منظور عالمي قصص إنسانية

أزمة الجراد في شرق أفريقيا: سباق مع الزمن للقضاء على آفة الجراد التي لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث

سرب من الجراد الصحرواي منتشر قرب مزرعة.
© FAO/Giampiero Diana
سرب من الجراد الصحرواي منتشر قرب مزرعة.

أزمة الجراد في شرق أفريقيا: سباق مع الزمن للقضاء على آفة الجراد التي لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث

المساعدات الإنسانية

تعاني منطقة شرق أفريقيا من الصدمات المرتبطة بالمناخ والنزاعات، حيث يعاني الملايين من الناس بالفعل من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد. والآن يواجهون تهديدا رئيسيا آخر يتمثل في الجراد الصحراوي.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر اليوم الثلاثاء عن تشو دونغ يو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)؛ مارك لوكوك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ؛ وديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي.

وذكر البيان أن طفرة الجراد التي تؤثر على شرق أفريقيا هي تذكير مذهل بمدى ضعف هذه المنطقة. فبرغم قدم هذه الآفة، إلا أن حجمها اليوم لم يسبق له مثيل في العصر الحديث.

وذكرت منظمة الفاو أنها دعت، في 20 شباط/يناير، إلى تخصيص 76 مليون دولار للمساعدة في مكافحة هذه الآفة. لكن عملية الحصول على الموارد اللازمة للسيطرة على تفشي المرض كانت بطيئة للغاية. فمنذ أن أطلقت المنظمة مناشدتها الأولى لمساعدة ثلاثة بلدان متضررة في ذلك الوقت، تحركت أسراب الجراد بسرعة عبر مسافات شاسعة، حيث شوهدت أسراب في جيبوتي وإريتريا وجنوب السودان وأوغندا وتنزانيا. 

حاجة عاجلة إلى 138 مليون دولار

وبينما يواصل الجراد غزوه في جميع أنحاء شرق أفريقيا، وتظهر المزيد من التفاصيل حول حجم الاحتياجات في المناطق المصابة، تضاعفت تكلفة العمل بالفعل، لتصل إلى 138 مليون دولار. وأشارت منظمة الفاو إلى أنها تحتاج بشكل عاجل إلى هذه الأموال لمساعدة الحكومات في السيطرة على هذه الآفات المدمرة، وخاصة في الأشهر الأربعة المقبلة.

وسيضمن هذا التمويل، وفقا للبيان، القيام بأنشطة للسيطرة على الجراد قبل ظهور أسراب جديدة. كما ستوفر المساعدة للأشخاص الذين تتأثر محاصيلهم أو مراعيهم.

ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية للسيطرة على الجراد واحتوائه

وشدد البيان على ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية للسيطرة على الجراد واحتوائه قبل أن تتمكن الأسراب الجديدة من الفرار والقضاء على محاصيل المزارعين. في الوقت نفسه، تحتاج المنظمة إلى مزيد من الموارد للبدء فورا في تعزيز مرونة المجتمعات المتضررة حتى تتمكن من الصمود بشكل أفضل.

وأشار بيان المنظمات الأممية الثلاث إلى أن التصرف الآن لتجنب أزمة الغذاء هو نهج أكثر إنسانية وفعالية من حيث تكلفة الاستجابة لآثار الكارثة.

وفيما رحبت بالاستجابة من العديد من المانحين الدوليين، أشارت المنظمات الثلاث إلى استلام 33 مليون دولار أو التعهد بها حتى الآن. لكنها قالت إن فجوات التمويل واضحة، والاحتياجات تنمو بسرعة كبيرة.

وقد قدّر برنامج الأغذية العالمي أن تكلفة الاستجابة لتأثير الجراد على الأمن الغذائي وحده تزيد 15 مرة على الأقل عن تكلفة منع انتشار الآفة الآن."