منظور عالمي قصص إنسانية

بحسب منظمة الأغذية والزراعة، ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي

أثرت جائحة كوفيد-19على النظم الغذائية العالمية في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
© ILO/Maxime Fossat
أثرت جائحة كوفيد-19على النظم الغذائية العالمية في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

بحسب منظمة الأغذية والزراعة، ثلاثة مليارات شخص لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي

التنمية الاقتصادية

ما يقرب من ثلاثة مليارات شخص، أي حوالي 40 في المائة من سكان العالم، لا يستطيعون تحمل تكاليف نظام غذائي صحي. وسينضم مليار شخص آخر إلى صفوفهم إذا أدت أحداث غير متوقعة إلى خفض دخلهم بمقدار الثلث.

هذا ما أفادت به منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، عند إطلاقها لتقرير جديد حول هذا الموضوع، اليوم الثلاثاء.

ينص تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) عن حالة الأغذية والزراعة (SOFA) لعام 2021 - المعنون "زيادة قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود أمام الصدمات وحالات الإجهاد" - على أنه بدون الاستعداد المناسب، ستستمر الصدمات غير المتوقعة في تقويض هذه الأنظمة.

يُعرّف التقرير الصدمات على أنها أحداث قصيرة المدى لها آثار سلبية على النظام ورفاهية الناس والأصول وسبل العيش والسلامة والقدرة على تحمل الصدمات المستقبلية.

مزيد من المرونة

شددت الفاو على حاجة البلدان إلى جعل أنظمتها أكثر مقاومة للصدمات المفاجئة، مثل جائحة كوفيد-19، التي لعبت دورا كبيرا في موجة الجوع العالمية الأخيرة.

Tweet URL

وفي حفل الإطلاق الافتراضي، قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، "لقد سلط الوباء الضوء على كل من المرونة وضعف أنظمة الأغذية الزراعية لدينا".

نظم الغذاء الزراعي - شبكة الأنشطة التي تدخل في إنتاج المنتجات الزراعية الغذائية وغير الغذائية وتخزينها ومعالجتها ونقلها وتوزيعها واستهلاكها - تنتج 11 مليار طن من الغذاء سنويًا وتوظف مليارات الأشخاص، بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأكدت وكالة الأمم المتحدة على الضرورة الملحة لتعزيز قدرتها على تحمل الصدمات، بما في ذلك الظواهر الجوية المتطرفة والارتفاعات الحادة في الأمراض والآفات النباتية والحيوانية.

في حين أن سلاسل إنتاج الغذاء والإمداد كانت على مرّ التاريخ عرضة للتأثر بالظواهر المناخية المتطرفة أو النزاعات المسلحة أو الزيادات في أسعار الغذاء العالمية، فإن تواتر وشدة هذه الصدمات في ازدياد.

عمل ملموس

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي تعطيل خطوط النقل الحيوية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية لحوالي 845 مليون شخص.

يتضمن التقرير مؤشرات على المستوى القطري في أكثر من مائة دولة عضو، من خلال تحليل عوامل مثل شبكات النقل والتدفقات التجارية ومدى توافر أنظمة غذائية صحية ومتنوعة.

بينما تواجه البلدان منخفضة الدخل عموما تحديات أكبر بكثير، فإن البلدان متوسطة الدخل معرضة للخطر أيضا.

في البرازيل، على سبيل المثال، يأتي 60 في المائة من قيمة صادرات البلاد من شريك تجاري واحد فقط، مما يضيق خياراته في حالة حدوث صدمة لهذا البلد الشريك.

حتى البلدان ذات الدخل المرتفع، مثل أستراليا وكندا، معرضة للخطر بسبب المسافات الطويلة التي ينطوي عليها توزيع الغذاء.

التوصيات

بناءً على الأدلة الواردة في التقرير، تقدم منظمة الأغذية والزراعة سلسلة من التوصيات.

الأمر الأساسي هو تنويع الجهات الفاعلة ومصادر المدخلات والإنتاج والأسواق وسلاسل التوريد - لإنشاء مسارات متعددة لامتصاص الصدمات.

ومن شأن دعم تطوير المؤسسات والتعاونيات الصغيرة والمتوسطة للأغذية الزراعية أن يساعد أيضا في الحفاظ على التنوع في سلاسل القيمة المحلية.

يتحول عدد من جامعي الشاي في كينيا إلى إنتاج محاصيل أخرى حيث يهدد تغير المناخ مزارع الشاي في البلاد.
CIAT/NeilPalmer
يتحول عدد من جامعي الشاي في كينيا إلى إنتاج محاصيل أخرى حيث يهدد تغير المناخ مزارع الشاي في البلاد.

عامل رئيسي آخر هو الربط الشبكي. تتغلب الشبكات المترابطة بشكل جيد على الاضطرابات بشكل أسرع عن طريق تحويل مصادر التوريد وقنوات النقل والتسويق والمدخلات والعمالة.

أخيرا، يعد تحسين مرونة الأسر الضعيفة أمرا بالغ الأهمية لضمان عالم خالٍ من الجوع. ويمكن القيام بذلك عن طريق تحسين الوصول إلى الأصول وتنويع مصادر الدخل وبرامج الحماية الاجتماعية.