منظور عالمي قصص إنسانية

دعوة إلى منع التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة خلال الاستجابة لانتشار فيروس كورونا

هناء فتاة سورية تبلغ من العمر ثماني سنوات. أصيبت هناء بالشلل جراء انفجار قنبلة، تجلس على كرسيها المتحرك بالقرب من منزلها في مدينة حلب، سوريا (28 فبراير 2018)
© UNICEF/Khudr Al-Issa
هناء فتاة سورية تبلغ من العمر ثماني سنوات. أصيبت هناء بالشلل جراء انفجار قنبلة، تجلس على كرسيها المتحرك بالقرب من منزلها في مدينة حلب، سوريا (28 فبراير 2018)

دعوة إلى منع التمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة خلال الاستجابة لانتشار فيروس كورونا

الصحة

تحذيرٌ أعلنته مسؤولة أممية متخصصة في قضايا الصحة: "ما لم تقم الحكومات والمجتمعات باتخاذ إجراءات لمنعه، فإن التمييز ضد ذوي الإعاقة قد يزداد في غضون جائحة فيروس كورونا العالمية". 

جاء تحذير المسؤولة الفنية لمنظمة الصحة العالمية المعنية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، السيدة ليندسي ليي، خلال مؤتمر صحفي استضافته المنظمة على حسابها في موقع تويتر. 

وأعربت السيدة ليندسي ليي عن قلقها الشديد مما أسمته "بالحواجز الموجودة أصلا" التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، مشيرة إلى تجربتها الشخصية باعتبارها من ذوي الاحتياجات الخاصة.  

وأوضحت السيدة ليي، التي تستخدم كرسيا متحركا للتنقل، أن الوصول إلى الرعاية الصحية أمر صعب بالفعل بالنسبة لبعض ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، حتى في الدول ذات الدخل المرتفع. وتشمل هذه العوائق العقبات المادية والقوانين التمييزية والوصم المنتشر ضد هذه الفئات.

وأضافت السيدة ليندسي ليي أنه ما لم تكن الحكومات والمجتمعات حذرة، فإن مثل هذه العوائق، "يمكن أن تتفاقم في حالات الأزمات" مثل التي يواجهها العالم اليوم مع انتشار فيروس كورونا المستجد.  

الشعور "بالتخلف عن الركب"

على مستوى الكوكب، يتعايش الآن ما يقدر بمليار شخص مع شكل ما من أشكال الإعاقة (أي حوالي 15%  من سكان العالم ). ذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي تقود معركة الساعة لوقف انتشار مرض فيروس كورونا التاجي.

حتى الآن، هناك أكثر من 200 ألف حالة في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 8000 حالة وفاة.

وتوضح السيدة ليي أن الأشخاص ذوي الإعاقة يعانون من زيادة خطر الإصابة بكـوفيد-19 إذ قد يواجه بعضهم "صعوبات في تنفيذ تدابير النظافة الأساسية" التي تساعدهم على البقاء بعيدين عن تأثير الفيروس المميت. آخرون قد لا يتمكنون من ممارسة نصيحة "التباعد الاجتماعي" لأنهم ببساطة يحتاجون إلى الرعاية أو شكل آخر من أشكال الدعم.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصاب بعض ذوي الإعاقة ممن تعرضوا للفيروس "بحالة حادة من المرض"  إذ يمكن أن يؤدي الأمر إلى تفاقم الظروف الصحية التي يعانون منها أصلا، خاصة فيما يتعلق بالاستجابة المناعية أو وظائف الجهاز التنفسي.

ومع استمرار البلدان في مكافحة الوباء، قالت الخبيرة الأممية المستقلة إن طمأنة الأشخاص ذوي الإعاقة على بقائهم أحياء يمثل أولوية أيضا. 

السيدة كاتالينا ديفانداس أغيلار  التي تشغل منصب مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حذرت من أنه لم يتم القيام بما يكفي حتى الآن لتوفير التوجيه والدعم لهذه الشريحة الاجتماعية من السكان. 

وأعلنت في بيان صدر يوم الثلاثاء المنصرم أن "الأشخاص ذوي الإعاقة يشعرون بأنهم قد تُركوا خلف الركب."

هناك حاجة إلى تدابير داعمة

أرشيف: الأمين العام يلتقي المقررة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
UN Photo/Evan Schneider
أرشيف: الأمين العام يلتقي المقررة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وشددت السيدة ديفانداس على توفير ترتيبات معقولة تبقى ضرورية لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة –  أثناء تفشي المرض المرتبط بفيروس كورونا – على الحد من التعرض لخطر التلوث والاتصال. وأوضحت ديفانداس أن الشيء نفسه ينبغي أن ينطبق على أفراد أسر ذوي الإعاقة وعلى مقدمي الرعاية الذين يدعمونهم.

علاوة على ذلك، يجب السماح للأشخاص ذوي الإعاقة بالعمل من منازلهم، أو منحهم إجازة مدفوعة الأجر لضمان تأمين دخولهم.

وأضافت مقررة الأمم المتحدة أن "حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على مساعدات مالية إضافية أمر شديد الأهمية أيضا" للحد من خطر تعرضهم وأسرهم لمزيد من الضعف أو الفقر:

"العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة يعتمدون على الخدمات التي تم تعليقها وقد لا يكون لديهم ما يكفي من المال لتخزين المواد الغذائية والأدوية، أو تحمل التكاليف الإضافية لخدمات التوصيل المنزلية."

كما أعربت الخبيرة الحقوقية عن قلقها بشأن الوضع الخطير للأشخاص ذوي الإعاقة المقيمين "في مؤسسات قد تكون فيها مخاطر التلوث عالية،" بالإضافة إلى نقص "توافر الرقابة" الذي يتفاقم في حال استخدام سلطات الطوارئ لأسباب صحية.

واقترحت السيدة ديفانداس أن تكون القيود التي تفرض على حماية الصحة العامة "مصممة بشكل ضيق النطاق" وأن تكون "غير تدخلية" الطابع، حيث أن تقييد اتصال الأشخاص ذوي الإعاقة بأحبائهم قد يعرضهم إلى فقدان الحماية تجاه سوء المعاملة أو الإهمال في هذه المؤسسات.

إتاحة وصول رسائل الصحة العامة إلى الجميع

وشددت كل من السيدة ليي والسيدة ديفانداس على أنه خلال الفاشية الحالية، يجب على السلطات توفير معلومات الصحة العامة بشكل يمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول عليها، مثل استخدام لغة الإشارة، والرسومات التوضيحية، والرسائل النصية وغيرها.

وذكّرت السيدة ليي المتابعين على موقع توتير بأن الجميع بحاجة إلى اتخاذ احتياطات ضد فيروس كورونا وكوفيد-19 مشيرة إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض قد يبدون "عدوانيين بعض الشيء" مثلا في مطالبتهم الزوار بغسل أيديهم عند دخولهم منازلهم.

ومع تجنب الكثيرين للأماكن العامة الآن، أوصت أيضا بأن يضع الأشخاص ذوي الإعاقة "خططا احتياطية" في حالة إحجام مقدمي الرعاية عن العمل.

أخيرا، استشهادا بإرشادات منظمة الصحة العالمية، أضافت المسؤولة الفنية المعنية بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة أنه "يجب على الحكومات قبل كل شيء ضمان وصول المجتمعات إلى هذه الفئة من السكان، بما في ذلك في أماكن الرعاية الصحية."