منظور عالمي قصص إنسانية

مدريد: تقدم إلى الأمام، رغم عدم الوصول إلى اتفاق جماعي لرفع مستوى طموح العمل المناخي

محتجون من حملة تطاهرة أيام الجمعة للمستقبل في مؤتمر المناخ 25 بمدريد، اسبانيا.
UNFCCC
محتجون من حملة تطاهرة أيام الجمعة للمستقبل في مؤتمر المناخ 25 بمدريد، اسبانيا.

مدريد: تقدم إلى الأمام، رغم عدم الوصول إلى اتفاق جماعي لرفع مستوى طموح العمل المناخي

المناخ والبيئة

بعد مضي يومين على الاختتام الرسمي  لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس والعشرين المعني بتغير المناخ (COP25) في مدريد، انتهت أخيرا مفاوضات الدول الأطراف، صباح اليوم الأحد، بكثير من التقدم في التزامات القطاع الخاص والحكومات الوطنية والإقليمية والمحلية. مع ذلك، سادت خيبة أمل واسعة إزاء عدم التوصل إلى توافق عام في الآراء بشأن زيادة طموح العمل المناخي.


أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبَّر، في تغريدة من حسابه الرسمي على تويتر، عن "خيبة أمل" حيال مخرجات المؤتمر، لكنه رفض أن يعتبر ذلك بمثابة هزيمة. وكتب الأمين العام أنه "مصمم أكثر من أي وقت مضى على العمل لعام 2020 ليكون العام الذي تلتزم فيه جميع الدول بالقيام بما يقول لنا العلم أنه ضروري للوصول إلى حياد الكربون في عام 2050 وألا يزيد ارتفاع درجة الحرارة عن 1.5 درجة".

Tweet URL

ومع ذلك، فقد توصل المتفاوضون مع نهاية المؤتمر الرسمي، يوم الجمعة، إلى اتفاقات حول بعض القضايا المهمة حول بناء القدرات على سبيل المثال، وحول برنامج للمساواة بين الجنسين، والتكنولوجيا. غير أن المجتمعين قد أرجأوا أيضا توصلهم إلى اتفاق عام حول نقاط الخلاف والقضايا الأكثر إثارة للجدل، مثل الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ من صنع الإنسان، ومسألة تمويل قدرات التكيف مع التغير المناخي.

وكان المفاوضون المرهقون قد واصلوا اجتماعاتهم حتى مساء يوم الجمعة، بناء على طلب من الرئيس الشيلي المنسق للمؤتمر، غير أن مسودة النص النهائي التي صدرت عنهم صباح يوم السبت اعتبرت غير مقبولة، من قبل ممثلي المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، التي وصفتها بأنها خيانة للالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في اتـفاق باريس للمناخ 2015.
وفي الساعة الثالثة مساء بالتوقيت المحلي يوم السبت، عقد منظمو مؤتمر الأطراف مؤتمرا صحفيا، أوضحوا فيه أن المفاوضين ما زالوا يعملون بجد، "ليؤكدوا للعالم الخارجي أن بإمكانهم الوصول إلى توافق، وأن العمل متعدد الأطراف ممكن".

بحلول مساء يوم السبت، لم تكن هناك أي دلائل على التوصل إلى اتفاق، مما دفع الناشطة المعروفة غريتا ثونبرغ – التي كانت من بين المتحدثين البارزين في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في سبتمبر/ أيلول، إلى الإعلان عن أنه "يبدو أن مؤتمر المناخ الـ 25 في مدريد ينهار الآن." وقالت الناشطة إن "العلم واضح، لكن يجري تجاهله". 


تحسين الالتزامات المعلنة على جميع المستويات

المديرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا إسبينوزا ورئيسة مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين في مدريد، كارولينا شميدت خلال المناقشات التي استمرت لوقت متأخر من  الليل.
UNFCCC
المديرة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا إسبينوزا ورئيسة مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين في مدريد، كارولينا شميدت خلال المناقشات التي استمرت لوقت متأخر من الليل.

على الرغم من خيبة الأمل التي تم التعبير عنها في محتويات الوثيقة الختامية، صدرت كذلك عدة إعلانات خلال المؤتمر الذي دام لأسبوعين تشير إلى التقدم الذي تم تحقيقه. التزم الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، بحياد الكربون بحلول عام 2050، وأعلنت 73 دولة أنها ستقدم خطة عمل معززة بشأن المناخ (أو ما يسمى بالمساهمة الوطنية المحددة). وكان جليا أيضا أن هناك طموحا كبيرا في تحقيق اقتصاد أنظف على المستوى الإقليمي والمحلي، حيث تعمل 14 منطقة و398 مدينة و786 شركة و16 مستثمرا على تحقيق هدف وصول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر، بحلول عام 2050.

وسعت المناقشات التي عقدت خلال المؤتمر إلى توسيع استيعاب العلوم التي تفسر أزمة المناخ، والحاجة الماسة إلى الإسراع في مجابهته. وقد أعلن الميثاق العالمي للأمم المتحدة، الذي يعمل في قضايا المناخ مع القطاع الخاص، أن 177 شركة قد وافقت الآن على وضع أهداف مناخية تستند إلى العلم وتتماشى مع هدف الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية. ويمثل العدد الكبير ضعف عدد الشركات التي وقعت على تعهداتها في قمة العمل المناخي.
وقد تم الإعلان عن انعقاد مؤتمر المناخ ال 26 المقرر للعام المقبل، في مدينة غلاسكو، اسكتلندا، في كانون الأول/ديسمبر 2020، الذي وصف بأنه ينبغي أن يكون علامة فارقة مهمة في مكافحة تغير المناخ. ومن المتوقع أن تقدم البلدان في ذلك الموعد خططا مناخية وطنية مطورة، تفوق الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب اتفاق باريس لعام 2015.