منظور عالمي قصص إنسانية

مئات اليمنيين يؤكدون في مشاورات افتراضية أن "اليمن يعاني من فيروسين، هما الحرب وكورونا"

مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف اليوم الأربعاء بشأن مشاورات جنيف بين الحكومة وجماعة أنصار الله
UN Geneva/Violaine Martin
مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف اليوم الأربعاء بشأن مشاورات جنيف بين الحكومة وجماعة أنصار الله

مئات اليمنيين يؤكدون في مشاورات افتراضية أن "اليمن يعاني من فيروسين، هما الحرب وكورونا"

السلم والأمن

أعرب أكثر من 500 يمني ويمنية عن قلق بالغ إزاء تفشي جائحة كوفيد-19 في بلدهم، وربطوا ضعف قدرة اليمن على الاستجابة للجائحة باستمرار الحرب. جاء ذلك خلال مناقشة افتراضية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيثس.

وقد استمرت المشاورات الافتراضية واسعة النطاق على مدار يومين (8 و9 حزيران/يونيو) بحث خلالها المبعوث الخاص لليمن، مارتن غريفيثس، مع الشباب والشابات فرص وتحديات السلام وجهود الأمم المتحدة المستمرة للتوسط بين طرفي النزاع والتوصل إلى سلام شامل ومستدام.

ورغم قيود المشاورات الرقمية من حيث القدرة على الوصول إلى المشاركين ومدى تمثيل اليمنيين ككل، قال غريفيثس إن هذه المشاورة الرقمية خطوة مهمة للتواصل مع اليمنيين خارج الدوائر المعتادة. وأضاف: "سيستمر مكتبي في توسيع تواصلنا مع اليمنيين سواء من خلال استخدام التكنولوجيا كما فعلنا في اليومين السابقين، أو باستخدام طرق أكثر تقليدية في التواصل، لتطوير مقترحاتنا واستراتيجيات الوساطة التي نتبناها من أجل السلام الدائم في اليمن".

آراء المشاركين حول مختلف القضايا

وخلال المشاورات، أعرب المشاركون عن آرائهم حول قضايا متنوعة تهمّ بلدهم ومستقبلهم. وبحسب مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن، فقد أعربت الغالبية العظمى منهم عن قلق بالغ إزاء انتشار جائحة كـوفيد-19، رابطين ضعف قدرة اليمن على الاستجابة للجائحة باستمرار الحرب.

واتفق 95% من المشاركين على أن وقف إطلاق النار على مستوى البلاد هو أمر ضروري من أجل الاستجابة الفعّالة لتفشي فيروس كورونا في البلاد، ووصف الكثير من المشاركين الوضع بالكارثي، في حين عبّر آخرون عن قلق وتخوّف.

واتفق 62٪ من المشاركين على أن أثر تفشي المرض مماثل لأثر الحرب على حياة اليمنيين وأن "اليمن يعاني من فيروسين، هما الحرب وكورونا".

دعم واسع لاستئناف عملية السلام

وخلال ثلاث ساعات من المناقشات الحيّة على مدار يومي المشاورات، عبّر المشاركون عن آرائهم بشأن وقف إطلاق النار المرتقب على مستوى البلاد، ومستقبل عملية السلام السياسية، وعدّة إجراءات إنسانية واقتصادية أساسية لازمة لتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن وتحسين استجابة البلاد لتفشي جائحة كوفيد-19.

Tweet URL

وكشفت المشاورات عن دعم واسع لاستئناف محادثات السلام للوصول إلى نهاية شاملة للحرب في اليمن، حيث وافق 85٪ من المشاركين على أن استئناف محادثات السلام مهم وعاجل، وأشار معظم المشاركين إلى أهمية التسوية السلمية للنزاعات وتبني حوار يشمل الجميع لتحقيق الاستقرار وبدء الإعمار والتنمية.

وجاءت قضية دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية على رأس أولويات مشاركي المشاورات، حيث وافق 99٪ من المشاركين على أنه أمر مهم وعاجل، وهو أعلى مستوى للإجماع تم الوصول إليه أثناء المشاورة الرقمية.

وصنّف 76٪ من المشاركين قضية الرواتب على رأس مجموعة الإجراءات الإنسانية والاقتصادية المقترحة لتخفيف المعاناة في اليمن.

المشاورات الأولى من نوعها

من جانبه أعرب السيّد غريفيثس عن امتنانه للمشاركين ولصراحتهم ودفاعهم عن احتياجات وأولويات مجتمعاتهم. وقال: "أنا أيضا ممتن للمنظمات العديدة التي دعمت تلك المبادرة من خلال التواصل مع شبكاتها لتحديد المشاركين."

وكان مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن قد تعاون مع عشرات المنظمات غير الحكومية الدولية واليمنية لتحديد المشاركين في المشاورات الافتراضية من الأحزاب السياسية، والمجموعات النسوية والشبابية، والإعلام، ومنظمات المجتمع المدني.

يُذكر أن مشاورات الثامن والتاسع من حزيران/يونيو 2020 هي الأولى من نوعها أثناء عملية وساطة نشطة للأمم المتحدة التي يتم فيها استخدام التكنولوجيا لإجراء مناقشات حية وتفاعلية عبر الإنترنت مع إتاحة خيار الاقتراع لاستطلاع آراء المشاركين.

ويشير مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إلى أن معظم المشاركين هم أعضاء في منظمات المجتمع المدني، 60% من المشاركين تحت سن 41، و57٪ منهم يعيشون داخل اليمن، وجاءت نسبة تمثيل المرأة بين 30-35٪ من إجمالي المشاركين.

في عدن، أطفال نازحون من مدينة تعز باليمن بسبب الصراع.
UNICEF/أحمد عبد الحليم
في عدن، أطفال نازحون من مدينة تعز باليمن بسبب الصراع.