منظور عالمي قصص إنسانية

كوفيد-19: مرفق كوفاكس يصل إلى 20 دولة وعشرات الدول بانتظار دورها الأسبوع القادم

جمهورية مولدوفا هي أول دولة أوروبية تحصل على لقاحات عبر مرفق كوفاكس.
© UNICEF Moldova
جمهورية مولدوفا هي أول دولة أوروبية تحصل على لقاحات عبر مرفق كوفاكس.

كوفيد-19: مرفق كوفاكس يصل إلى 20 دولة وعشرات الدول بانتظار دورها الأسبوع القادم

الصحة

بلغ إجمالي عدد اللقاحات التي تم توزيعها عبر مرفق كوفاكس 20 مليون جرعة وصلت إلى 20 دولة. وفي الأسبوع المقبل، من المقرر إرسال 14.4 مليون جرعة إلى 31 دولة أخرى.

وقال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إننا نشهد أسبوعا تاريخيا، بدأ بإيصال الأمصال ضد كـوفيد-19 إلى غانا وكوت ديفوار، والآن يجري التوزيع على قدم وساق في بلدان أخرى.

لكنّه أضاف أنه على الرغم من "هذا التقدّم المشجّع"، إلا أن عدد الجرعات التي يجري توزيعها عبر مرفق كوفاكس (المعني بالإتاحة العادلة للقاحات) لا تزال قليلة.

وقال: "أول دفعة تغطي بين 2% و3% من سكان الدول التي تحصل على لقاحات كوفيد-19 عبر كوفاكس، يأتي ذلك مع تحقيق الدول الأخرى تقدّما باتجاه تطعيم جميع سكانها في غضون الأشهر المقبلة".

وشدد مدير عام منظمة الصحة العالمية على أن إحدى الأولويات الرئيسية الآن تتمثل في زيادة طموح كوفاكس لمساعدة جميع البلدان على إنهاء جائحة كوفيد-19. "وهذا يعني اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة الإنتاج".

معوّقات عديدة

وأشار المسؤول الأممي إلى وجود عدّة عقبات أمام زيادة سرعة وحجم الإنتاج، من بينها حظر التصدير ونقص المواد الخام بما في ذلك الزجاج والبلاستيك والسدادات.

وأوضح د. تيدروس أنه من أجل تجاوز العقبات، تعمل منظمة الصحة العالمية على عدّة نُهج، من بينها ربط الشركات التي تنتج لقاحات كوفيد-19 بشركات أخرى لديها القدرات المطلوبة، بهدف تسريع الإنتاج وزيادة الجرعات.

أحد العاملين الصحيين هو ثاني شخص في أنغولا يحصل على لقاح كوفيد-19.
© UNICEF/COVAX/Carlos César
أحد العاملين الصحيين هو ثاني شخص في أنغولا يحصل على لقاح كوفيد-19., by © UNICEF/COVAX/Carlos César

وقال د. تيدروس: "يمكن لمنظمة الصحة العالمية دعم هذه العملية من خلال تحديد الثغرات وتوفير خدمة ’التوفيق‘ بين منتجي لقاح كوفيد-19 والشركات ذات القدرات".

وأضاف أن المنظمة تعمل أيضا على تشجيع نقل التكنولوجيا الثنائية من خلال الترخيص الطوعي من شركة تمتلك براءات اختراع لقاحات كوفيد-19 إلى شركة أخرى يمكنها إنتاج اللقاح.

وأشار إلى أن بإمكان العديد من البلدان التي لديها القدرة على تصنيع اللقاحات أن تبدأ في إنتاج اللقاحات الخاصة بها من خلال التنازل عن حقوق الملكية الفكرية ومنح التراخيص المطلوبة.

المتغيّرات الجديدة تهدد بعض الدول

وفي ردّ على أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بوجود متغيّرات جديدة تهدد بارتفاع عدد الإصابات، مثل الوضع في البرازيل الآن ودول أخرى، قالت د. ماريا فان كيرخوف، رئيسة الفريق التقني المعني بكوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية، إنه مع بدء تخفيف الإجراءات في بعض الدول ، يُلاحظ أن الأشخاص الذين يبدأون بالخروج والعودة للعمل هم الأصغر سنا، وهم الآن من ترتفع في صفوفهم الحالات.

وقالت: "نرى في البرازيل ودول أخرى ارتفاعا في عدد الحالات، هناك متغيّرات مختلفة تنتشر، المتغيّرات الثلاثة التي نتتبعها هي B117 وB1351 وP1.. هذه المتغيّرات مرتبطة بزيادة العدوى وارتفاع عدد الإصابات".

وتابعت تقول إن أفضل ما يمكن فعله مع هذه المتغيّرات الجديدة للفيروس هو التمسك بإجراءات الصحة العامة والإجراءات الاجتماعية التي أثبتت فعاليتها.

لا يمكن الاسترخاء الآن

من جانبه، حث د. مايكل راين، مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، على توخي الحذر: "وصول اللقاحات ولـّد لحظة أمل كبيرة، ولكنّها أيضا لحظة قد نفقد فيها التركيز. إذا اعتقدتُ أنني سأحصل على اللقاح في الأسابيع المقبلة أو الشهرين المقبلين، فقد أتخلى عن الحذر. لا نريد للناس أن يبدأوا بالتفكير بهذه الطريقة، لأننا نعطي الفيروس الفرصة للانتشار. رأينا ذلك في أوروبا في فترة الأعياد، تغيّرات صغيرة في سلوك عدد كبير من الناس يمكن أن تقود إلى تغيّرات كبيرة في هذا الفيروس".

ودعا الأفراد إلى تكييف سلوكهم بطريقة حذرة ومنهجية، "علينا أن نكون حذرين عند الخروج من تدابير الصحة العامة والإجراءات الاجتماعية، مهما كانت صعبة".

يتم تصنيع لقاح أسترازينيكا-أكسفورد في الهند.
© UNICEF/Dhiraj Singh
يتم تصنيع لقاح أسترازينيكا-أكسفورد في الهند., by © UNICEF/Dhiraj Singh

مصدر فيروس كورونا

وردّا على أسئلة الصحفيين فيما يتعلق بتاريخ إصدار تقرير الخبراء المستقلين الذين توجهوا للصين في زيارة استمرت أربعة أسابيع لمعرفة منشأ فيروس كورونا، قال الخبير المستقل د. بيتر بن أمبارك إن تاريخ إصدار التقرير لم يتحدد بعد، ولكنه سيكون في أسبوع 14-15 آذار/مارس.

وأوضح د. مايكل راين أن معرفة منشأ أي فيروس أو مرض أمر ليس بالسهل: "قلنا ذلك مرارا وتكرارا في الماضي، فيما يتعلق بتفشي أمراض سابقة، إن الأمر صعب - وأحيانا يستغرق سنوات إن لم يكن عقودا - لفهم منشأ أي مرض. أشير إلى (فيروس) إيبولا الذي لا نفهم بالكامل مصدره، ولا نفهم كيف وصل إلى البشر".

من جهة أخرى، أكد د. تيدروس أن معرفة ما حدث بالضبط هو أساس الصحة العامة، كي لا يتكرر التفشي.

وقال: "أهم شيء هو الشفافية. ما أريد تأكيده هو أنني بانتظار التقرير مثلكم، وليس لديّ طريق للاطلاع عليه الآن، فهم خبراء مستقلون.. كل ما حدث خلال زيارتهم سيتم تقديمه بطريقة شفافة، ولذلك أؤكد على الشفافية فيما يتعلق بما حدث وما هي المكاسب والتحديات وأين سنذهب من هنا".