منظور عالمي قصص إنسانية

العراق: "بصيص أمل" ينتظر نازحي كركوك مع إطلاق مشروع لإعادة تدوير الأنقاض وإعادة إعمار البيوت

وكالات الأمم المتحدة يعربون عن قلقهم على حياة 100 مليون شخص يعيشون في مناطق الحروب وغيرها من المواقع التي تعتمد على المساعدات الإنسانية
UNOCHA/Iason Athanasiadis
وكالات الأمم المتحدة يعربون عن قلقهم على حياة 100 مليون شخص يعيشون في مناطق الحروب وغيرها من المواقع التي تعتمد على المساعدات الإنسانية

العراق: "بصيص أمل" ينتظر نازحي كركوك مع إطلاق مشروع لإعادة تدوير الأنقاض وإعادة إعمار البيوت

المهاجرون واللاجئون

محافظة كركوك العراقية على موعد مع مشروع جديد ينطلق هذا الشهر، ويستمر لمدة عام، بهدف إزالة أنقاض المنازل التي دمرتها الحرب خلال سنوات من الصراع مع داعش. ويعتمد المشروع على خدمة البيئة والنازحين في آن واحد، وذلك عبر إعادة تدوير الركام وإعادة إعمار البيوت في نفس الوقت.

وولد المشروع بتكاتف جهود برنامج الأمم المتحدة للبيئة (اليونيب) والمنظمة الدولية للهجرة، وبدعم من حكومة اليابان، ويهدف إلى إعادة تدوير أنقاض أكثر من 10 آلاف منزل دمرتها الحرب في محافظة كركوك، ومساعدة النازحين، أكثر المجتمعات ضعفا لاسيّما في خضم جهود التصدي لجائحة كوفيد-19، على العودة إلى ديارهم.  

وقال الدكتور جاسم حمادي، وكيل وزارة الصحة والبيئة في العراق، إن تأثير الجائحة يتفاقم خاصة مع الظروف التي يعيش فيها النازحون، وأضاف أنهم "يعيشون في أماكن مكتظة، سواء في المخيمات الرسمية أو المواقع غير الرسمية، إضافة إلى صعوبة حصولهم على الخدمات الأساسية، وعلى وجه الخصوص الرعاية الصحية، كل ذلك يجعلهم عرضة بشدة لانتشار الفيروس."

8 إلى 9 ملايين طن من الأنقاض

وتقدّر السلطات في كركوك أنه بين عامي 2014 و2017، تراكم 8 إلى 9 ملايين طن من الحطام خلال الحرب مع داعش، نحو ثلثي هذا الركام يتشكل من الخرسانة والكتل الإسمنتية والحجارة التي يمكن إعادة تدويرها، أما الثلث المتبقي فيتشكل من طوب اللبن. وبالنسبة للمنظمات والأفراد، فالتحدي الأكبر في التعامل مع هذه الأنقاض هو احتمال وجود ذخائر غير متفجرة مدفونة تحتها.

تحطيم الركام يمنح بصيص أمل ويخلق فرص عمل للشباب النازح -- مدير ناحية الملتقى

وشدد نائب محافظ كركوك للشؤون الفنية، علي حمادي، على أن وجود كميات ضخمة من الأنقاض وسط ممتلكات الناس يمثّل العقبة الرئيسية التي تحول دون عودة 80% على الأقل من النازحين.

وفي حين تعود الحياة تدريجيا إلى بعض قرى كركوك المدمرة الـبالغ عددها 135، تقدّر المنظمة الدولية للهجرة في العراق وجود 60 ألف نازح داخليا في كركوك.

وأعرب حسن نصيف، مدير ناحية الملتقى التي دُمرت قراها البالغ عددها 35 قرية، عن شعوره بالحيرة إزاء ما يجب القيام به بشأن كل هذه الأنقاض، "لأنّ التخلص العشوائي من الأنقاض في الأودية وتخريب الأراضي الزراعية سيخلق بالتأكيد مشاكل في المستقبل."

المباني المدمرة في قرية الملقا، محافظة كركوك، العراق
UNAMI
المباني المدمرة في قرية الملقا، محافظة كركوك، العراق

إعادة التدوير تخلق فرص عمل

ويسعى اليونيب إلى حل مشكلة الأنقاض من جميع جوانبها، بما في ذلك تسهيل العودة الآمنة للسكان، وتوفير فرص كسب العيش عبر أنشطة "النقد مقابل العمل" والقيام بإعادة البناء بأقل التكاليف الممكنة عبر إعادة استخدام الحطام وإدارتها بشكل أفضل من أجل البيئة.

النازحون يعيشون في مناطق مكتظة، سواء في المخيمات الرسمية أو المواقع غير الرسمية، إضافة إلى صعوبة حصولهم على الرعاية الصحية -- وكيل وزارة الصحة والبيئة

وقال نصيف: "إن تحطيم الركام هو حل بسيط ومباشر، ويمنح بصيصا من الأمل في التعامل مع التحديات الجسيمة، ومن بينها خلق الوظائف للشباب النازح، وإننا نقف على أهبة الاستعداد لدعم المبادرة ونتطلع قدما لتوسيع نطاق عمليات إعادة التدوير لتشمل ناحية الملتقى وكركوك."

ويخطط اليونيب أيضا للعمل عن كثب مع محافظة كركوك التي شكلت "لجنة معالجة الأنقاض" ووزارة البيئة لتعزيز القدرات من أجل على تطوير خطط مثلى لإدارة الأنقاض وتطبيقها. ويستفيد المشروع أيضا من دعم وتيسير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي).

يُذكر أن اليابان أعلنت مؤخرا اعتزامها تقديم حزمة من المساعدات للعراق بقيمة 41 مليون دولار، وتشمل مشروع التدوير في محافظة كركوك. وبحسب السفير الياباني للعراق، فقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها بلاده إلى العراق منذ عام 2014، 540 مليون دولار.