منظور عالمي قصص إنسانية

الصين، رئيسة مجلس الأمن لشهر أيار، تدعم الجهود الدبلوماسية لحل الصراعات وتعارض فرض العقوبات

من الأرشيف: مجلس الأمن يعقد جلسة حول سوريا.
UN Photo/Eskinder Debebe
من الأرشيف: مجلس الأمن يعقد جلسة حول سوريا.

الصين، رئيسة مجلس الأمن لشهر أيار، تدعم الجهود الدبلوماسية لحل الصراعات وتعارض فرض العقوبات

السلم والأمن

أكدت الصين، التي تتسلم رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، أنها ستعتمد "نهجا شاملا ومتكاملا" في التعامل مع القضايا العالمية هذا الشهر، وستركز على الجهود الدبلوماسية لحل الأزمات مثل قضية ميانمار.

وفي عرضه لأولويات الصين خلال شهر أيّار/مايو، قال السفير تشانغ جون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن بلاده تولي أهمية لعمل المجلس وتتفهم مسؤولياتها.

وقال: "ستعتمد الصين نهجا بنّاء ومتجاوبا في رئاستها لمجلس الأمن، وسنبذل قصارى جهدنا في الحفاظ على استمرارية وانفتاح وشمولية وشفافية عمل المجلس، وسنظل على اتصال وثيق مع جميع أعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة".

قضية ميانمار حاضرة بشدة

وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن ما تعتزم الصين، كرئيسة لمجلس الأمن، القيام به خلال هذا الشهر فيما يتعلق بقضية ميانمار، قال المندوب الصيني إن رابطة دول جنوب شرق آسيا، المعروفة بآسيان، تمثل نقطة بداية جديدة، "ونأمل في رؤية تقدم جديد وخفض للتوتر وتسوية سياسية في البلاد، مع عنف أقل".

وشدد على أن مجلس الأمن يدعم الجهود الدبلوماسية لآسيان في لعب دور بنّاء في هذا الصدد. وقال: "كما نأمل في أن تسفر الجهود الدبلوماسية للمبعوثة الخاصة لميانمار أيضا عن نتائج جيدة".

الصين تعارض العقوبات

شدد المسؤول الصيني على أن بلاده لا تحبّذ فرض عقوبات، وقال: "نؤمن أنه مع الجهود الدبلوماسية يمكن تجنب تصعيد أكبر للتوتر، لأنه مع تصاعد التوتر سيكون هناك مواجهة أكبر ومع مواجهة أكبر سيكون هناك عنف أكبر ومع عنف أكبر سيكون هناك المزيد من سقوط الضحايا"، محذرا من احتمالية انزلاق البلاد في حرب أهلية.

مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون.
UN News
مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون.

وفيما يتعلق بالعقوبات أو أي تدابير قسرية أخرى، قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة إن موقف الصين واضح: الصين لا تفضل مثل هذه الإجراءات وتكون هذه آخر إجراءات يتم اللجوء إليها في مواجهة الصراعات.

وأضاف يقول: "السبب في ذلك هو حقيقة أن الأشخاص العاديين هم دائما مع يعانون من العقوبات. انظروا للوضع في دول أخرى مثل سوريا وليبيا وغيرها. ثانيا، العقوبات لا تسفر عن نتائج صحيحة".

وشدد على أن بلاده تعتمد نهجا متعقلا في نظر الصين لهذه القضية. وقال: "يمكن للعقوبات أن تعيق الجهود الدبلوماسية وتجعل الأزمة الإنسانية أسوأ".

ماذا على طاولة مجلس الأمن لهذا الشهر؟

أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة أن بلاده تضع برنامجا شاملا ومتكاملا لهذا الشهر، مع إيلاء الأولية للتعددية. وقال: "من الواضح أكثر أنه في مواجهة الأزمات العالمية الحالية، تمثل التعددية الطريق الصحيح للخروج من الأزمات".

وكرئيسة لمجلس الأمن، من المقرر أن تعقد الصين اجتماعا رفيع المستوى في 7 أيّار/مايو لبحث الحفاظ على السلام والأمن الدوليين والتمسك بالتعددية. وأشار إلى أن الصين بعثت بدعوات لوزراء خارجية جميع الدول الأعضاء، "ويسعدنا أن نقول إن بعضها وافق على المشاركة في هذا الاجتماع رفيع المستوى"، بالإضافة إلى رئيس الجمعية العامة، فولكان بوزكير، الذي سيقدم إحاطة أمام المجلس.

كما أوضح أن من أولويات الصين مناقشة جائحة كـوفيد-19 والتحديات التي تفرضها خاصة على الدول المتأثرة من الصراعات.

كما يُعقد نقاش رفيع المستوى مفتوح في 19 أيّار/مايو برئاسة وزير خارجية الصين، لبحث كيفية المساعدة بشكل أفضل للدول الأفريقية في عملية التعافي، وسيلقي الأمين العام للأمم المتحدة كلمة في هذا الاجتماع، بحسب المسؤول الصيني.

وقال السفير جون: "سيكون هذا الشهر حافلا، وستكون لدينا اجتماعات حول الأوضاع مثل البوسنة والهرسك وسوريا والشرق الأوسط واليمن والعراق والصومال والسودان، وقضايا مثل حماية المدنيين في سياق النزاعات".

كما أشار إلى الحاجة لتعزيز التقدم الذي أحرِز في بعض المناطق مثل ليبيا.

اجتماعات مجلس الأمن في المقرّ

وفيما يتعلق بالعودة للاجتماع بشكل شخصي في مجلس الأمن، بدلا من الاجتماعات الافتراضية، أعرب المندوب الصيني عن أمله في عقد اجتماعات في قاعة مجلس الأمن ولكنّ الأمر يعتمد على التقييمات بشأن وضع الجائحة.

وقد أعلنت مدينة نيويورك أنها ستعود لطبيعتها في تموز/يوليو، ولكنّ المجلس بانتظار الحصول على الإرشادات من الولاية والدولة المضيفة واتباع المبادئ القائمة على العلم والصحة.