منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات الأرصاد الجوية والإنسانية تدق ناقوس الخطر بشأن المجاعة التي تلوح في الأفق في شرق أفريقيا

أم تحمل طفلها بجوار جيف الماشية التي نفقت نتيجة الجفاف الشديد في مارسابيت ، كينيا.
© UNICEF/Oloo
أم تحمل طفلها بجوار جيف الماشية التي نفقت نتيجة الجفاف الشديد في مارسابيت ، كينيا.

وكالات الأرصاد الجوية والإنسانية تدق ناقوس الخطر بشأن المجاعة التي تلوح في الأفق في شرق أفريقيا

المساعدات الإنسانية

أصدرت وكالات الأرصاد الجوية والإنسانية تحذيرا مشتركا من أن خطر المجاعة يلوح في الأفق في شرق أفريقيا بسبب عدم هطول الأمطار بشكل كافي لأربعة مواسم متتالية، في حدث مناخي لم تشهده المنطقة منذ 40 عاماً على الأقل، وأن الوضع يتجه نحو التدهور.

وقال بيان صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة نيابة عن 14 وكالة، إن الجفاف الحالي الشديد وواسع النطاق والمستمر لعدة المواسم يؤثر بشكل غير مسبوق على الصومال والأراضي القاحلة وشبه القاحلة في كينيا والمناطق التي تتلقى أهطال مطرية قصيرة والمناطق الرعوية الشرقية والجنوبية في إثيوبيا. 

تشير أحدث التنبؤات الموسمية طويلة الأمد، والتي تتمتع بإجماع واسع من خبراء الأرصاد الجوية، إلى أن هناك الآن خطراً ملموساً من عدم هطول الأمطار خلال الموسم ما بين تشرين الأول /أكتوبر وكانون الأول /ديسمبر، وأنه إذا تحققت هذه التوقعات، فإن حالة الطوارئ الإنسانية الشديدة بالفعل في المنطقة ستزداد عمقا.

الوضع الإنساني المتردي وضرورة الدعم

من المرجح أن يكون موسم الأمطار 2022 من آذار /مارس إلى أيار /مايو الأكثر جفافاً على الإطلاق، مما سيدمر سبل العيش ويؤدي إلى زيادات حادة في انعدام الأمن الغذائي والمائي والتغذوي. فقد نفق ما يقدر بنحو 1.5 مليون رأس من الماشية في كينيا و2.1 مليون أخرى في إثيوبيا. وفي المناطق الأكثر تضرراً في الصومال، تشير التقديرات إلى نفوق واحد من كل ثلاثة رؤوس ماشية منذ منتصف عام 2021.

تؤدي الصدمات المناخية والطقس القاسي إلى تأجيج النزوح الجماعي وزيادة الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء القرن الأفريقي.
© UNFPA Ethiopia/Paula Seijo

وكان قد نزح أكثر من مليون شخص في الصومال وجنوب إثيوبيا. وقد تفاقم نقص المياه الحالي بسبب درجات الحرارة المرتفعة للغاية، والتي من المتوقع أن تستمر في موسم الجفاف من حزيران /يونيو إلى أيلول /سبتمبر. وبحسب البيان المشرك، فأن ظروف المراعي سوف تتدهور بشكل أسرع من المعتاد، مما يؤدي إلى نفوق الماشية على نطاق واسع، فضلاً عن نزوح السكان. وذكر التحذير أن المحاصيل ستكون أقل بكثير من المعدل الطبيعي، مما سيتسبب في اعتماد طويل الأمد على الأسواق، حيث سيكون وصول الأسر إلى الغذاء محدود بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتقدر مجموعة عمل الأمن الغذائي والتغذية أن 16.7 مليون شخص يواجهون حالياً انعداماً حاداً للأمن الغذائي، وتتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 20 مليون شخص بحلول أيلول /سبتمبر.

من المتوقع أن يؤدي موسم الأمطار الشحيح بين تشرين الأول /أكتوبر وكانون الأول /ديسمبر إلى تدهور حالة الأمن الغذائي وسوء التغذية في عام 2023. ومع ذلك، بصرف النظر عن هطول الأمطار في ذلك الموسم، يشير البيان إلى أن الظروف لن تتعافى بالسرعة الكافية لرؤية تحسن في الأمن الغذائي قبل منتصف عام 2023، وشدد على ضرورة زيادة سريعة في الإجراءات الآن لإنقاذ الأرواح وتجنب المجاعة والموت.

تغير المناخ يضخم تأثير الظواهر المناخية

من جهته، قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس في بيان صحفي إن منطقة القرن الأفريقي تواجه هذا الوضع المؤلم بعد أن تضررت من إحدى أسوأ تفشي للجراد الصحراوي خلال الفترة 2019-2020.

وقال إنه بين عامي 2020 و2022، ساهمت ظاهرة النينيا التي امتدت لسنوات عدة في تقليل هطول الأمطار عبر شرق أفريقيا مما يعيد للذاكرة الجفاف المدمر في المنطقة بين عامي 2010 و2011.

وأضاف تالاس أن النينيا هي جزء من التقلبات المناخية الطبيعية، ولكن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يضخم تأثير الظواهر المناخية والطقس التي تحدث بشكل طبيعي ويؤدي إلى مزيد من الظواهر المتطرفة الشديدة. وأضاف أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة درجات حرارة مما يؤدي إلى تفاقم حالات الجفاف وزيادة فقدان الرطوبة من النباتات والتربة.

وأشار إلى أن التأثيرات على الأمن الغذائي واسعة النطاق أيضا. ففي أفريقيا، انخفض نمو الإنتاجية الزراعية بنسبة 34 في المائة منذ عام 1961 بسبب تغير المناخ، أكثر من أي منطقة أخرى، وهناك ثقة كبيرة في أن الاحترار المستقبلي سيؤثر سلباً على النظم الغذائية من خلال تقصير مواسم النمو وزيادة الضغط المائي.

وقال تالاس إن منظمته عملت بنشاط مع القطاع الإنساني لمحاولة الحد من آثار هذا الجفاف المدمر وستواصل المشاركة وتعزيز الخدمات المناخية والإنذارات المبكرة لحماية الأرواح وسبل العيش.