منظور عالمي قصص إنسانية

لين هاستينغز: لا بديل عن عملية سياسية شرعية لحل القضايا الجوهرية في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني 

المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، متحدثة إلى مجلس الأمن، عبر تقنية الفيديو.
UN Photo/Loey Felipe
المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، متحدثة إلى مجلس الأمن، عبر تقنية الفيديو.

لين هاستينغز: لا بديل عن عملية سياسية شرعية لحل القضايا الجوهرية في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني 

السلم والأمن

شددت نائبة المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، ومنسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، على ضرورة اتخاذ خطوات فورية لعكس الاتجاهات السلبية في الأرض الفلسطينية المحتلة ودعم الشعب الفلسطيني. وأكدت على ضرورة وقف العنف ومعالجة التوترات المتصاعدة، لا سيما في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في خضم استمرار النشاط الاستيطاني والعنف المرتبط بالمستوطنين.

جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت نيويورك، حيث قدمت السيدة لين هاستينغز إحاطة عبر تقنية الفيديو، نيابة عن المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند.

وأكدت المنسقة المقيمة على أنه لا بديل عن عملية سياسية شرعية من شأنها حل القضايا الجوهرية التي تحرك الصراع، مجددة التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم الإسرائيليين والفلسطينيين للتحرك نحو سلام عادل ودائم.

مستويات مقلقة من العنف

وأشارت منسقة الشؤون الإنسانية إلى أننا لا نزال نشهد مستويات مقلقة من العنف ضد المدنيين، مما يؤدي إلى تفاقم عدم الثقة ويقوض الحل السلمي للصراع.

"على مدى سنوات، أدى التوسع الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، إلى تقليص الأراضي المتاحة للفلسطينيين من أجل التنمية وسبل العيش بشكل مطرد، والحد من حركتهم ووصولهم، وتقويض احتمالات إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة".

"شعور متزايد باليأس"

وفقا للمسؤولة الأممية، أسفرت 399 من عمليات الهدم والاستيلاء على المباني المملوكة للفلسطينيين وعمليات الإخلاء هذا العام عن تشريد أكثر من 400 فلسطيني. "هناك شعور متزايد باليأس بين العديد من الفلسطينيين الذين يرون أن تطلعاتهم لإقامة دولة وسيادة ومستقبل سلمي تتلاشى".

وأفادت باستمرار العنف اليومي في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

"قتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة خلال عمليات تفتيش واعتقال وأصيب 287 فلسطينيا، من بينهم 28 طفلا، على يد القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات واشتباكات وعمليات بحث واعتقال وهجمات مزعومة ضد إسرائيليين وحوادث أخرى في الضفة الغربية. ارتكب مستوطنون إسرائيليون أو مدنيون آخرون 27 هجوما ضد الفلسطينيين مما أدى إلى إصابة 12 شخصا و / أو إلحاق أضرار بالممتلكات الفلسطينية، بما في ذلك 1,000 شجرة زيتون".

أما على الجانب الإسرائيلي، فأصيب 18 مدنيا إسرائيليا بجراح، بينهم سيّدتان، وسبعة من رجال الأمن على يد فلسطينيين في هجمات إطلاق نار وطعن، واشتباكات وإلقاء حجارة وقنابل حارقة. وفي المجمل، قالت السيدة هاستينغز نفذ فلسطينيون 50 هجوما ضد مدنيين إسرائيليين، 39 منها حوادث إلقاء حجارة مما تتسبب بإصابات و / أو إلحاق أضرار بالممتلكات الإسرائيلية.

ضرورة محاسبة مرتكبي جميع أعمال العنف

وأفادت السيدة لين هاستينغز باستمرار العنف المتصل بالمستوطنين خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مع وقوع حوادث مقلقة بشكل خاص في تجمع "راس التين" في الضفة الغربية.

وأعادت التأكيد على وجوب محاسبة مرتكبي جميع أعمال العنف وتقديمهم بسرعة إلى العدالة. كما أعادت التأكيد على ضرورة أن تمارس قوات الأمن أقصى درجات ضبط النفس وألا تستخدم القوة المميتة إلا عندما يكون ذلك ضروريا من أجل حماية الأرواح.

منزل مهدم في قرية بيت سيرا في رام الله وسط الضفة الغربية.
UNOCHA
منزل مهدم في قرية بيت سيرا في رام الله وسط الضفة الغربية.

الوضع في غزة

بالانتقال إلى غزة، لا يزال الوضع هشا، حيث تستمر جهود الأمم المتحدة والشركاء الآخرين في تقديم المساعدة الإنسانية والإنمائية الحيوية، فضلا عن تخفيف القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع من القطاع وإليه، وفقا للمسؤولة الأممية.

في 16 تموز/يوليو، بعد فترة من الهدوء النسبي، أشارت منسقة الأمم المتحدة إلى إطلاق مسلحين في غزة أربعة صواريخ باتجاه إسرائيل. "وبحسب السلطات الإسرائيلية، اعترض نظام القبة الحديدية صاروخا واحدا، بينما سقط صاروخ آخر في مناطق مفتوحة في إسرائيل. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وردا على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على ما قال إنها أهداف لحركة حماس في القطاع، دون الإبلاغ عن إصابات".

زيارة الرئيس الأمريكي بايدن

في الفترة بين 13-15 تموز / يوليو، زار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إسرائيل والأرض الفلسطينية المحتلة، والتقى بقادة إسرائيليين وفلسطينيين.

وأعلن الرئيس بايدن خلال الزيارة عن سلسلة من "المبادرات لدعم الشعب الفلسطيني".

وتشمل هذه المبادرات، وفقا للسيدة لين هاستينغز، مساهمة جديدة متعددة السنوات بقيمة 100 مليون دولار إلى شبكة مستشفيات القدس الشرقية؛ 201 مليون دولار لتمويل وكالة الأونروا؛ 15 مليون دولار إضافية كمساعدات إنسانية للفلسطينيين تهدف إلى معالجة انعدام الأمن الغذائي؛ وتشمل منحتين جديدتين بموجب قانون شراكة الشرق الأوسط من أجل السلام.

ورحبت المسؤولة الأممية بالدعم الأمريكي والإقليمي "الحاسم" الذي تم التعهد به لمستشفيات القدس الشرقية، والمؤسسات الفلسطينية الحيوية التي توفر الرعاية الصحية للمرضى من جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

"مستقبل الخوف والمضايقة والترهيب"

رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، يخاطب اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
UN Photo/Eskinder Debebe
رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، يخاطب اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

السفير رياض منصور، مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، استهل حديثه في جلسة مجلس الأمن بالإشارة إلى الاستعدادات التي تجريها الدول حاليا بشأن "قمة المستقبل" التي اقترح الأمين العام للأمم المتحدة عقدها، خلال العام المقبل.

وأضاف: "نحن نعلم كيف سيبدو المستقبل إذا لم يتم فعل أي شيء بشكل مختلف. بالنسبة للأطفال الفلسطينيين، هو مستقبل الخوف والمضايقة والترهيب والاعتقال والاحتجاز التعسفيين والإصابة والموت".

وأشار إلى أن تقرير الأمين العام الأخير عن الأطفال والنزاع المسلح سلط الضوء، مرة أخرى، على مجموعة واسعة من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون.

وقال السفير منصور إن الشعب الفلسطيني وهذا الجيل الفلسطيني مفعم بالإمكانيات.

"يمكنكم رؤيته في كل مجال على الرغم من الظروف الرهيبة. من لؤي بسيوني الذي شق طريقه من غزة إلى وكالة ناسا، إلى غزة سكاي جيكس (Gaza Sky Geeks) الذي شكل أفقا على الرغم من الحصار، من حنان الحروب الحائزة على جائزة أفضل معلمة في العالم، إلى إقبال الأسعد أصغر طبيبة في العالم".

لكن القصة الفلسطينية هي أيضا واحدة من الرحلات ذات الإمكانيات غير المحققة والمتقطعة، وفقا للسفير الفلسطيني، "من الصحفي ياسر مرتجى الذي قُتل أثناء تغطيته للقمع الإسرائيلي العنيف لمسيرة العودة الكبرى في غزة، إلى الصحفية شيرين أبو عاقلة التي قتلت بالرصاص أثناء تغطيتها مداهمة عسكرية إسرائيلية أخرى لمخيم جنين للاجئين".

وتساءل السفير رياض قائلا: "ما مستقبل فلسطين والفلسطينيين؟ أمة بأكملها تناضل من أجل وجودها، لتعيش بحرية وكرامة على أرض أجدادها، وتناضل من أجل العدالة لما يقارب قرنا من الزمان".

السفير الإسرائيلي: المناقشات لم تحقق "شيئا مجديا"

من جانبه، قال المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان إن المناقشات، (مناقشات مجلس الأمن) حول المسألة الفلسطينية لا تركز على الإمكانات البناءة أو إحراز تقدم أو تحقيق سلام تدريجي.

"ولكن عوضا عن ذلك نخصص وقتنا ومواردنا لتقارير متحيزة عادة ما تدين أحكام المحاكم الإسرائيلية أو تتناول نزاعات داخلية بين إسرائيل وفلسطين".

وأضاف أن هذه المناقشات، وعلى مدار عقود من الزمان، لم تحقق "شيئا مجديا".

وتساءل قائلا: "كيف يمكن لهذا المجلس أن يعجز عن رؤية العقبات الأساسية أمام السلام؟"، مشيرا إلى أن النهج الحالي "لا قيمة له وحان الوقت الآن لإصلاح هذا النهج".

ومضى السفير الإسرائيلي قائلا: "تعلمون أن للفلسطينيين شرطا غريبا للتفاوض؟ ألا وهو أن تقبل إسرائيل بكل مطالبهم الغريبة حتى قبل الجلوس أمامهم على مائدة المفاوضات".

المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان.
UN Photo/Manuel Elias
المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، غلعاد إردان.