منظور عالمي قصص إنسانية

برنامج الأغذية العالمي في العراق يساعد المجتمعات على التكيف مع تداعيات تغير المناخ الشديدة

من الأرشيف: "مرقد العلوية الهاشمية، أمنة بنت الإمام الحسن"، موقع ديني في محافظة صلاح الدين، العراق.
Tarek Khouri
من الأرشيف: "مرقد العلوية الهاشمية، أمنة بنت الإمام الحسن"، موقع ديني في محافظة صلاح الدين، العراق.

برنامج الأغذية العالمي في العراق يساعد المجتمعات على التكيف مع تداعيات تغير المناخ الشديدة

المناخ والبيئة

قال علي رضا قريشي، ممثل برنامج الأغذية العالمي في العراق إن "تغير المناخ يؤثر على العراق، الذي يعاني بالفعل من أعباء هائلة جراء المرحلة التي أعقبت الصراعات ويناضل أيضا مع آثار جائحة كوفيد - 19." 

وفي هذا السياق وسّع برنامج الأغذية العالمي من برنامجه الخاص ببناء القدرة على الصمود والتعافي في محافظة صلاح الدين الواقعة شمالي العاصمة بغداد.

وبحسب بيان صادر اليوم الاثنين، عن مكتب البرنامج التابع للأمم المتحدة في العراق، شهد العراق هذا العام ثاني أدنى نسبة لهطول الأمطار منذ 40 عاما. وسيساعد توسيع برنامج القدرة على الصمود في الاستجابة لتداعيات انخفاض معدلات هطول الأمطار عن مستوياتها المعتادة في العراق.


مساعدة الفئات المستضعفة


وتقدم مشاريع برنامج الأغذية العالمي في مجال سبل كسب العيش، والتي يتم تنفيذها مع المجتمعات المحلية وحكومة العراق والمنظمات غير الحكومية الشريكة، المساعدة لأكثر من 130 ألف شخص من الفئات المستضعفة في عموم محافظات العراق، لاسيما في صلاح الدين والأنبار والبصرة وميسان ونينوى وذي قار.

 

Tweet URL

وأوضح السيد علي رضا قريشي أن برنامج الأغذية العالمي يعمل جنبا إلى جنب مع حكومة العراق وشركائه "لمساعدة المجتمعات المتضررة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، كي يتمكن الجميع من تلبية احتياجاتهم الغذائية." 


وأضاف قريشي: "تقوم شراكتنا في مناطق مختلفة لاسيما المناطق الريفية في محافظة صلاح الدين بمساعدة الأسر المستضعفة على تأمين دخل مستدام من خلال تطوير المهارات الأساسية وتزويدها بالأدوات اللازمة. وهذا سيساعدها على اجتياز الأوقات الصعبة."


بلاد الرافدين تغيرت أوضاعها


وذكر بيان برنامج الأغذية العالمي أن العراق، الذي عرف قديما "ببلاد الرافدين أو ما بين النهرين"، كان قادراً على تلبية احتياجاته من المياه، وبالتالي فإن "النقص الحالي في المياه يشكل مصدراً للقلق بصفة خاصة". 
كما ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. وشهد العام الماضي أعلى درجة حرارة على الاطلاق في بغداد بلغت 52 درجة مئوية. 


وكشفت تقييمات برنامج الأغذية العالمي أن موسم الأمطار في عام 2021 كان أقل من المعدل، لا سيما في المحافظات الشمالية وإقليم كردستان. ويمكن أن يؤثر ذلك على العائد النهائي للمحاصيل الزراعية الرئيسية؛ وهي القمح والشعير.


استراتيجيات تكيف سلبية


أشارت عمليات المسح التي قام بها برنامج الأغذية العالمي في أيار / مايو، إلى أن 8 % من السكان في محافظتي نينوى وكركوك لا يستهلكون كميات كافية من الغذاء، أي ضعف متوسط المعدل الوطني للاستهلاك والبالغ 4 %. 
وبالمثل، أفاد 13.4 % من السكان في نينوى بأنهم يستخدمون استراتيجيات سلبية للتكيّف - مثل اقتراض المال أو تناول كميات أقل من الطعام – وهذه النسبة هي أعلى من المعدل الوطني البالغ 7.5 %. 


ويواصل برنامج الأغذية العالمي رصد الوضع عن كثب، وتأثير ذلك على الأمن الغذائي.


وقد أكد كل من برنامج الأغذية العالمي في العراق والحكومة العراقية التزامهما  بالهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة: وهو القضاء على الجوع من خلال الحماية الاجتماعية الفعالة وإيجاد الحلول الدائمة بما في ذلك بناء القدرة على الصمود والتعافي وسبل كسب العيش للأسر المستضعفة، والعمل معا من أجل تنمية العراق.