منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تحذر من تزايد الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان في أفريقيا

طفل يبلغ من العمر خمس سنوات يعاني من جدري القردة يستريح في مركز صحي في مخيم للنازحين في شمال كيفو ، جمهورية الكونغو الديمقراطية
© UNICEF/Piero Pomponi
طفل يبلغ من العمر خمس سنوات يعاني من جدري القردة يستريح في مركز صحي في مخيم للنازحين في شمال كيفو ، جمهورية الكونغو الديمقراطية

منظمة الصحة العالمية تحذر من تزايد الأمراض التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان في أفريقيا

الصحة

قفزت نسبة الأمراض المنقولة من الحيوانات إلى البشر في أفريقيا بحوالي 63 في المائة في العقد الماضي، مقارنة بفترة السنوات العشر السابقة، وفقا لتحليل لمنظمة الصحة العالمية صدر يوم الخميس.

وقالت ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، للصحفيين في إحاطة إعلامية إن "أكثر من 75 في المائة من الأمراض المعدية الناشئة ناتجة عن مسببات الأمراض المشتركة مع الحيوانات البرية أو الأليفة".

 


"إنها تمثل عبئا كبيرا من الأمراض، مما يؤدي إلى حوالي مليار مريض وملايين الوفيات على مستوى العالم كل عام".


عاما 2019 و2020 شهدا ارتفاعا ملحوظا


وجد التحليل أنه منذ عام 2001، تم تسجيل 1،843 حالة صحية عامة مثبتة في المنطقة الأفريقية - 30 في المائة منها كانت حالات تفشي حيوانية المصدر، كما هو معروف بانتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان.

وبينما زادت الأرقام على مدار العقدين الماضيين، شهد عاما 2019 و 2020 ارتفاعا خاصا، حيث شكلت مسببات الأمراض حيوانية المصدر نصف جميع أحداث الصحة العامة.


علاوة على ذلك، فإن الإيبولا وأي حمى مماثلة تؤدي إلى فقدان الدم من الأوعية التالفة (النزفية) تشكل ما يقرب من 70 في المائة من هذه الفاشيات، بما في ذلك جدري القردة وحمى الضنك والجمرة الخبيثة والطاعون.


حماية أفريقيا


على الرغم من حدوث زيادة في مرض جدري القردة منذ نيسان/أبريل، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، إلا أن الأرقام لا تزال أقل من ذروة عام 2020، عندما سجلت المنطقة أعلى حالاتها الشهرية على الإطلاق.


بعد الانخفاض المفاجئ في عام 2021، تم تسجيل 203 حالات مؤكدة من جدري القردة في المنطقة منذ بداية العام، حيث انتشر المرض الحيواني في جميع أنحاء العالم إلى العديد من البلدان حيث لم يكن متوطنا.


تشير البيانات المتاحة عن 175 حالة من الحالات هذا العام في أفريقيا، إلى أن أكثر من نصف المرضى بقليل، كانوا رجالا في سن 17 عاما.
قالت الدكتورة مويتي: "لا يمكن السماح لأفريقيا بأن تصبح بؤرة ساخنة للأمراض المعدية الناشئة."


التحضر المتزايد قد يكون السبب


من المحتمل أن يكون التحضر المتزايد، الذي يتعدى على الموائل الطبيعية، مسؤولاً عن هذه الزيادة في انتشار الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، إلى جانب الطلب المتزايد على الغذاء، مما أدى إلى تسريع بناء الطرق والسكك الحديدية والجوية من المناطق النائية إلى المناطق المبنية.


وأوضحت الدكتورة مويتي أن "تفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا دليل على العدد المدمر للحالات والوفيات التي يمكن أن تنتج عند وصول الأمراض الحيوانية المنشأ إلى مدننا".

العمل بروح الفريق الواحد


وفقا للمسؤولة في منظمة الصحة العالمية، تحتاج أفريقيا إلى "استجابة متعددة القطاعات"، تضم خبراء في الصحة البشرية والحيوانية والبيئية، وتعمل بالتعاون مع المجتمعات المحلية.
وأضافت: "لا تقل أهمية عن آليات المراقبة الموثوقة وقدرات الاستجابة، للكشف السريع عن مسببات الأمراض والقيام باستجابات قوية لقمع أي انتشار محتمل".


منذ عام 2008، عملت منظمة الصحة العالمية مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان للتصدي لتفشي الأمراض الحيوانية المنشأ في جميع أنحاء القارة.

Tweet URL


ونسبت د. مويتي الفضل في إنهاء تفشي الإيبولا الأخير في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الاستجابة "الشاملة" بين الوكالات الثلاث، واصفة ذلك بأنه "نوع من النهج المشترك المطلوب لمواجهة التهديد، وإعطائنا أفضل فرصة ممكنة لتجنب صدمة صحية كبيرة جديدة في أفريقيا".

وضع كوفيد في المغرب وتونس يرفع إجمالي الحالات في القارة 


وبالانتقال إلى كوفيد-19، قالت إنه في حين أن الحالات في القارة انخفضت بشكل طفيف الأسبوع الماضي، فإن الارتفاع الإجمالي مستمر، بسبب الأعداد المتزايدة بسرعة في شمال أفريقيا، للأسبوع الثامن على التوالي.
وقالت الدكتورة مويتي: "الزيادة مدفوعة بشكل أساسي بالوضع المتصاعد في المغرب وتونس، مما أدى إلى زيادة بنسبة 17 في المائة في الحالات الجديدة في شمال أفريقيا، مقارنة بإحصاءات الأسبوع الماضي".


في الوقت نفسه، مكنت قدرات الاكتشاف والاستجابة المحسّنة في بوتسوانا وناميبيا وجنوب أفريقيا من عكس الارتفاع الأخير في الحالات الجديدة - وهو منعطف من المتوقع أن يتبعه جميع دول شمال أفريقيا التي تتمتع بنفس القدرات الطبية.
وقالت "لقد بدأ المنحنى بالفعل يتجه نحو الأسفل في المغرب".


لا يزال التطعيم أساسيا


على الرغم من أن المرحلة الوبائية الحالية قد تتميز بحدوث منخفض نسبيا وخطر الاستشفاء والوفاة، إلا أن متغير أوميكرون يظل قابلاً للانتقال بشكل كبير، ولم تنته الجائحة بعد.


أكدت المسؤولة بمنظمة الصحة العالمية أن احتمالية حدوث طفرات تشير إلى أن "البلدان لا تستطيع تحمل التخفيف" في تطعيم سكانها ضد كوفيد-19، "وخاصة للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن وذوي الأمراض الكامنة".