منظور عالمي قصص إنسانية

أوكرانيا: خبراء أمميون يدقون ناقوس الخطر بشأن وضع الأطفال ذوي الإعاقة

في مستشفى في غرب أوكرانيا، تمكن الأطباء من إزالة شظية يبلغ طولها أربعة سنتيمترات وإنقاذ حياة صبي يبلغ من العمر 13 عاما بعد أن أصيب بجروح خطيرة جراء القصف في شرق أوكرانيا.
© UNICEF
في مستشفى في غرب أوكرانيا، تمكن الأطباء من إزالة شظية يبلغ طولها أربعة سنتيمترات وإنقاذ حياة صبي يبلغ من العمر 13 عاما بعد أن أصيب بجروح خطيرة جراء القصف في شرق أوكرانيا.

أوكرانيا: خبراء أمميون يدقون ناقوس الخطر بشأن وضع الأطفال ذوي الإعاقة

حقوق الإنسان

أعرب خبراء حقوقيون* اليوم الخميس عن قلقهم بشأن وضع الأطفال ذوي الإعاقة في أوكرانيا ممن تم نقلهم من مؤسسات داخل أوكرانيا إلى أماكن أخرى إما داخل البلاد أو خارجها.

وذكر الخبراء في بيان أن الأزمة الإنسانية الحالية التي نجمت عن الغزو الروسي في شباط/فبراير الماضي وضعت أوكرانيا في أزمة وجودية. وحذروا من أن الأزمة الأوكرانية- مثل كل النزاعات الأخرى- "لها تأثير غير متناسب على الأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة الأطفال ذوي الإعاقة المودعين في مؤسسات".

وقال خبراء الأمم المتحدة:

"مأساة الحرب الرهيبة تسلط الضوء على الخيارات التاريخية في مجال السياسة العامة التي تم اتخاذها في الماضي، والتي تؤثر بشدة على الأطفال ذوي الإعاقة. تواجه أوكرانيا مهمة شاقة تتمثل في إعادة ابتكار العديد من أنظمتها الاجتماعية والاقتصادية عندما تضع هذه الحرب أوزارها. ويحدونا أمل صادق في أن تلتزم أوكرانيا بمستقبل أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة، وعلى وجه الخصوص الأطفال ذوو الإعاقة. من جانبنا، نحن على استعداد لتقديم مشورتنا وتضامننا ودعمنا لأوكرانيا في هذا الشأن".

وسلط الخبراء الأمميون الضوء على ثلاث مجموعات محددة من الشواغل.

مخاطر محتملة وسوء معاملة

يشعر الأطفال ذوو الإعاقة في أوكرانيا بالتوتر بعيدًا عن منازلهم.
UNICEF
يشعر الأطفال ذوو الإعاقة في أوكرانيا بالتوتر بعيدًا عن منازلهم.

أولا، تم الإبلاغ عن إعادة آلاف الأطفال ذوي الإعاقة إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم الأصلية، ولكن دون تقييم مناسب لتحديد المصالح الفضلى للطفل واعتبارات حماية الطفل، والتي ربما تركت بعضا منهم بدون علاج لحالاتهم الجسدية والعقلية.

وربما قد يكون أدى ذلك إلى دفع الأطفال من ذوي الإعاقة باتجاه مواقف تنطوي على مخاطر محتملة وسوء معاملة وربما ينتهي بهم الأمر في الشوارع أو في أيدي المتجرين أو المعتدين.

وأبدى الخبراء تفهما تاما لمقتضيات الحرب وضرورة اتخاذ الخيارات الصعبة، لكنهم قالوا إن هذا الوضع لا يمكن السماح باستمرار إلى أجل غير مسمى.

الحرمان ونقص الوصول إلى الخدمات

ثانيا، بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة الذين ظلوا في المؤسسات، هناك مزاعم تفيد بتسبب النزوح من مؤسسة إلى أخرى داخل البلد في ضرر على صحتهم ورفاههم.

من المشاكل المعروفة المتمثلة في الإهمال، والإساءة، والقيود المادية، والحرمان من التحفيز المناسب والوصول إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، يضاف إلى ذلك نقص المعلومات المتعلقة بمكان وجود عائلاتهم مع القليل من الجهود لاستعادة الروابط بين النازحين الأطفال وأقاربهم.

وقف الاستثمار في المؤسسات والمساعدة في بناء الدعم المجتمعي

ثالثا، يبدو أن أوكرانيا طلبت من البلدان الثالثة استقبال الأطفال ذوي الإعاقة بشرط إيداعهم في مؤسسات، على الرغم من أن تلك البلدان ابتعدت عن إضفاء الطابع المؤسسي في سياساتها الموجّهة لمواطنيها.

وقال الخبراء: "تتحمل الدول الثالثة مسؤولية كبيرة لمساعدة أوكرانيا على تصور مستقبل أفضل لمواطنيها من ذوي الإعاقة، بما في ذلك أطفالها".

وأعرب الخبراء كذلك عن أملهم في أن أولئك الذين يمولون إعادة الإعمار والتنمية المستقبلية سيرفضون الاستثمار في المؤسسات وبدلا من ذلك سيساعدون أوكرانيا على بناء الدعم المجتمعي الذي سيمكن الأطفال ذوي الإعاقة من الازدهار مع أسرهم والأوضاع شبه الأسرية.

وجدد الخبراء بقوة دعواتهم "العديدة السابقة إلى الاتحاد الروسي لإنهاء عدوانه على أوكرانيا على الفور"، وتعهدوا بمساعدة أوكرانيا في بناء مستقبل أفضل لمواطنيها من ذوي الإعاقة.

 

الخبراء الأمميون:

السيد جيرارد كوين، المقرر الخاص المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛ سوبيان مولالي، المقررة الخاصة المعنية بالاتجار بالأشخاص وخاصة النساء والأطفال؛ المقررة الخاصة المعنية ببيع الأطفال واستغلالهم جنسيا، ماما فاطمة سنغاتة؛ المقررة الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان؛ سيسيليا خيمينيز - داماري؛ السيدة تلالينغ موفوكينغ، المقررة الخاصة المعنية بالحق في الصحة.

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.