منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: مجموعة من الآثار السلبية تقوض جهود الحفاظ على السلام وتقليص الفقر وعدم المساواة في القارة الأفريقية

أم تطعم طفلها خلال جلسة توعية حول التغذية في النيجر.
© WFP/Evelyn Fey
أم تطعم طفلها خلال جلسة توعية حول التغذية في النيجر.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: مجموعة من الآثار السلبية تقوض جهود الحفاظ على السلام وتقليص الفقر وعدم المساواة في القارة الأفريقية

التنمية الاقتصادية

وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن التداعيات المستمرة لجائحة كوفيد-19 وآثار الحرب الروسية الأوكرانية والتحديات المتعلقة بالمناخ أثرت بشدة على جهود الحفاظ على السلام وتقليص الفقر وعدم المساواة في القارة الأفريقية.

وقالت أهونا إيزياكونوا، مساعدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومديرة المكتب الإقليمي لأفريقيا، خلال مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، "لم نواجه قط ضغوطاً وتحديات أكبر على قدرتنا في الحفاظ على السلام والتنمية على كوكب صحي كما يحدث اليوم. فالجائحة العالمية قلبت العالم وغيّرته إلى الأبد. لقد رأينا نتيجة لذلك، بالإضافة إلى الظروف الموجودة مسبقاً، في تزايد الفقر وعدم المساواة."

وأكدت إيزياكونوا أن التضامن العالمي مطلوب أكثر من أي وقت مضى وقالت، "لقد رأينا كيف أدى كوفيد-19 إلى تعقيد الجهود المبذولة لتجاوز حالة انعدام الأمن التي خلقتها العديد من العوامل، بما في ذلك التطرف العنيف، وتأثير ذلك على حياة (الناس) وسبل العيش، والذي خلق أيضاً حالة من السخط الشديد بين السكان مما أدى إلى تراجع الديمقراطية."

آثار الحرب في أوكرانيا

كما أن الحرب في أوكرانيا أثرت على الغذاء والوقود والتمويل في القارة الأفريقية. بالنسبة لريموند جيلبين، كبير الاقتصاديين لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا ورئيس فريق الإستراتيجية والتحليل والبحث، فإن هذه أزمة "غير مسبوقة للقارة" لأنها تواجه "تريفيكتا: الآثار المستمرة جائحة كوفيد، التأثيرات المستجدة للحرب الروسية الأوكرانية وثالثا التحديات والضغوط المرتبطة بالمناخ."

تعتمد بعض الدول في أفريقيا على استراد ما يصل إلى 80 بالمائة من احتياجاتها للقمح من روسيا وأوكرانيا. وحذر السيد جيلبين من أن ارتفاع الأسعار يمكن أن يخلق جبهة أخرى من السخط وربما الاضطرابات. "لقد تم استيراد التضخم العالمي إلى أفريقيا لأنها تعتمد بشكل كبير على واردات الغذاء والوقود والأدوية والسلع الاستهلاكية المعمرة. سوف نشهد توترات. من غير الواضح ما إذا كان هذا سيتحول إلى احتجاجات عنيفة أم لا. لكن ما يعلمنا التاريخ، ولا سيما التاريخ الحديث، هو أن هذا احتمال واضح."

وشدد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أن البلدان التي ستجرى فيها انتخابات مقبلة بشكل خاص وحيث البيئة الانتخابية بالفعل مشحونة للغاية، يمكن أن تشهد ضغوطا اجتماعية إضافية.

الخروج من دائر الفقر

قال كبير الاقتصاديين لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفريقيا، "كنا نأمل في أن نرى تعافيا سريعا من تحديات الفقر التي شهدناها خلال جائحة كوفيد-19. إن إخراج ما يقدر بنحو 50 مليون أفريقي دفعوا مرة أخرى إلى براثن الفقر المدقع من دائرة الفقر سيكون أكثر صعوبة."

التأثيرات على البيئة 

هذا ويتوقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن يعود حوالي 100 مليون أفريقي ممن كانوا قادرين على تحمل تكاليف الطاقة المستدامة قبل تفشي كوفيد -19 إلى الموارد غير المستدامة.

وقال جيلبين: "نظرًا لارتفاع تكلفة الوقود وعدم انخفاض أسعار الطاقة ومصادر الطاقة في البلدان الأفريقية، فسنرى ملايين الأسر تعود إلى مصادر الطاقة غير المستدامة، وهذا في العديد من البيئات الهشة، خاصة في أماكن مثل الساحل."

وأضاف أن القارة ستشهد المزيد من إزالة الغابات وتراجع التقدم الكبير الذي تم إحرازه في تخضير منطقة الساحل.