منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف تحذر من تداعيات تأجيل فتح المدارس على ملايين الأطفال حول العالم

لا يزال أكثر من 600 مليون طفل على مستوى العالم متأثرين بإغلاق المدارس.
© UNICEF/Pablo Schverdfinger
لا يزال أكثر من 600 مليون طفل على مستوى العالم متأثرين بإغلاق المدارس.

اليونيسف تحذر من تداعيات تأجيل فتح المدارس على ملايين الأطفال حول العالم

الثقافة والتعليم

دعا صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الحكومات إلى إعادة فتح المدارس للتعلم وجها لوجه في أقرب وقت ممكن، ومعالجة فجوات التعلم التي خلقتها الجائحة حتى الآن، وإلا "فإن بعض الأطفال قد لا يلحقون بالركب أبدا."

يأتي ذلك في تحليل جديد لليونيسف أشار إلى تأجيل اليوم الأول من الدراسة إلى أجل غير مسمّى لنحو 140 مليون تلميذ بالسنة الأولى في مختلف أنحاء العالم. وما لا يقل عن ثمانية ملايين من هؤلاء الصغار ينتظرون الانتظام في الدراسة منذ أكثر من عام، حيث يعيشون في أماكن أغلقت فيها المدارس طول فترة الجائحة.

ومع إرجاء اليوم الأول إلى أجل غير مسمى بسبب جائحة كـوفيد-19 لملايين الأطفال في مستهل حياتهم التعليمية، قالت السيدة هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، في بيان: "إن اليوم الأول من المدرسة لحظة تاريخية في حياة الطفل – حيث يضعه على مسار يغير حياته بالتعلم والنمو الذاتي."

وأشارت فور إلى أنه مع استئناف الدراسة في أنحاء كثيرة من العالم، فقد انتظر ملايين من تلاميذ الصف الأول لأكثر من عام لرؤية الصف الدراسي من داخله. "قد لا يرى ملايين آخرون الصفوف على الإطلاق في الفصل الدراسي الحالي. وبالنسبة للفئات الأكثر احتياجا، فإن مخاطر عدم دخولهم أبدا إلى أي صف دراسي طوال حياتهم ترتفع بشدة."

اضطرابات متواصلة في التعليم

في عام 2020، أغلقت المدارس بشكل كامل على مستوى العالم لمدة 79 يوما دراسيا في المتوسط. لكن لنحو 168 مليون تلميذ، أغلقت المدارس أبوابها لمدة عام كامل تقريبا بعد بدء الجائحة.

وحتى الآن، تفيد اليونيسف بأن كثيرا من الأطفال يواجهون سنة ثانية غير مسبوقة من تعطل تعليمهم. وبحسب اليونيسف، سيشعر كثير من الأطفال، لاسيّما أصغر المتعلمين في مراحل النمو الحرجة، بالعواقب المصاحبة لإغلاق المدارس، مثل فقدان التعلم، والاضطرابات النفسية، والتخلف عن اللقاحات، واشتداد مخاطر التسرب من التعليم، وعمالة الأطفال، وزواج الأطفال.

وحذرت اليونيسف من أن الأطفال الذين يتخلفون عن التعلم في السنوات الأولى يبقون في الأغلب متخلفين عن الركب في كل دراستهم اللاحقة، وتتسع الفجوة على مر السنين.

صبي في 12 من عمره، لا يذهب إلى المدرسة ويبيع الموز في أفغانستان.
© UNICEF
صبي في 12 من عمره، لا يذهب إلى المدرسة ويبيع الموز في أفغانستان.

 

تأثير التعليم على مستقبل الأجيال

يؤثر عدد سنوات التعليم التي يحصل عليها الطفل تأثيرا مباشرا على دخله المستقبلي. إذ تشير تقديرات البنك الدولي إلى خسارة قدرها 10 تريليونات دولار من الدخل بمرور الوقت لهذا الجيل كله من التلاميذ، إذا لم يتم تنفيذ تدابير لتخفيف المخاطر.

وتؤكد اليونيسف أن الصف الأول يضع اللبنات الأساسية لجميع مراحل التعلم في المستقبل، وهو أول لقاء للطالب بالمطالعة والكتابة والرياضيات. كما أنها فترة يساعد فيها التعلم وجها لوجه الأطفال على اكتساب الاستقلالية، والتكيف مع الروتين المدرسي الجديد، وتطوير علاقات مهمة مع المعلمين والتلاميذ الآخرين.

كما يمكّن التعلم وجها لوجه المعلمين من تحديد حالات التأخير في التعلم ومعالجتها، ومشكلات الصحة العقلية، وإساءة المعاملة التي يمكن أن تؤثر سلبا في رفاه الأطفال.

التركيز على ثلاث أولويات رئيسية

دعت اليونيسف، بالاشتراك مع البنك الدولي واليونسكو، الحكومات إلى التركيز على ثلاث أولويات رئيسية للتعافي في المدارس، أولها وضع البرامج الموجهة لإعادة جميع الأطفال والشباب إلى المدارس، حيث يمكن الحصول على خدمات مصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية وغيرها.

إضافة إلى تقديم الدروس التعويضية للمساعدة في تدارك ما فاتهم من التعليم، ومساندة المعلمين لمعالجة خسائر التعلم، ودمج التقنية الرقمية ضمن وسائل التدريس.

وأضافت السيدة فور تقول: "يومك الدراسي الأول هو يوم أمل وأمنيات يمكن تحقيقها، بل إنه بحق يوم للشروع في بداية جيدة. لكن ليس كل الأطفال يشرعون في بداية جيدة، بل إن بعض الأطفال لا تتاح لهم الفرص للشروع في أي شيء على الإطلاق."