منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الفاو: تحقيق مكاسب كبيرة ضد الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا لكن المعركة ضد الآفة المدمرة "لم تنتهِ بعد"

موجة من الجراد الصحراوي تشكل أسرابًا في أجزاء من جنوب السودان.
WFP/Peter Louis
موجة من الجراد الصحراوي تشكل أسرابًا في أجزاء من جنوب السودان.

منظمة الفاو: تحقيق مكاسب كبيرة ضد الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا لكن المعركة ضد الآفة المدمرة "لم تنتهِ بعد"

المساعدات الإنسانية

على الرغم من جائحة كوفيد-19 والتحديات الأخرى، أشارت منظمة الفاو، يوم الاثنين إلى تحقيق مكاسب كبيرة ضد زحف الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا واليمن، حيث تم إنقاذ ما يقدر بنحو 720 ألف طن من الحبوب من أسراب الآفات المهاجرة عبر 10 دول، وهو ما يكفي لإطعام خمسة ملايين شخص.

ولكن برغم ما تحقق، شدد تشو دونغ يو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة على أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات لتفادي أزمة الأمن الغذائي حيث أن موسم الأمطار المستمر، الذي يفيد المزارعين والرعاة، يوفر أيضا ظروفا مواتية لتكاثر الجراد. وأضاف:

"لقد كانت مكاسبنا كبيرة، ولكن المعركة طويلة ولم تنته بعد. المزيد من الناس معرضون لخطر فقدان سبل عيشهم وتفاقم الأمن الغذائي في الأشهر المقبلة."

حماية المحاصيل وسبل العيش

وقد أصدرت منظمة الأغذية والزراعة تقريرها الأول عن حملة مكافحة الجراد التي بدأت في كانون الثاني/يناير وتغطي الآن 10 دول هي: جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان والسودان وأوغندا وتنزانيا واليمن.

Tweet URL

وقد تم إطلاق الحملة لحماية المحاصيل وسبل العيش من واحدة من أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم، إذ إن سربا واحدا من الجراد الصحراوي، الذي يمكن أن يضم نحو 150 مليون حشرة لكل كيلومتر مربع، قادر على القضاء، وفي يوم واحد فقط، على غذاء يكفي 35 ألف شخص.

ومن خلال دعم المنظمة، تم التحكم في أكثر من 365 ألف هكتار وتم تجنيب 350 ألف أسرة رعوية إضافية من مخاطر هذه الآفة.

وفي وقت أصبحت مساحات الأراضي المعالجة الآن خالية من الجراد، حذرت الوكالة الأممية من أن موجة ثانية من الجراد ستصل إلى مرحلة النضج في تموز/ يونيو، في وقت حرج يستعد فيه العديد من المزارعين لجني محاصيلهم.

موجة ثانية من الجراد، وانعدام الأمن الغذائي يلوح في الأفق

وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن الطفرة في أعداد الجراد "مقلقة بشكل خاص" في السياق الأوسع، حيث تشير التوقعات قبل أزمة كوفيد-19، إلى أن أكثر من 25 مليون شخص في منطقة شرق أفريقيا سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد في النصف الأخير من العام. وقد تأثر بالفعل 17 مليون شخص إضافي في اليمن.

وقال السيد تشو دونغ يو:

"يمكننا ويجب علينا حماية الأشخاص الضعفاء من تأثير الأزمات المتعددة: النزاعات، والتطرف المناخي، والجراد الصحراوي وكوفيد-19، التي تهدد بإحداث مزيد من التدهور الكبير في أمنهم الغذائي."

وللقيام بذلك، قال السيد تشو إننا بحاجة إلى تكثيف جهودنا بشكل أكبر والتركيز ليس فقط على التحكم ولكن على دعم سبل عيش المزارعين والرعاة حتى يتمكنوا من تجاوز ذلك.

تكثيف الجهود

وقد تمكنت منظمة الفاو من جمع 130 مليون دولار، من خلال نداء أطلقته في كانون الثاني/يناير. وبينما تركز التمويل، إلى حد كبير، على أنشطة مكافحة الجراد، قالت المنظمة إن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم لسبل العيش.

وتعمل الحكومات مع الوكالة الأممية على تصميم عمليات المراقبة وتنفيذها. كما قامت الفاو بتوفير المبيدات الحشرية والمبيدات الحيوية والمعدات والطائرات والتدريب.

وبالنظر إلى الظروف المواتية لتكاثر الجراد، دعت الوكالة الأممية إلى بذل جهود متواصلة، مشيرة إلى إطلاق نداء معدل في الأسابيع المقبلة. وسيطلب النداء موارد إضافية لإيران وباكستان، اللتين تواجهان أيضا غزو الجراد، ولزيادة الجهود في منطقة الساحل، التي قد تتأثر.