل شامل بين العديد من الجماعات العرقية والدينية في البلاد، ويؤكد أن المشاركة الكاملة والفعّالة لأبناء الروهينجا هي جزء لا يتجزأ من الحل الذي تقوده ميانمار للأزمة."

وتطرق البيان إلى أهمية زيادة وصول المساعدات الإنسانية والإنمائية للأمم المتحدة وشركائها إلى المناطق المتضررة، ومحاسبة مرتكبي جميع الجرائم الدولية المرتكبة في ميانمار.

وقال: "سيساهم تحقيق العدالة للضحايا في مستقبل سياسي مستدام وشامل للبلد وشعبه."

لا يمكن أن تصبح أزمة الروهينجا أزمة منسية

من جانبها، دعت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، نولين هايزر، إلى زيادة الدعم للاجئي الروهينجا والمجتمعات المضيفة خلال مهمة لها في بنغلاديش.

وقالت نولين هايزر في اليوم الرابع لزيارتها بنغلاديش، إن البلاد تواصل إظهار كرمها الكبير وقيادتها، الأمر الذي يتطلب اهتماما دوليا متجددا وتقاسما منصفا للأعباء من قبل دول المنطقة وخارجها.

وقالت هايزر: "لا يمكننا أن ندع ذلك يتحول إلى أزمة منسية."

وفي محادثاتها المثمرة، شكرت المبعوثة الخاصة رئيسة وزراء بنغلاديش، شيخة حسينة واجد، على قيادتها، وأعربت عن ثناء الأمم المتحدة لشعب بنغلاديش وحكومته. 

وقالت إن كرم بنغلاديش والمجتمعات المضيفة تجاه لاجئي الروهينجا في وقت الحاجة ينقل "الحاجة الماسة إلى التزام دولي وإقليمي أكبر بتقاسم الأعباء وضمان عدم نسيان الروهينجا."

وأكدت أنها ستسمر في الدعوة إلى قيادة أكبر لبلدان المنطقة في دعم بنغلاديش والاستفادة من نفوذها مع ميانمار لتهيئة الظروف المواتية لعودة اللاجئين الطوعية والآمنة والكريمة.

ديلدار بيجوم، 25 عاما مع ابنتها نور كاليما، 12 عاما، وهي تدير متجراً في مخيم حكيمبارا. وقد قُتل زوجها وأطفالها الآخرون بوحشية في ميانمار.
UN Women /Allison Joyce
ديلدار بيجوم، 25 عاما مع ابنتها نور كاليما، 12 عاما، وهي تدير متجراً في مخيم حكيمبارا. وقد قُتل زوجها وأطفالها الآخرون بوحشية في ميانمار.

واحد من أكبر تجمّعات للاجئين في العالم

سلطت المبعوثة الخاصة الضوء على الضغوط الكبيرة على بنغلاديش باعتبارها مضيفة لواحد من أكبر تجمّعات اللاجئين في العالم، مع تفاقم الوضع بسبب جائحة كـوفيد-19 وتغيّر المناخ.

وبسبب الظروف الصعبة اليائسة يواصل الروهينجا القيام برحلات برية وبحرية محفوفة بالمخاطر تعرّضهم للاستغلال الإجرامي بما في ذلك الاتجار بالبشر والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وحثت على ضمان حقوق وأمن شعب الروهينجا وإدراجها في الحلول التي تقودها ميانمار لتحقيق مستقبل سلمي وديمقراطي وشامل يسترشد بتوصيات اللجنة الاستشارية لولاية راخين.

"رأيت الأمل"

وخلال زيارتها إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش، اطّلعت هايزر على "العمل الجاد" الذي قامت به وكالات الأمم المتحدة بين العديد من الجهات الفاعلة، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات غير الحكومية الدولية، التي قدمت مساعدة بالغة الأهمية.

وقالت: "في هذه البيئة المليئة بالتحديات من الناحية التشغيلية، رأيت مرونة الروهينجا والأمل والأنشطة المبتكرة والتمكينية التي نفذتها وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها، بالإضافة إلى قيادة السلطات في بنغلاديش، والتي تجتمع جميعا بينما يبقى اللاجئون في بنغلاديش وينتظرون حلولا دائمة لمحنتهم."

تحدث اللاجئون في المخيمات عن المحن المروعة التي تعرّضوا لها أثناء اقتلاعهم من ديارهم، وأعربوا مرارا وتكرارا عن رغبتهم في العودة إلى ميانمار بأمان وكرامة، وكانت رسالتهم واضحة وهي العودة إلى ديارهم، والتمتع بحرية الحركة والحق في المواطنة.

وسلطت المبعوثة الخاصة الضوء على التعليم والتدريب المهني كأدوات قوية لإعداد لاجئي الروهينجا للعودة إلى ميانمار، وتعزيز الفرص مدى الحياة وتجهيزها للمساهمة في مستقبل أكثر شمولية وسلمية.

وقالت: "يمكن أن تتأثر الأجيال إذا فشلنا في التزامنا بحماية الروهينجا وجميع أبناء ميانمار وحقوقهم الأساسية."

دعم ثابت ويمكن التنبؤ به

بناء على الجهود المجتمعية، كانت هناك بعض المؤشرات الإيجابية على تحسين الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لأفراد الروهينجا في ولاية راخين، على الرغم من أن التقدّم هشّ ومعرض للخطر من خلال احتمال تصعيد العنف.

ويتطلب الوضع الحالي دعما متسقا ويمكن التنبؤ به من المجتمع الدولي إلى اللاجئين والمجتمعات المضيفة. تسعى خطة الاستجابة المشتركة لعام 2022 لأزمة الروهينجا الإنسانية في بنغلاديش، للحصول على أكثر من 881 مليون دولار لتلبية احتياجات أكثر من مليون شخص، بما في ذلك لاجئو الروهينجا والمجتمعات المضيفة الأكثر تضررا، تم تمويلها حتى الآن بنسبة 49 في المائة فقط.

وقالت هايزر: "أوضح الروهينجا أنهم يريدون المشاركة بشكل مباشر وهادف. إنهم يشعرون أن استبعادهم من المناقشات والقرارات المتعلقة بمستقبلهم قد رسّخ تهميشهم."

وتحتل النساء مركز الصدارة في جهود المبعوثة الخاصة.

يشار إلى أنه خلال مهمتها الأخيرة في ماليزيا، التقت مع رئيس الوزراء إسماعيل صبري يعقوب، ووزير الخارجية سيف الدين عبد الله، وشددت المبعوثة الخاصة على الحاجة إلى إبقاء الروهينجا على رأس جدول أعمال "الآسيان" والأجندات الدولية والإقليمية.

كما تشاورت مؤخرا مع مجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن أزمة الروهينجا وقدمت إحاطة أمام الجمعية العامة في حزيران/يونيو بشأن الضرورة الملحة لتقديم الدعم للاجئين والمجتمعات المضيفة.

نولين هايزر ، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار، تزور مركزًا متعدد الأغراض للنساء في مخيم للاجئين في بنغلاديش.
Office of the Special Envoy on Myanmar
نولين هايزر ، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة إلى ميانمار، تزور مركزًا متعدد الأغراض للنساء في مخيم للاجئين في بنغلاديش.

العنف الجنسي

في بيان آخر، دعت وكيلة الأمين العام والممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، السيدة براميلا باتن، المجتمع الدولي إلى مواصلة العمل تضامنا مع شعب الروهينجا.

وقالت: "في عامي 2017 و2018، خلال زيارتي إلى مخيمات اللاجئين في كوكس بازار، شاهدت عن كثب الندوب الظاهرة على النساء والفتيات من جرّاء العنف الجنسي الذي تعرّضن له. قالت لي جميع النساء اللاتي تحدثت إليهن إنهن يردن أن يُعاقَب الجناة. لقد طالبن جميعا – دون استثناء – بالعدالة."

منذ عام 2010، وثّقت التقارير السنوية للأمين العام عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع أنماط جرائم العنف الجنسي في ميانمار.

أكرر دعوتي إلى تعزيز جهود المجتمع الدولي لمواصلة دعم كرامة ورفاه مجتمع الروهينجا -- براميلا باتن

علاوة على ذلك، في عام 2019، خلصت البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن ميانمار إلى أن "الاغتصاب والعنف الجنسي جزء من استراتيجية متعمدة لترهيب السكان المدنيين أو تخويفهم أو معاقبتهم ويستخدمان كأسلوب حرب" وكانا من السمات المميزة للعمليات العسكرية التي نفذها تاتماداو.

وقالت السيدة براميلا باتن: "يجب أن نستجيب لنداء شعب ميانمار وأن نعمل بشكل جماعي من أجل ضمان العدالة التي تأخرت لفترة طويلة. أكرر دعوتي إلى تعزيز جهود المجتمع الدولي لمواصلة دعم كرامة ورفاه مجتمع الروهينجا ولضمان محاسبة الجناة وأن تتمتع الناجيات بحق الوصول الفعّال إلى التعويضات والإنصاف."

كما دعت إلى البحث الجماعي عن حلول دائمة "لأحد أكثر الشعوب اضطهادا على وجه الأرض."

شبكات الاتجار بالبشر

أشار بيان صدر عن المنظمة الدولية للهجرة بهذه المناسبة، إلى أنه مع محدودية الوصول لسبل كسب العيش، لا يزال لاجئو الروهينجا في بنغلاديش يعتمدون بشكل كامل على المساعدة الإنسانية.

وأفادت المجموعات الضعيفة أو الأشخاص ذوي الاحتياجات، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة أو الأسر التي تعيلها نساء، أو الأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى فرص كسب العيش، بأن أهم الاحتياجات لم تتم تلبيتها، مما يجعلهم عرضة لاستراتيجيات المواجهة السلبية مثل تهريب البشر والاتجار بهم.

وتستخدم شبكات الاتجار الإجرامية أساليب مختلفة لإغراء اللاجئين للعمل خارج المخيم وفي الخارج باستخدام ذرائع واهية والإكراه والاختطاف.

وكواحدة من الوكالات الرائدة في مكافحة الاتجار بالبشر، حددت المنظمة الدولية للهجرة وساعدت أكثر من 1,300 ضحية للاتجار.

إلى جانب ذلك، مع تسبب موسم الرياح الموسمية الحالي بالفعل في حدوث فيضانات تاريخية في شمال شرق بنغلاديش، فإن هطول الأمطار الغزيرة - حيث توجد المخيمات - يمكن أن يشكل المزيد من المخاطر على الروهينجا في منازلهم المؤقتة المصنوعة من أغطية القماش المشمع والخيزران.

وتواصل المنظمة توفير المأوى والحماية والصحة العقلية والخدمات النفسية والاجتماعية والمياه ودعم النظافة.