منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة توزع الإغاثة الإنسانية على آلاف السوريين النازحين داخليا في الركبان

سيارة تابعة للأمم المتحدة في الركبان - جنوب شرق سوريا (من الأرشيف).
OCHA/Fadwa Baroud
سيارة تابعة للأمم المتحدة في الركبان - جنوب شرق سوريا (من الأرشيف).

سوريا: الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة توزع الإغاثة الإنسانية على آلاف السوريين النازحين داخليا في الركبان

المساعدات الإنسانية

أنهت منظمات الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري (SARC)، يوم أمس الأربعاء، إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى 15,000 سوري نازح داخلياً في الركبان الواقع جنوب شرق سوريا.

وأفاد بيان صادر اليوم الخميس عن مكتب الأوتشا في سوريا، بأنه قد تم توزيع الغذاء على كافة المدنيين في الركبان وتوفير الإمدادات الغذائية للأطفال.

وأوضح البيان أن عملية تقديم المساعدات بدأت في 6 أيلول/سبتمبر واستمرت حتى ظهر يوم أمس. وتألفت القافلة الإنسانية المشتركة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري من 22 شاحنة تحمل حصصا غذائية وأكياس قمح يزن الكيس الواحد منها  50 كيلوغراما، بالإضافة إلى البسكويت عالي الطاقة.

وتعد هذه المرة الثالثة التي تقدم فيها الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري المساعدات الإنسانية إلى الركبان؛ إذ تمت أول عملية إيصال للمساعدات في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، والثانية في شباط/فبراير 2019.

وفي هذا السياق قالت كورين فليشر، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة في سوريا، إن الهدف الرئيسي من خلال توزيع المساعدات هو "توفير المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لسكان الركبان، نصفهم من الأطفال الذين عانوا من مشقة لا توصف".

عملية واسعة النطاق للتخفيف عن معاناة الآلاف

 ويعد هذا التوزيع المرحلة الثانية من عملية واسعة النطاق تهدف إلى تخفيف معاناة الآلاف من الأشخاص الذين ظلوا عالقين على طول الحدود السورية-الأردنية لسنوات. وشملت المرحلة الأولى مهمة تحضيرية في آب/أغسطس 2019، لتحديد الاحتياجات ذات الأولوية لسكان الركبان وتحديد المدنيين الذين يرغبون في الحصول على الدعم ومغادرة المنطقة. هذا وتتضمن المرحلة الثالثة القادمة دعم مغادرة العائلات التي ترغب في المغادرة الطوعية إلى مناطق الحكومة. وسوف تتم العملية بأكملها وفق المبادئ الإنسانية والمعايير الدنيا للحماية.

ويشير بيان الأوتشا إلى تدهور الأوضاع في الركبان تدريجياً خلال الأشهر الماضية، حيث أفادت التقارير بأن "عدداً من الأطفال قد ماتوا لأسباب يمكن الوقاية منها، وذلك بسبب عدم إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية". ويقول البيان إن الظروف في الركبان مزرية وإن إمكانية الجهات الإنسانية الفاعلة لتوفير الإمدادات والخدمات الأساسية محدودة.

ويذكر البيان أن عملية توزيع المساعدات تأتي في أعقاب تقييم مشترك أجرته الأمم المتحدة والهلال الأحمر، حيث ذكرت الغالبية العظمى من الناس أن الغذاء هو مصدر قلقهم الرئيسي، وذلك بدعم من معلومات الأمن الغذائي لبرنامج الأغذية العالمي مع وجود عدد مقلق من الناس الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وقد تم توزيع الإمدادات الإنسانية مباشرة على المحتاجين وتحت الرقابة الصارمة، بغض النظر عما إذا كان الناس قد اختاروا البقاء أو المغادرة.

حركة السكان من وإلى الركبان

وأفاد بيان الأوتشا بأنه منذ شباط/فبراير 2019، غادر المخيم حوالي نصف العدد الإجمالي التقديري لسكان المخيم، أو 18,000 شخص، عبر نقطة العبور التي أقامتها الحكومة، في المقام الأول نحو مراكز الإيواء الجماعية في حمص حيث تقدم الأمم المتحدة والهلال الأحمر الخدمات، والمعدة مسبقا قبيل تحركهم.

 خلال الأشهر الماضية، تناقص عدد الأشخاص الذين يغادرون الركبان، لأن العديد من أولئك الذين يرغبون في المغادرة لا يمكنهم تحمل تكاليف النقل، عبر طريق طوله 55 كم إلى نقطة العبور باتجاه منطقة الحكومة، بينما يخشى آخرون على سلامتهم في حال غادروا الركبان. "ستقوم الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري بمساعدة الراغبين في مغادرة الركبان طوعاً على القيام بذلك بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية"، كما أفادت الأوتشا.

وفي هذا السياق أعربت كورين فليشر عن "شكر الأمم المتحدة كافة الأطراف التي سهلت وصول قوافلنا إلى الركبان" داعية إياهم "إلى إيجاد حلول مستدامة للسكان النازحين بناءً على موافقتهم المستنيرة".

كما حثت الأمم المتحدة كافة الأطراف على الالتزام المتواصل بالموقف المبدئي والذي يشمل إيجاد حلول آمنة وكريمة ومستدامة لسكان الركبان.