منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف تطلق حملة "التغذية الآن" لحشد العمل لتغذية الأطفال في منطقة الساحل

طفل يساعد في تحضير الإفطار لوالدته في النيجر.
© UNICEF/Juan Haro
طفل يساعد في تحضير الإفطار لوالدته في النيجر.

اليونيسف تطلق حملة "التغذية الآن" لحشد العمل لتغذية الأطفال في منطقة الساحل

الصحة

نظرا لأن سوء التغذية يؤثر على ملايين الأطفال في منطقة الساحل الأفريقية، تدعو منظمة الأمم المتحدة المعنية بالطفولة إلى الدمج بشكل عاجل بين إجراءات الطوارئ والتنمية لمعالجة سوء تغذية الأطفال بطريقة مستدامة.

وبحسب بيان صادر اليوم عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، يواجه الأطفال الذين يولدون في منطقة الساحل اليوم عقبات متعددة للبقاء على قيد الحياة وتحقيق أقصى إمكاناتهم، لا سيما خلال السنوات الأولى من حياتهم.

وتشمل تلك العقبات: التغذية غير الكافية، ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة والمياه الصالحة للشرب، وسوء الصرف الصحي.

أرقام مقلقة

ويورد بيان اليونيسف حقائق واضحة تتحدث عن نفسها.

فمنطقة الساحل هي الآن موطن لأكثر من 60 في المائة من الأطفال الذين يعانون من الهزال في غرب ووسط أفريقيا، وقد يرتفع عدد الأطفال المتضررين من 8.1 مليون في أوائل عام 2020 إلى 9.7 مليون بحلول نهاية عام 2020 بما في ذلك 3 ملايين طفل متضررين بدرجة شديدة.

وتشير اليونيسف إلى أن سوء التغذية هو أكبر سبب لوفاة الأطفال دون سن الخامسة. "الهزال هو قمة جبل الجليد" والهزال الذي يهدد الحياة يصبح أعلى في سياق يعاني فيه واحد من كل ثلاثة أطفال من التقزم.

وتسلط هذه الأرقام المقلقة الضوء على حجم تحديات التغذية الناتجة عن تفشي الفقر، وضعف النظم الصحية، والاضطرابات الاجتماعية، والنزاعات الأهلية والمسلحة، والآثار السلبية لتغير المناخ. وتقول اليونيسف إن "تدابير التخفيف من كوفيد-19 والأزمة الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة أدت إلى تفاقم سوء تغذية الأطفال".

دعوة إلى العمل

في منطقة الساحل، دمرت العديد من موجات الجفاف في عام 2017 محاصيل المزارعين والماشية. في الصورة: مزارع في السنغال يروي الزرع.
UN Photo/Carl Purcell
في منطقة الساحل، دمرت العديد من موجات الجفاف في عام 2017 محاصيل المزارعين والماشية. في الصورة: مزارع في السنغال يروي الزرع.

وتعد حملة "التغذية الآن" التي أطلقتها اليونيسف بمثابة تنبيه ودعوة إلى العمل، حيث يتدهور الوضع في منطقة الساحل بسرعة كبيرة.

وفي هذا السياق دعت المنظمة الأممية المعنية بالطفولة إلى الاستجابة لحالات الطوارئ التغذوية، مع توسيع نطاق الحلول المستدامة التي ستحمي الأطفال من الإصابة بسوء التغذية في المقام الأول.

تسلط حملة "التغذية الآن" الضوء على التدابير الرئيسية لكسر حواجز الانعزال وجسر الحلول الطارئة وطويلة الأجل-- اليونيسف

وقالت اليونيسف "إنه تحد كبير، لكن يمكننا التغلب عليه إذا تحركنا الآن".

وأوضحت ماري بيير بويرير، المديرة الإقليمية لليونيسف في غرب ووسط أفريقيا أنه:

"حان الوقت للعمل الآن، ليس فقط لإنقاذ حياة الأطفال على الفور، ولكن لمنع العواقب الوخيمة طويلة المدى على الأطفال ومنحهم مستقبلًا أفضل".

وأضافت أن "جائحة كوفيد-19 ولدت تحديات إضافية وتحثنا على إعادة التفكير والابتكار لتقديم الخدمات للسكان المعرضين للخطر، وخاصة الأطفال".

رسائل الحملة

يعاني مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في بوركينا فاسو من انعدام الأمن الغذائي.
UNOCHA/Otto Bakano
يعاني مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في بوركينا فاسو من انعدام الأمن الغذائي.

وتسلط حملة "التغذية الآن" الضوء على التدابير الرئيسية لكسر حواجز الانعزال وجسر الحلول الطارئة وطويلة الأجل، بما ذلك الاستثمار في تغذية الأمهات والمراهقين والأطفال من خلال دعم وتعزيز الرضاعة الطبيعية، والحصول على الخدمات الأساسية والأنظمة الغذائية الصحية لمنع سوء التغذية.

وتدعو الحملة أيضا إلى دعم النهج المبتكرة وتوسيع نطاق الخدمات للكشف المبكر عن الأطفال الصغار المصابين بسوء التغذية وعلاجه؛ وتوسيع الحماية الاجتماعية لتسهيل الوصول إلى النظم الغذائية والخدمات الأساسية لأكثر الفئات ضعفاً؛ وتمكين المجتمعات وتعزيز مشاركتها لبناء القدرة على الصمود.

وتشدد اليونيسف على أن "التغذية تؤثر على كل شيء"، بما في ذلك قدرة الطفل على محاربة العدوى والتعافي من الأمراض.

وفي هذا الصدد، تؤكد المنظمة الأممية على أنه قد "حان الوقت للعمل الآن، للابتكار وسد الفجوة بين التدخلات الطارئة والتنموية، والعمل مع المجتمعات في منطقة الساحل لتهيئة الظروف التي تحمي العائلات والأطفال وتحسن قدرتهم على الصمود".