منظور عالمي قصص إنسانية

قصة نجاح: بعد سنوات أمضاها ضمن صفوف الجماعات المسلحة، ماليس نجار شاب يساهم في دفع مجتمعه قدما

ماليس (اسم مستعار) كان طفلا مجندا في يامبيو بجنوب السودان
UNMISS\Denis Louro
ماليس (اسم مستعار) كان طفلا مجندا في يامبيو بجنوب السودان

قصة نجاح: بعد سنوات أمضاها ضمن صفوف الجماعات المسلحة، ماليس نجار شاب يساهم في دفع مجتمعه قدما

السلم والأمن

على الرغم من إطلاق سراح أكثر من ثلاثة آلاف طفل من الجماعات المسلحة في جنوب السودان منذ اندلاع النزاع في 2013، إلا أن معاناة آلاف الأطفال الآخرين من الاستغلال والتجنيد لا تزال أمرا واقعا حتى الآن، بحسب اليونيسف.

لكنّ ماليس (وهو اسم مستعار) كان من الشباب المحظوظين الذين لم يُقتلوا في الحرب ولم يستمروا فيها أيضا.

ماليس (26 عاما) اختطفته مجموعة مسلحة عندما كان في سن المراهقة المبكرة، ونشأ معها في منطقة برية في ولاية غرب الاستوائية بجنوب السودان. ويستذكر ماليس أيّامه في الأدغال قائلا: "عندما كنّا هناك في الأدغال، كنّا نعاني كثيرا، وعندما حل السلام على مقاطعتنا، سلّمنا أنفسنا وتلقينا التدريب".

إنقاذ آلاف المجندين من داخل الأدغال

في أوائل عام 2018، أطلق سراح هذا الشاب إلى جانب آخرين من خلال مبادرات محلية بقيادة مجموعات دينية وبالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس).

وتحدث المطران هييبورو كوسالا، رئيس أحد المجموعات الدينية، عن مواجهة المتحصنين في الأدغال أثناء إخراج أكثر من 10 آلاف شاب من الذين كانوا على أهبّة الاستعداد للقتل والمحاربة. وأضاف: "لا أريد أن أتحدث عن عدد المرات التي أهاننا فيها هؤلاء الأولاد في الأدغال، ولكن مع ذلك استمرينا".

النجارة هي مهنة ماليس ويقوم بتدريب الآخرين ليكتسبوا مهنة لكسب الرزق في جنوب السودان
UNMISS\Denis Louro
النجارة هي مهنة ماليس ويقوم بتدريب الآخرين ليكتسبوا مهنة لكسب الرزق في جنوب السودان

اكتسب لنفسه مهنة بعد تسريحه

اليوم، ماليس وبكل فخر حائز على شهادة في النجارة، بعدما أنهى برنامج التدريب المهني لمدة ستة أشهر بدعم من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان وشركائها.

كنّا هناك في الأدغال، كنّا نعاني كثيرا، وعندما حل السلام على مقاطعتنا، سلّمنا أنفسنا وتلقينا التدريب -- ماليس

وتعلم ماليس من خلال هذه الدورة، كيف تتم عمليات القياس وقطع الخشب والتركيب. وقال: "تعلمت كل هذه الأشياء هناك، الآن يمكنني أن أصنع طاولاتي الخاصة، والكراسي، كما يمكنني صنع بعض الأسرّة". يتم عرض هذه القطع للعامة، بحسب الشاب النجّار، "ثم يأتي شخص ما ويسألني عن القطعة ويفاوضني على السعر وربما يشتريها ويعطيني المال".

افتتح هذا الشاب لنفسه ورشة عمل نجارة في يامبيو، حيث مارس موهبته الجديدة في إنتاج بضاعة ضرورية للمجتمع المحلي بأسعار معقولة. كما يقوم هو نفسه بتدريب الشباب أيضا: "أنا أدربهم بما لدي من معرفة. إنهم يكتسبونها، وينتبهون لكل ما أقوله".

وأشار كريستوفر موشيري مورينغا، رئيس المكتب الميداني لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في يامبيو، إلى أن العمل مع شعب الجنوب لبناء سلام دائم هو جزء أساسي من ولاية البعثة.

وأضاف قائلا: "نريد خلق حوار بين المجتمعات بشأن المتاح لديها، وما هي فرص التنمية في المجتمعات، والتحديات التي تواجهها، وما هي التهديدات التي تعتقد أن بإمكانها التغلب عليها، ونقاط قوتها وضعفها، لكي نتمكن من دفع المجتمعات بشكل استباقي نحو بناء قدراتها على الصمود وكذلك التحرك نحو التعافي المبكر والتنمية".