منظور عالمي قصص إنسانية

مناشدة أممية لحماية الترددات المخصصة لخدمات رصد الأرض والتنبؤات الجوية

المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة دعت إلى اتخاذ إجراءات لتحسين التنبؤات والتنبيهات المتعلقة بالظروف الجوية البحرية القاسية.
UN News/Nargiz Shekinskaya
المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة دعت إلى اتخاذ إجراءات لتحسين التنبؤات والتنبيهات المتعلقة بالظروف الجوية البحرية القاسية.

مناشدة أممية لحماية الترددات المخصصة لخدمات رصد الأرض والتنبؤات الجوية

المناخ والبيئة

في ظل تنامي التنافس على نطاق الترددات – الباندويدث – ناشدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة، كل حكومات العالم "بحماية موجات الراديو المخصصة لخدمات رصد الأرض والتنبؤات الجوية ومراقبة تغير المناخ "على المدى البعيد.

جاءت مناشدة المنظمة العالمية مع تزايد القلق في الأوساط المعنية بالأرصاد الجوية من هذه المنافسة المتزايدة على نطاقات الباندويدث، لا سيما في ظل انتشار الجيل الخامس (5G) من تكنولوجيات الاتصالات المحمولة، والتي "قد تخل بالتطبيقات القائمة المتعلقة بالأقمار الصناعية لرصد الأرض، ومسابير الراديو، والطائرات، والرادارات، وغيرها من أنظمة الرصد.

وقال رئيس الفريق التوجيهي التابع للمنظمة إريك ألايكس – وهو الفريق المعنى بتنسيق موجات الراديو – إن المنظمة لا تسعى أبدا إلى عرقلة انتشار تكنولوجيات الاتصالات الجديدة مثل الجيل الخامس (5G) وإنما "ما يشغلنا هو ألا تتعدى تلك التكنولوجيات على الترددات المستخدمة في التطبيقات المنقذة للحياة مثل التنبؤ بالأحوال الجوية".

"ما يشغلنا هو ألا تتعدى تلك التكنولوجيات على الترددات المستخدمة في التطبيقات المنقذة للحياة" المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

توازن مطلوب بين المصالح التجارية والتكنولوجية وبين الرفاه والسلامة العالميين

وكان المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية – وهو الهيئة العليا لاتخاذ القرارات في المنظمة – قد أصدر في وقت سابق من هذا العام قرارا أعرب فيه عن "قلقه الشديد للتهديد المتواصل الذي تتعرض له (بسبب تطوير خدمات اتصالات الراديو الأخرى) عدةَ نطاقات تردد" مخصصة لمُعينات الأرصاد الجوية وتحديد الراديو لمواقع الاستكشاف (رادارات الطقس ورادارات الرياح).

وقالت المنظمة إن قرارات ذات تبعات كبرى على استكشاف الأرض ومراقبة البيئة وتشغيل أقمار الأرصاد الجوية ستتخذ إبّان انعقاد المؤتمر العالمي القادم (من 28 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر).

وسيقوم المؤتمر – الذي يعقد كل ثلاث إلى أربع سنوات تحت رعاية الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) – بمراجعة "لوائح الراديو" التي تنظِّم استخدام طيف ترددات الراديو (الباندويدث) ومدارات الأقمار الصناعية. وسينظر المؤتمر كذلك في إدارة موارد المدار/ الطيف النادرة.

وأضاف السيد ألايكس رئيس الفريق المعنى بتنسيق ترددات الراديو أنه "يجب تحقيق توازن بين المصالح التجارية والتكنولوجية على الأجل القصير، والرفاه والسلامة العالميين على الأجل الطويل." وقال إنه ينبغي ألا نخاطر بفقدان المكاسب العديدة التي تحققت بفضل "خدمات الإنذار بالأخطار الطبيعية" وإلا "ستزيد احتمالات ارتفاع الخسائر في الأرواح والممتلكات".

وتقول المنظمة إنه وبفضل إطلاق التحذيرات الجوية في الوقت المناسب نجح العالم في الحد من خسائر كبيرة في الأرواح على مدى العقود الماضية. وترتبط هذه الخدمات الجوية المتطورة ارتباطاً مباشراً بإدخال بيانات الاستشعار عن بُعد، القائم على تردد الراديو في أنظمة التنبؤ العددي بالطقس، مما يزيد من دقة التنبؤات على فترات زمنية أطول.

عن تقنيات الاستشعار غير الفاعلة

تستخدم العديد من الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية ما يسمى بـ"تقنيات الاستشعار غير الفاعلة" والتي تتيح جمع معلومات عن الحالة الراهنة لنظام الأرض باستغلال خصائص الامتصاص للغلاف الجوي.

وتُجرى تلك القياسات غير الفاعلة بواسطة أدوات حساسة تقوم بقياس إشعاعات "الموجات الدقيقة منخفضة الطاقة" التي تنبعث من الغلاف الجوي ومن سطح الأرض. وتكون هذه التقنيات غير الفاعلة هي الأشد تأثراً بالتداخلات الناجمة عن المستخدمين الجدد لترددات الراديو التي تصدر انبعاثات كهرومغناطيسية لأغراضها الخاصة.

وتظهر الدراسات الحالية لقطاع اتصالات الراديو بالاتحاد الدولي للاتصالات (ITU-R)  أنه "لا يمكن ضمان حماية أجهزة استشعار خدمة استكشاف الأرض بسواتل الأقمار (غير الفاعلة)، ولا سيما مجال النطاق الترددي "غير الفاعل" 24-23.6 غيغاهيرتز، إلا بعد تحقيق خفض كبير في الانبعاثات غير المرغوب فيها من تكنولوجيات الاتصالات المتنقلة الدولية لعام 2020."