منظور عالمي قصص إنسانية

الجمعية العامة تصوّت لصالح قرار يشجب "العدوان على أوكرانيا" ويدعو روسيا إلى سحب قواتها فورا

نتيجة التصويت على قرار الجمعية العامة بشأن أوكرانيا
UN Photo/Loey Felipe
نتيجة التصويت على قرار الجمعية العامة بشأن أوكرانيا

الجمعية العامة تصوّت لصالح قرار يشجب "العدوان على أوكرانيا" ويدعو روسيا إلى سحب قواتها فورا

السلم والأمن

في خطوة تاريخية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ختام جلستها الطارئة، اليوم الأربعاء، قرارا يشجب "بأشد العبارات" العدوان الروسي على أوكرانيا، ويطالب روسيا بالكف، فورا، عن استخدامها للقوة ضد أوكرانيا والامتناع عن أي تهديد أو استخدام غير قانوني للقوة ضد أي دولة عضو.

وطالب القرار روسيا بالسحب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا. 

وصوتت لصالح القرار 141 دولة فيما صوتت 5 دول ضد القرار وامتنعت 35 دولة أخرى. وكان القرار بحاجة إلى ثلثي الأصوات لاعتماده. 

الدول التي صوتت ضد القرار هي روسيا، سوريا، بيلاروس، أرتريا، كوريا الشمالية.

ومن بين الدول التي امتنعت عن التصويت العراق، الجزائر، السودان، جنوب السودان، إيران، الهند، باكستان، كوبا، الصين.  

وأعاد القرار تأكيد الالتزام بسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليا، والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية. 

وأعرب عن قلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجمات على مرافق مدنية مثل المساكن والمدارس والمستشفيات، وسقوط ضحايا من المدنيين، بمن فيهم النساء وكبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة والأطفال. 

كما أدان القرار إعلان روسيا زيادة جاهزية قواتها النووية. 

وعبّر عن بالغ القلق إزاء تدهور الحالة الإنسانية في أوكرانيا وما حولها، مع تزايد عدد المشردين داخليا واللاجئين الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. 

كما أعرب القرار عن القلق أيضا بشأن التأثير المحتمل للنزاع على زيادة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، "إذ تُعد أوكرانيا والمنطقة من أهم مناطق العالم لصادرات الحبوب والصادرات الزراعية، حيث يواجه ملايين الأشخاص المجاعة أو خطر المجاعة المباشر أو يتعرضون لخطر المجاعة."

نتائج التصويت على قرار الجمعية العامة بشأن أوكرانيا.
UN Photo
نتائج التصويت على قرار الجمعية العامة بشأن أوكرانيا.

 

ممثل بيلاروس ينفى الاتهامات بمساعدة روسيا 

ممثل بيلاروس تحدث قبيل اعتماد القرار، نافيا الاتهامات الموجهة لبلاده بمساعدة روسيا في هجومها على أوكرانيا. وأشار إلى أن رئيس بلاده بذل جهودا حثيثة لجمع الأطراف الروسية والأوكرانية. وأضاف:

"نعم نحن منخرطون. وانخراطنا هذا يقوم على تنظيم مباحثات بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا. هدفنا هو توفير كل الظروف المواتية لعقد هذه المباحثات."

وقال إن الكثير من الدول لم تشر إلى هذه المباحثات في بياناتها، مضيفا: "ألا تودون الإشارة إلى بيلاروس؟ أم أنكم لا تودون أن تتكلل هذه المباحثات بالنجاح؟" 

وحذر من مغبة العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده، قائلا إن تداعيات هذه العقوبات ستنعكس على دولة كثيرة.  

 مندوبة الولايات المتحدة: "صوّت بنعم إذا كنت تؤمن بالتمسك بميثاق الأمم المتحدة"

قبيل التصويت على القرار، دعت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة ليندا توماس-غرينفيلد روسيا إلى "وقف حربها التي لا مبرر لها"، كما دعت بيلاروس إلى التوقف عن دعمها للحرب. 

وشددت على ضرورة التصويت لصالح القرار. وأضافت قائلة إن بلادها اختارت الوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني وهي تنسق مع حلفائها وشركائها لفرض عقوبات على روسيا ومحاسبتها على أفعالها. وأضافت:

"نعتقد أن هذا تصويت بسيط. صوّت بنعم إذا كنت تعتقد أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة - بما في ذلك دولتك - لها الحق في السيادة وسلامة أراضيها. صوّت بنعم إذا كنت تعتقد أنه يجب محاسبة روسيا على أفعالها. صوّت بنعم إذا كنت تؤمن بالتمسك بميثاق الأمم المتحدة وكل ما تمثله هذه المؤسسة."

الكرسي الرسولي: محبو السلام يرفضون الحرب كأداة للاعتداء على حرية الشعوب الأخرى

مراقب الكرسي الرسولي ضمّ صوته "إلى الملايين الذين يدعون إلى وقف الحرب في أوكرانيا وإلى العودة إلى الدبلوماسية والحوار. 

وقال، قبيل التصويت على مشروع القرار، إن البابا فرانسيس أعرب عن تضامنه مع جميع من يعانون اليوم نتيجة للنزاع. وقال مقتبسا من البابا فرانسيس:

"من الملحّ أن تفتح الممرات الإنسانية وأن يتم الترحيب بالذين يهربون... ضعوا أسلحتكم جانبا. محبو السلام يرفضون الحرب كأداة للاعتداء على حرية الشعوب الأخرى وكوسيلة لتسوية المنازعات الدولية."

وأعرب عن تقدير الكرسي الرسولي للدول التي تقدم المساعدة الإنسانية لمن يحتاجها في أوكرانيا وفي البلدان المجاورة. 

مندوبة الإمارات: تسوية الحوار تستوجب والدبلوماسية الفعالة

مندوبة دولة الإمارات العربية لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، وصفت اعتماد القرار بأنه إشارة ضرورية في سبيل المضي قدما، "ولكن لا يمكن أن نقبل بالعنف والجزاءات المستمرة، فهذا يؤثر في المدنيين ويعرقل جهودنا جميعا." 

وقالت إن بلادها انضمت للدول الأعضاء "لتوجيه هذا النداء من أجل السلام العادل الذي يستمر من خلال الاعتراف بالشواغل المشروعة للجميع مع الامتثال لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ولا سيما مبدأ الاستقلال والسلامة الإقليمية وسيادة الدول." 

وأشارت المندوبة الإماراتية إلى أن "مشروع القرار ليس بكافٍ من أجل تحقيق السلام المستدام"، مشيرة إلى أن تسوية الحوار تستوجب والدبلوماسية الفعالة. ومضت قائلة: 

"هذا النص يعكس عزم الدول على تسوية النزاع اليوم في أوكرانيا. هذا ما نفهمه من هذا الاجتماع، والآن ينبغي أن نجد السبل الملائمة لتحقيق التسوية السلمية مع احترام كامل لدبلوماسية حقيقية."

مندوبة الإمارات خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.
UN Video.
مندوبة الإمارات خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.

 

البحرين  تؤكد دعم جهود الدبلوماسية 

ممثل البحرين أكد دعم بلاده للجهود الرامية إلى وقف العمليات العسكرية واللجوء إلى الحوار والوسائل الدبلوماسية. 

إيران: تفاقمت الأوضاع في شرق أوروبا بسبب "الأفعال الاستفزازية للولايات المتحدة والناتو"

ممثل إيران شدد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة جميع الدول وسلامتها الإقليمية، مع ضمان أمن وسلامة جميع المدنيين.  

وفي سبيل إيجاد حل مستدام لمثل هذه الأزمات، دعا المسؤول الإيراني إلى ضرورة مواجهة أسبابها الجزرية، مشيرا إلى أن الأوضاع في شرق أوروبا تفاقمت بسبب ما وصفها بـ "الأفعال الاستفزازية للولايات المتحدة والناتو." وشدد على ضرورة احترام شواغل روسيا. 

ودعا إلى الحوار لمواجهة الأزمة بغرض التوصل إلى نتائج طويلة الأمد. كما دعا الأمم المتحدة إلى "التخلي عن الكيل بمكيالين ولا سيما عندما يتعلق الأمر بصون السلم والأمن الدوليين." ومضى قائلا: 

"من المؤسف أن الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن يغضان الطرف عن هذه المبادئ في بعض الأحيان مما يمس بمصداقية هذه المنظمة." 

مصر ترفض منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف

مصر وبعد تصويتها لصالح اعتماد القرار، أكد ممثلها عددا من النقاط:

  • أولا، ضرورة البحث عن حل سياسي سريع لإنهاء الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية ومن خلال الدبلوماسية النشطة. 
  • ثانيا، التأكيد على عدم غض الطرف عن البحث في جذور ومسببات الأزمة الراهنة. 
  • ثالثا، رفض منهج توظيف العقوبات الاقتصادية خارج إطار آليات النظام الدولي متعدد الأطراف.
  • رابعا، ضرورة أن تتحلى كل الأطراف بالمسؤولية الواجبة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين ودون أي تمييز، "مع كفالة مرور المقيمين الأجانب بانسيابية عبر الحدود، حيث وردت بعض التقارير عن معاملات تمييزية."
  • خامسا، تجديد التحذير من مغبة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة الراهنة على الاقتصاد العالمي برمته.
  • سادسا، تعتمد فعالية ومصداقية وقدرة آليات العمل الدولي متعددة الأطراف في مواجهة التحديات والأزمات المتلاحقة على تناول كافة الأزمات الدولية وفقا لمعايير واحدة وثابتة متسقة مع مبادئ الميثاق ومقاصده.

الجزائر: تأكيد على الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تخفيف حدّة التوتّرات الحالية

الجزائر التي امتنعت عن التصويت لصالح القرار، قال ممثلها إن بلاده تتابع بقلق بالغ تطور الأوضاع الخطيرة والمتصاعدة في أوكرانيا.

وأكد مجددا تمسك الجزائر الثابت بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، التي يتعين أن تبقى أساس القانون الدولي وحجر الزاوية في العلاقات الدولية، لا سيما تلك المتعلقة باحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، طبقا للشرعية الدولية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

لبنان: لقد خبرنا الاجتياحات والاحتلال والتدخل في شؤوننا الداخلية

ممثلة لبنان أكدت إيمان بلادها بمقاصد وبمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ولاسيما عدم التهديد أو استخدام القوة في العلاقات الدولية. 

ومضت قائلة: "لقد خبرنا الاجتياحات والاحتلال والتدخل في شؤوننا الداخلية والخسارة والمعاناة التي ما زلنا نشهدها إلى يومنا هذا... لا أتمنى لأحد أن يعيش ما عشناه نحن في لبنان."

وقات إن لبنان يتمتع بعلاقات جيدة مع طرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا، داعية إلى العودة إلى منطق السلام، مشيرة إلى أنه حان الوقت للدبلوماسية والحوار والتسوية السلمية لهذا النزاع. 

وأضافت قائلة: "اتفق مع ألبير كامو (كاتب فرنسي معروف) في كلمته عند تلقيه جائزة نوبل للآداب في عام 1957 حيث قال إن كل جيل يعتبر نفسه مسؤولا عن إعادة بناء العالم. أما جيلي فيعرف أنه لن يعيد بناء العالم، ولكن مهمته أكبر، ربما لأنها تتمثل في إبعاد العالم عن تدمير نفسه."

وقالت الدبلوماسية اللبنانية إن هذه هي المسؤولية نفسها التي ينبغي علينا الاضطلاع بها وفقا للميثاق لإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب.

يشار إلى أن لبنان صوتت لصالح اعتماد مشروع القرار.

مندوبة لبنان خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.
UN Video
مندوبة لبنان خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.

 

العراق يحذر من "إمكانية استغلال الإرهابيين" لحالة الانقسام في المجتمع الدولي

ممثل بلاد الرافدين عبر عن قلق بالغ من "إمكانية استغلال الإرهابيين" لهذه الأزمة وحالة الانقسام المتوقعة في المجتمع الدولي بما يعطل ويعيق الجهود الدولية المشتركة الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

وقال إن امتناع بلاده عن التصويت لصالح مشروع القرار "إنما جاء من الخلفية التاريخية التي مرّ بها العراق والمعاناة من الحروب المستمرة التي تعرضت لها الأجيال، حيث إن العراق وبشكل مبدئي لا يؤيد الحروب كحل للأزمات."

وأكد على وجوب حل النزاعات بالطرق السلمية للحفاظ على سلامة المدنيين، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.  

وأكد على ضرورة سلامة وأمن البعثات الدبلوماسية والمواطنين غي ساحة الصراع.

مندوب العراق خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.
UN Video
مندوب العراق خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.

 

الأردن يدعو إلى عدم التمييز في تطبيق المبادئ والقواعد الدولية

ممثل الأردن قال إن بلاده صوتت لصالح القرار تأكيدا لسيادة الدول وسلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي "وعلى محورية تحريم استخدام القوة في العلاقات الدولية."

وأعرب عن الأمل في السعي لنزع فتيل النزاع والوصول إلى حل سلمي للأزمة وأن يجلس الأطراف مع بعضهم على طاولة المفاوضات بغية الوصول إلى الحل السلمي. 

وأكد على ضرورة التزام جميع الأطراف بأحكام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وقانون اللجوء الدولي وبدون تمييز. واختتم حديثه قائلا:

"يود الأردن التأكيد على أهمية احترام أحكام القانون الدولي ومبادئ الميثاق في عدم الاعتداء، وعدم استخدام القوة ضد الدول الأخرى، وضد الشعوب، وضد حق تقرير المصير، وفق معيار واحد، بغض النظر عن المنطقة، ودون تمييز في تطبيق المبادئ والقواعد الدولية."

مندوبة الأردن خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.
UN Video
مندوبة الأردن خلال حديثه في الجلسة الطارئة للجمعية العامة.