منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو تدعو إلى التحرك بسرعة كافية وعلى نطاق واسع لتجنب وقوع كارثة في القرن الأفريقي

تؤدي الصدمات المناخية والطقس القاسي إلى تأجيج النزوح الجماعي وزيادة الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء القرن الأفريقي.
© UNFPA Ethiopia/Paula Seijo
تؤدي الصدمات المناخية والطقس القاسي إلى تأجيج النزوح الجماعي وزيادة الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء القرن الأفريقي.

الفاو تدعو إلى التحرك بسرعة كافية وعلى نطاق واسع لتجنب وقوع كارثة في القرن الأفريقي

المساعدات الإنسانية

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من أنه مع تزايد مخاطر المجاعة في القرن الأفريقي بسبب ظروف الجفاف القاسية والممتدة لفترات طويلة، ثمة حاجة ماسة للمساعدة المنقذة للحياة من أجل تجنب وقوع كارثة إنسانية.
 

ومع اقتراب الأزمة من ذروتها بشكل متسارع، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) خطة الاستجابة والتخفيف السريعة والمعدلة، والتي تركز حصريا على أربعة مراكز للجفاف في جميع أنحاء المنطقة، وهي:

جيبوتي، إثيوبيا، كينيا والصومال.

فقد تم تمديد الإطار الزمني للخطة الجديدة من حزيران/يونيو إلى كانون الأول/ديسمبر 2022، بهدف منع تدهور أوضاع الأمن الغذائي في المنطقة.

حاجة إلى 172 مليون دولار

من إجمالي 219 مليون دولار التي ناشدت الفاو الحصول عليها، حتى الآن حشدت الوكالة الأممية حوالي 47 مليون دولار، مما ترك فجوة قدرها 172 مليون دولار.

وقال رين بولسن، مدير مكتب الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الفاو: "سبل العيش الزراعية تعاني من نقص كبير في التمويل في الاستجابات الإنسانية، حتى في حالات الجفاف عندما تتحمل الزراعة ما نسبته 80 في المائة من العبء."

وبحسب الفاو، في حين أن الأموال التي تم تلقيها حتى الآن ستوفر مساعدات سبل العيش المنقذة للحياة من خلال حزم النقد وسبل العيش، بما في ذلك إعادة تأهيل الصحة الحيوانية والبنية التحتية لحوالي 700,000 شخص، لكن يمكن الوصول إلى ملايين آخرين إذا تم تمويل الخطة بالكامل.

وأضاف بولسن يقول: "لم يعد العمل كالمعتاد خيارا. حان الوقت للاستثمار بشكل صحيح في مساعدة أكثر فاعلية وتطلعية. يجب ربط هذا بالمساعدة الإنمائية طويلة الأجل."

توزيع مكملات المواشي في حالات الطوارئ على شكل مكعبات رعي عالية التغذية لإطعام الماشية لتمكين الحيوانات من الاستمرار في توفير الحليب كمصدر للغذاء والدخل للمجتمعات المحلية في كينيا.
©FAO/Luis Tato
توزيع مكملات المواشي في حالات الطوارئ على شكل مكعبات رعي عالية التغذية لإطعام الماشية لتمكين الحيوانات من الاستمرار في توفير الحليب كمصدر للغذاء والدخل للمجتمعات المحلية في كينيا.

شلل واستنزاف وتعطيل

يُعدّ الجفاف من بين أكثر الأخطار الطبيعية تدميرا – حيث يؤدي إلى شل إنتاج الغذاء، واستنزاف المراعي وتعطيل الأسواق، وفي أقصى حالاته يتسبب في وفيات بشرية وحيوانية على نطاق واسع.

ويمكن أن يؤدي الجفاف أيضا إلى زيادة الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، مما يضع ضغوطا إضافية على إنتاج الغذاء.

وغالبا ما يُجبر الرعاة على البحث عن مصادر بديلة للغذاء والماء لحيواناتهم، مما قد يؤدي إلى نشوب صراع بين المجتمعات، وتنافس على الموارد القليلة المتاحة.

وتعاني المنطقة بالفعل من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. في الوقت الحاضر، من المتوقع أن يكون هناك 16.7 مليون شخص في أزمة بحسب التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (المرحلة الثالثة IPC3) أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذلك فقط بسبب الجفاف في إثيوبيا وكينيا والصومال.

في كينيا وحدها، من المرجح أن يعاني 4.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير حتى حزيران/يونيو 2022، وهذا عدد يتجاوز الـ 3.5 مليون شخص الذي كان متوقعا في البداية خلال نفس الفترة.

وبشكل مماثل، في الصومال يواجه حوالي 7.1 مليون شخص (ما يقرب من نصف السكان) الآن انعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة أو أسوأ حتى أيلول/سبتمبر 2022 على الأقل، بما في ذلك 2.1 مليون شخص في حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة – IPC4) و213,000 شخص في حالة الكارثة (المرحلة الخامسة – IPC5). 

احتجاب الأمطار بشكل غير مسبوق

Tweet URL

اعتبارا من أوائل أيار/مايو، كان موسم الأمطار الممتد لعام 2022 (آذار/مارس-أيار/مايو) ضعيفا في المنطقة- وهو ما يمثل رابع موسم مطير لا تبلغ فيه نسبة الأمطار المتساقطة المعدل المطلوب في إثيوبيا وكينيا والصومال بشكل غير مسبوق، مما يؤدي إلى آثار وخيمة على الأمن الغذائي.

ويختلف نمط هطول الأمطار في جبيوتي عن البلدان الثلاثة الأخرى، على الرغم من عدم انتظام هطول الأمطار هناك في عام 2021.

تعديل خطة الاستجابة

توفر الخطة المنقحة للاستجابة السريعة والتخفيف من آثار الجفاف مزيدا من التفاصيل حول ما يجب أن يحدث بشكل عاجل لتوسيع نطاق الاستجابة اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2022 والمخاطر المرتبطة بالاستجابة غير الكافية أو في الوقت المناسب.

وتوضح الوثيقة أيضا أن الاستجابة للجفاف تتعلق أولا وقبل كل شيء بتنفيذ مجموعة الإجراءات الصحيحة في اللحظة المناسبة من دورة الجفاف.

وسيتعيّن على الشركاء موازنة الموارد بين كل قطاع منقذ للحياة، أي

أ) المساعدة الغذائية وسبل العيش؛

ب) التغذية؛

ج) المياه والصرف الصحي والنظافة؛

د) الصحة. 

وسيؤدي عدم الاستجابة لأحد القطاعات الأربعة المذكورة أعلاه إلى تقويض جهود القطاعات الأخرى، كما يقول ديفيد فيري، منسق مكتب الفاو الإقليمي الفرعي لشرق أفريقيا: "التنفيذ الفوري وفي الوقت المناسب وعلى نطاق واسع مطلوب الآن وعلى الفور."

وأضاف أن تكلفة العمل الإنساني أعلى بشكل كبير وسيكون التأثير على حياة الناس هائلا "إذا لم نتحرك بسرعة كافية أو على النطاق المطلوب لتجنب وقوع الكارثة."

تدعو الفاو والشركاء إلى التخطيط والبرمجة المنسّقين بشكل أفضل. وتشمل التدخلات العاجلة التحويلات النقدية غير المشروطة لتمكين الأسر المتضررة من الجفاف من تغطية النفقات الأساسية على الغذاء والصحة والمأوى؛ وتوزيع حزمات سبل العيش التي تحتوي على علف الحيوانات واللقاحات والبذور عالية الجودة والمستلزمات؛ وترميم ثقوب المياه بالإضافة إلى دورات تدريبية حول الممارسات الزراعية والتغذوية الجيدة.