منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: منظمة الصحة العالمية تضع ثلاثة سيناريوهات محتملة بشأن تطور الجائحة هذا العام

امرأة ترتدي كمامة في راجستان، الهند.
© UNICEF/Vinay Panjwani
امرأة ترتدي كمامة في راجستان، الهند.

كوفيد-19: منظمة الصحة العالمية تضع ثلاثة سيناريوهات محتملة بشأن تطور الجائحة هذا العام

الصحة

تتراوح السيناريوهات الثلاثة بين استمرار الفيروس في التطور مع انحسار شدة المرض من جهة إلى ظهور متغيّرات جديدة من جهة أخرى. لكن يتعلق التساؤل فيما إذا كانت تلك الطفرات ستتسبب بأمراض شديدة، أم سيصبح كوفيد مرضا تنفسّيا نتعايش معه على المدى الطويل.
 

وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية خطتها المحدّثة الاستراتيجية للتأهب والاستجابة لجائحة كـوفيد-19، وهذه هي الخطة الاستراتيجية الثالثة من نوعها، وتحدد السيناريوهات الثلاثة المحتملة لكيفية تطور الجائحة هذا العام. 

وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "بناء على ما نعرفه الآن، فإن السيناريو الأكثر ترجيحا هو استمرار الفيروس في التطور، لكنّ شدة المرض الذي يسببه ستقل مع مرور الوقت بفضل زيادة المناعة مع التطعيم والإصابة بالعدوى."

وبحسب المسؤول الأممي، قد ترتفع الحالات والوفيات مع تضاؤل المناعة، الأمر الذي قد يتطلب تطعيما دوريا للفئات السكانية الضعيفة.

وتابع يقول: "في أفضل سيناريو، قد نشهد ظهور متغيرات أقل حدّة، ولن يكون من الضروري استخدام التطعيمات المعززة أو التركيبات الجديدة للقاحات."
لكنه، استطرد قائلا: "وفي أسوأ السيناريوهات، يظهر متغيّر أكثر ضراوة وقابلية للانتقال."

وفي مواجهة هذا التهديد الجديد، "ستتضاءل بسرعة حماية الناس من المرض الشديد والوفاة، سواء من التطعيم المسبق أو الإصابة بالعدوى."

وأكد أن معالجة هذا الموقف تتطلب إجراء تغيير كبير في اللقاحات الحالية والتأكد من وصولها إلى الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة. 

تساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على تعزيز قدرات اختبار سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19.
WHO/Nana Kofi Acquah
تساعد منظمة الصحة العالمية البلدان على تعزيز قدرات اختبار سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19.

المضي قدما

لإنهاء المرحلة الحادة من الجائحة، دعا د. تيدروس الدول إلى الاستثمار في خمسة عناصر أساسية: 

أولا؛ الرصد، المختبرات، واستخبارات الصحة العامة.

ثانيا؛ التطعيم والصحة العامة والإجراءات الاجتماعية، وانخراط المجتمعات.

ثالثا؛ الرعاية السريرية لكوفيد-19، وأنظمة صحية مرنة.

رابعا؛ البحوث والتنمية والوصول العادل إلى المعدات والإمدادات.

خامسا؛ التنسيق، حيث تنتقل الاستجابة من وضع الطوارئ إلى إدارة أمراض الجهاز التنفسي على المدى الطويل.

ولا يزال السعي لتطعيم 70 في المائة من سكان كل بلد ضروريا للسيطرة على الجائحة، مع إعطاء الأولوية للعاملين الصحيين وكبار السن وغيرهم من الفئات المعرّضة للخطر.

وقال د. تيدروس: "أنا مندهش من وجود البعض في مجتمع الصحة العالمي ممن يرون أن هدف 70 في المائة لم يعد صالحا."

على الرغم من أن بعض البلدان ذات الدخل المرتفع تقدم الآن الجرعات الرابعة لسكانها، فإن ثلث سكان العالم لم يتلقوا جرعة واحدة بعد، بما في ذلك 83 في المائة من سكان أفريقيا، بحسب المسؤول الأممي.

وقال د. تيدروس متسائلا: "إذا كان أثرياء العالم يتمتعون بفوائد التغطية العالية للقاحات، فلماذا لا ينعم فقراء العالم بذلك أيضا؟ هل بعض الأرواح أغلى من غيرها؟".

الوضع في أوكرانيا 

أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لنقل الإمدادات الطبية إلى أكثر المناطق تضررا في أوكرانيا.

وقد سلمّت الوكالة الأممية حتى الآن 160 طنا متريا من المستلزمات. كما نشرت توجيهات من أجل التبرع، بما في ذلك قائمة بالمستلزمات الحيوية المطلوبة. 

وقال د. تيدروس: "نحن غاضبون من استمرار الهجمات على الرعاية الصحية."

منذ بداية غزو الاتحاد الروسي، وقع 82 هجوما على قطاع الرعاية الصحية، مما أسفر عن 72 حالة وفاة على الأقل و43 إصابة، بمن فيهم المرضى والعاملون الصحيون. 
ودعا إلى الوقف الفوري لتلك الاعتداءات التي تنتهك بشكل صارخ القانون الإنساني الدولي.

أفغانستان بحاجة إلى مساعدات 

يشارك د. تيدروس في اجتماعين في قطر هذا الأسبوع بهدف رفع المعاناة عن السكان الأفغان. 

Tweet URL

وقال إن أكثر من 24 مليون شخص سيحتاجون إلى المساعدة هذا العام. وتابع يقول إنهم "يواجهون النزوح والجفاف وانعدام الأمن وسوء التغذية، وكوفيد-19 وغيرها من التحديات الصحية."
وأشار إلى أن نزاع العام الماضي أدى إلى حدوث اضطرابات في خدمات الصحة الأساسية، وهجرة كبيرة للعاملين الصحيين. 

وقال: "النساء والفتيات معرّضات للخطر على نحو خاص – بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية، والوصول إلى التعليم."

ترحيب بالهدنة في إثيوبيا

رحب د. تيدروس بإعلان الهدنة الإنسانية في تيغراي، وأعرب عن أمله في أن تؤدي إلى استعادة سريعة للخدمات العامة، بما في ذلك الكهرباء والاتصالات والصرافة والرعاية الصحية. 

ولكنه أضاف قائلا: "مضى أسبوع منذ الإعلان عن هدنة، ولكن لم يُسمح بدخول الغذاء إلى تيغراي حتى الآن. كل ساعة تفرق عندما يموت الناس من الجوع." 

ولم يدخل الغذاء إلى تيغراي منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر، وتقريبا لم يدخل وقود إلى الإقليم منذ آب/أغسطس من العام الماضي. 

وقال د. تيدروس: "إن حصار ستة ملايين شخص على يد القوات الإريترية والإثيوبية لأكثر من 500 يوم هو من أطول الحصارات في التاريخ الحديث."

بموجب نداء الطوارئ الصحية العالمية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2022، تطلب الوكالة الأممية 2.7 مليار دولار لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة في جميع أنحاء العالم. 

أخبار جيدة من مصر ونيجيريا

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الهيئات التنظيمية للمنتجات الطبية في مصر ونيجيريا وصلت إلى مستوى النضج 3.

وقال د. تيدروس إن هذا يعني أن الهيئات التنظيمية تقوم بأداء جيد مقابل مجموعة من أكثر من 260 مؤشرا تغطي الوظائف التنظيمية الأساسية مثل ترخيص المنتج واختيار المنتجات ومراقبة السوق.

وبذلك، تنضم مصر ونيجيريا إلى غانا وتنزانيا باعتبار أن لديها أنظمة تنظيمية مستقرة وجيدة الأداء في أفريقيا. وكشف عن وجود العديد من الهيئات التنظيمية الأخرى قيد التقييم حاليا في جميع المناطق.

وقال: "إن ذلك يُحدث فرقا كبيرا في قدرة الدولة على تقديم منتجات طبية آمنة وفعّالة وتفي بالمعايير الدولية للجودة."

ومن الأخبار الجيدة الأخرى، إطلاق منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء استراتيجية جديدة لتوسيع نطاق الرصد الجينومي على مستوى العالم لمسببات الأمراض التي قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة والجوائح.

وتطلق منظمة الصحة يوم الخميس استراتيجية عالمية جديدة للفيروسات المنقولة بالاتصال الجنسي – عائلة الفيروسات التي ينشرها البعوض والتي تشمل حمى الضنك وزيكا والشيكونغونيا والحمى الصفراء والتي تشكل تهديدا لأكثر من نصف سكان العالم.