منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يشدد على ضرورة المصالحة بعد 25 عاما على الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا

أب يزور قبر ابنه في فيتز، البوسنة والهرسك.
UN Photo/John Isaac
أب يزور قبر ابنه في فيتز، البوسنة والهرسك.

الأمين العام يشدد على ضرورة المصالحة بعد 25 عاما على الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا

حقوق الإنسان

بعد 25 سنة على الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا، لا يزال السلام في البوسنة والهرسك هشا، مما يؤكد على ضرورة المصالحة الحقيقية في المنطقة.

هذا بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة بالفيديو، اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى السنوية لأسوأ جريمة وقعت في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتكريما لذكرى آلاف الرجال والفتيان المسلمين الذين قتلوا بوحشية في مذبحة تموز/يوليو 1995 خلال حروب البلقان، تعهد أنطونيو غوتيريش بألا ينساهم العالم أبدا.

وأضاف غوتيريش: "قبل ربع قرن، خذلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي شعب سريبرينيتشا. وكما قال الأمين العام السابق كوفي عنان، فإن هذا الفشل "سيبقى هاجسا يقض مضجع تاريخنا إلى الأبد"."

وأكد الأمين العام أن "مواجهة هذا الماضي خطوة حيوية نحو إعادة بناء الثقة".

مواجهة الكراهية وعدم الثقة والخوف

صبي يلقي برأسه على كتف امرأة في مخيم للنازحين من سريبرينيتشا، في مطار توزلا في البوسنة والهرسك، 1995.
UNICEF/Roger LeMoyne
صبي يلقي برأسه على كتف امرأة في مخيم للنازحين من سريبرينيتشا، في مطار توزلا في البوسنة والهرسك، 1995.

وقال الأمين العام إن المصالحة يجب أن تُعزز من خلال التعاطف والتفاهم المتبادلين. وهذا يعني أيضاً رفض إنكار الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، فضلاً عن الجهود المبذولة لتمجيد مجرمي الحرب المدانين.

ودعا الأمين العام الناس في المنطقة وخارجها إلى التصدي لخطاب الكراهية والخطاب المثير للانقسام وروايات عدم الثقة والخوف.

وقال "في هذه الذكرى الكئيبة، يتم تذكيرنا بأن السلام في البوسنة والهرسك لا يزال هشا".

"لا يمكننا أن نتوقف عن العمل من أجل مصالحة حقيقية. نحن مدينون بذلك لضحايا الإبادة الجماعية في سربرينيتشا، والناجين، وشعب البوسنة والهرسك، وجميع البشرية".

تكريم الضحايا

في عام 1995، جندي يقرأ أسماء الجنود الذين تم التأكد من أنهم ناجون أو هاربون من مدينة سريبرينيتسا التي سقطت.
UNICEF/NYHQ1995-0553/LeMoyne
في عام 1995، جندي يقرأ أسماء الجنود الذين تم التأكد من أنهم ناجون أو هاربون من مدينة سريبرينيتسا التي سقطت.

وقد ردد خبراء حقوق الإنسان المستقلون التابعون للأمم المتحدة* رسالة الأمين العام.

وحثوا الحكومات على تكريم ضحايا الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا من خلال بناء مجتمعات سلمية وشاملة وعادلة لمنع تكرار مثل هذه الفظائع مرة أخرى.

وقال الخبراء في بيان إن الإبادة الجماعية ليست تلقائية. إنها تتويج للتعصب والتمييز والعنف دون منازع ودون قيود. إنها نتيجة للكراهية التي تمت الموافقة عليها، والتي يتم تعزيزها في البيئات المتساهلة حيث ينشر الأفراد الخوف أولاً، ثم الكراهية لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية، مما يؤدي إلى كسر أركان الثقة والتسامح بين المجتمعات وينتج عنها دمار الجميع".

إن ذكرى الإبادة الجماعية في سريبرينيتشا هي أيضًا فرصة لتذكر المجتمعات الأخرى التي تعرضت لفظائع جماعية على أساس هويتهم، بحسب الخبراء الذين دعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة "لصد فيروس الكراهية والتمييز"، بما في ذلك عبر الإنترنت.

=-=-

*يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.