منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: مجلس الأمن يفشل في تبني مشروع قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود للمرة الرابعة

الشقيقان أحمد (يسار)، 7 أعوام، وسعد، 5، يحملان صندوقا فيه أدوات صحية ويسيران باتجاه خيمتهما في مخيم فافين في شمال حلب.
© UNICEF/Ali Almatar
الشقيقان أحمد (يسار)، 7 أعوام، وسعد، 5، يحملان صندوقا فيه أدوات صحية ويسيران باتجاه خيمتهما في مخيم فافين في شمال حلب.

سوريا: مجلس الأمن يفشل في تبني مشروع قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود للمرة الرابعة

السلم والأمن

فيما ينتهي مفعول القرار 2504 الذي يمنح تفويضا للوكالات الإنسانية بإدخال مساعدات لشمال غرب سوريا عبر معبري باب الهوى وباب السلام، بعد ساعات قليلة، فشل مجلس الأمن في محاولته الرابعة هذا الأسبوع في تمديد هذا القرار.

 

وآخر مشروع قرار طرح للتصويت مساء الجمعة بتوقيت نيويورك، جاء من قبل روسيا. غير أن التصويت عليه انتهى بموافقة أربعة أعضاء واعتراض سبعة وامتناع أربعة عن التصويت. وبالتالي لم يتم اعتماده.

كما لم يتم اعتماد مسودة القرار البلجيكية-الألمانية التي طرحت للتصويت في وقت سابق اليوم.

إلى ماذا دعت روسيا والصين؟

وكانت روسيا قد وزعت يوم أمس مشروع قرار يمنح الإذن بإدخال مساعدات عبر معبر واحد فقط وهو معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا، لمدة 12 شهرا. كما يطلب مشروع القرار من الأمين العام تقديم تقرير مع نهاية آب/أغسطس حول التأثيرات "المباشرة وغير المباشرة للإجراءات الأحادية القسرية المفروضة على سوريا وعلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي وإيصال المساعدات الإنسانية داخل سوريا" في إشارة إلى العقوبات المفروضة على سوريا وهي قضية أثارتها كل من الصين وروسيا خلال الأشهر الماضية.

وتم تضمين هذه اللغة في مشروع القرار الذي وزعته روسيا في 7 تموز/يوليو ولم يتم تبنيه بسبب عدم كفاية الأصوات.

إشارة إى أن باب السلام هو المدخل الإنساني إلى شمال حلب، بينما يخدم باب الهوى إدلب.

إلى ماذا دعت بلجيكا وألمانيا؟ 

أما بلجيكا وألمانيا فقد وزعتا مشروع قرار يوم أمس الخميس، طرح للتصويت في وقت سابق اليوم وجوبه بفيتو روسي-صيني مزدوج. ويدعو مشروع القرار البلجيكي الألماني إلى إعادة منح الإذن لاستخدام معبري باب السلام وباب الهوى على الحدود التركية السورية لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها على مدار الأشهر الستة المقبلة (حتى 10 كانون الثاني/يناير 2021).

وجاء مشروع القرار بعد مفاوضات صعبة وحصد 13 صوتا مؤيدا لكنه لم يعتمد "بسبب التصويت السلبي لعضوين دائمين في مجلس الأمن"، حسبما قال كريستوف هوسغين، الممثل الدائم لألمانيا لدى الأمم المتحدة. 

كما فشل مجلس الأمن في تبني مشروعي قرار سابقين حول المساعدات عبر الحدود في الساعات الـ 48 الماضية.

المعابر الحدودية تنقذ الحياة

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، تشكل العمليات الإنسانية التي تقوم بها الوكالات الأممية والشركاء الإنسانيون شريان الحياة لـ 2.8 مليون امرأة وطفل ورجل في شمال غرب سوريا هم بحاجة للمساعدات الإنسانية.

ولا يوجد حاليا أي بديل آخر يمكن أن يتطابق مع حجم ونطاق العمليات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا. ففي حزيران/يونيو وحده، دخلت 1،759 شاحنة محمّلة بالمساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 6 مليون امرأة وطفل ورجل، في حين سجّل شهر أيّار/مايو دخول أعلى عدد من الشاحنات المحملة بالمساعدات منذ البدء باستخدام آلية المساعدة عبر الحدود التابعة للأمم المتحدة في 2014، إذ عبرت 1،781 شاحنة إلى سوريا من تركيا.

القرار 2504

وكان المجلس من خلال اعتماد القرار رقم 2156 (2014)، وتمديداته اللاحقة من خلال قرار رقم 2191 (2014)، و2258 (2015)، و2332 (2016)، 2393 (2017) و2449 (2018) والنافذ حتى 10 كانون الثاني/يناير 2020، قرر منح الإذن لوكالات الأمم المتحدة وشركائها لاستخدام الطرق عبر خطوط النزاع والمعابر الحدودية في باب السلام، وباب الهوى والرمثا، واليعربية بهدف إيصال المساعدات الإنسانية، ومن ضمنها المستلزمات الطبية والجراحية، إلى الأشخاص المحتاجين في سوريا.

وفي 11 كانون الثاني/يناير 2020 اعتمد مجلس الأمن قرار 2504 الذي يقضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا عبر معبرين فقط من تركيا وهما باب الهوى وباب السلام لمدة ستة أشهر، وإغلاق معبر اليعربية في العراق والرمثا في الأردن.

وبعد أربع محاولات حثيثة فشل الأعضاء الخمسة عشر في تمديده..