منظور عالمي قصص إنسانية

بعد صدور تقرير "مصدر فيروس كورونا".. منظمة الصحة العالمية تؤكد الحاجة للمزيد من الدراسات

بائع متجول في ووهان في الصين.
Chen Liang
بائع متجول في ووهان في الصين.

بعد صدور تقرير "مصدر فيروس كورونا".. منظمة الصحة العالمية تؤكد الحاجة للمزيد من الدراسات

الصحة

عقب صدور تقرير فريق الخبراء الذي سافر إلى الصين في بداية هذا العام للبحث في مصدر فيروس كورونا، رحب مدير عام منظمة الصحة العالمية به، لكنه أشار إلى أنه يثير المزيد من الأسئلة التي ستتطلب الإجابة عليها عبر إجراء المزيد من الدراسات.

ويصف تقرير الخبراء مخرجات زيارة الصين التي استمرت من 14 كانون الثاني/يناير إلى 10 شباط/فبراير، والتي أجراها 34 من العلماء الدوليين والصينيين خلال الزيارة التي شملت 233 مركزا صحيا في ووهان، إضافة إلى العديد من المقابلات والزيارات.

وقد خلص التقرير إلى أن الفيروس التاجي ربما ظهر في الخفافيش قبل أن يصل إلى البشر من خلال حيوان وسيط. لكن الفريق قال إنه لا توجد أدلة كافية لتحديد الأنواع أو لتحديد مكان انتشار الفيروس من الحيوانات لأول مرة.

وأكد الفريق وجود تلوث واسع النطاق بسارس-كوف-2 في سوق هونان بووهان، لكنه لم يتمكن من تحديد مصدر هذا التلوث.

منظمة الصحة: كل الفرضيات مطروحة

وشدد د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، على أن هذا التقرير هو بداية مهمة للغاية، ولكنه ليس النهاية: "اسمحوا لي أن أقول بوضوح إنه فيما يتعلق بمنظمة الصحة العالمية فإن جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة".

وبحسب المسؤول الأممي، يستغرق العثور على أصل الفيروس وقتا، ولا يمكن لرحلة بحثية واحدة تقديم جميع الإجابات. "من الواضح أننا بحاجة إلى المزيد من البحث في مجالات عديدة، مما يستلزم المزيد من الزيارات الميدانية".

وشدد على الحاجة للمزيد من الدراسات: "لم نعثر على مصدر الفيروس بعد ويجب أن نستمر في اتباع العلم وألا ندخر وسعا".

استبعاد نظرية المعمل

وفي يتعلق بنظرية هروب الفيروس من معمل، فقد نظر الفريق في إمكانية تسرب الفيروس من مختبر. إلا أن مدير عام منظمة الصحة العالمية أشار إلى عدم اعتقاده بأن هذا التقييم كان شاملا بما يكفي، وستكون هناك حاجة للمزيد من البيانات والدراسات للوصول إلى استنتاجات أكثر قوة.

وقال: "على الرغم من أن الفريق قد خلص إلى أن التسرّب من المختبر هو الفرضية الأقل احتمالا، إلا أن هذا يتطلب مزيدا من التحقيق، مع احتمال وجود بعثات إضافية تشمل خبراء متخصصين، وأنا على استعداد لنشرها".

صعوبة في الحصول على بيانات أولية

وحدات العناية المركزة تقدم الإسعاف لأحد المرضى بكوفيد-19 في ووهان بالصين (نيسان/ابريل 2020).
Yun Liu
وحدات العناية المركزة تقدم الإسعاف لأحد المرضى بكوفيد-19 في ووهان بالصين (نيسان/ابريل 2020). by Yun Liu

وأشار مدير عام منظمة الصحة العالمية إلى مواجهة الفريق صعوبات في الحصول على البيانات الخام. وقال: "يقدم التقرير مراجعة شاملة للبيانات المتاحة، مما يشير إلى انتقال غير معروف في كانون الأول/ديسمبر 2019، وربما قبل ذلك. يفيد الفريق بأن الحالة الأولى المكتشفة ظهرت أعراضها في 8 كانون الأول/ديسمبر 2019. ولكن لفهم الحالات المبكرة، سيستفيد العلماء من الوصول الكامل للبيانات بما في ذلك العيّنات البيولوجية منذ أيلول/سبتمبر 2019 على الأقل".

وأشار د. بيتر بن أمبارك، عضو الفريق، إلى أن الوصول لجميع المعطيات الأولية لم يكن كافيا، وقد وضع الفريق هذا الأمر كتوصية للدراسات المستقبلية، في المرحلة الثانية من الدراسات.

ورحب د. تيدروس بالتوصيات لإجراء مزيد من الدراسات لفهم الحالات البشرية المبكرة المصابة بمرض كـوفيد-19، والحالات المجتمعية، لتتبع الحيوانات المباعة في أسواق ووهان وغيرها، ولفهم مجموعة الحيوانات الحاضنة والوسطاء المحتملين بشكل أفضل.

ويتألف الفريق من علماء من جميع أنحاء العالم: أستراليا، الصين، الدنمارك، ألمانيا، اليابان، كينيا، هولندا، قطر، روسيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وفييت نام.