منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: تقدم نحو "مزيد من الديمقراطية" في غرب أفريقيا والساحل، ولكن... "ليس بدون تعقيدات"

ناخبة تدلي بصوتها في الانتخابات التشريعية في غينيا بيساو.
Alexandre Soares
ناخبة تدلي بصوتها في الانتخابات التشريعية في غينيا بيساو.

الأمم المتحدة: تقدم نحو "مزيد من الديمقراطية" في غرب أفريقيا والساحل، ولكن... "ليس بدون تعقيدات"

السلم والأمن

في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء في نيويورك، أعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا والساحل، محمد بن شمباس، إحراز العديد من دول المنطقة لمزيد من التقدم في تعزيز الديمقراطية، مع تأكيده أن ذلك لم يكن دون تعقيدات، أبرزها بسبب التوسع السريع في التطرف العنيف في بعض نواحيها، حسب قوله.

وأكد ممثل الأمين العام بن شمباس لأعضاء مجلس الأمن أنه وعلى الرغم من التحديات المستمرة فإن التطورات تحمل "رسالة أمل في المستقبل" مؤكدا ثقته في دعم مجلس الأمن من أجل الحفاظ على السلام ومنع الصراع في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل. وقال المسؤول الأممي إنه من الواجب أن "نعترف ونحتفل بالتقدم المحرز في توطيد الديمقراطية في المنطقة" وبتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في عدد من بلدانها، وأضاف بن شمباس:

"في الأشهر الستة الماضية، نُظمت انتخابات رئاسية في نيجيريا في 23 شباط/فبراير، والسنغال في 24 شباط/فبراير وموريتانيا في 22 حزيران/يونيو. وقبل كل هذه الانتخابات الساخنة، التقيت بجميع المرشحين للرئاسة ونقلت لهم، مع شركاء إقليميين ودوليين، الحاجة الماسة إلى توطيد معايير انتخابية عالية المستوى".

كما أشار بن شمباس إلى الحوارات السياسية التي انطلقت بين الحكومة والمعارضة في بوركينا فاسو وبنين، واجتماعات أصحاب المصلحة السياسيين في غانا التي تحاوروا فيها حول وضع جماعات الحماية الشعبية. وأشاد بن شمباس أيضا "باحترام الحكومة في ليبريا لحق الشعب في الاحتجاجات السلمية" التي انتظمت في 7 تموز/يوليو من هذا العام، وفتحها حوارا حول تعزيز اقتصاد البلاد.

غير أن رئيس مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا والساحل أشار إلى العديد من التحديات التي وسمت فترات الانتخابات وما بعدها بالتوترات الشديدة، بما في ذلك منازعات حول التعديلات الدستورية التي لم يتم التوصل لتوافق بشأنها. كما قال المسؤول الأممي إن رحلة التعزيز الديمقراطي في هذه المنطقة لم تكن سهلة ولا يمكن اعتبارها أمرا مسلما به، إذ "تستمر العديد من دول المنطقة في مواجهة تحديات حقوق الإنسان".

وأعرب بن شمباس عن قلقه بشكل خاص حول استخدام القضاء لأهداف سياسية في بعض الحالات، وسيادة الشعور بإمكانية الإفلات من العقاب على جرائم العنف في بعض البلدان، مما يقوض احترام سيادة القانون. وقال بن شماس إن "التعامل مع المصادر المحتملة للصراع يظل أولوية رئيسية قبل الجولات المقبلة من الانتخابات الرئاسية شديدة الخطورة في غرب أفريقيا". ومن المتوقع أن تجرى في عام 2020 ستة جولات انتخابية لاختيار رؤساء الدول في بوركينا فاسو وكوت ديفوار وغانا وغينيا والنيجر وتوغو.

الاستجابة لمشاكل التنمية وعدم المساواة

ووفقا لمبعوث الأمين العام للمنطقة ورئيس مكتبها، فإن التوترات حول فترات الانتخابات قد تحول الانتباه بعيدا، من ناحية أخرى، عن الحاجة الملحة إلى الاستجابة لقضايا التنمية وعدم المساواة. وأورد المسؤول الأممي أن غرب أفريقيا قد شهدت زيادة طفيفة في تمثيل النساء في الحكومات، مع ذلك "فإن التمثيل السياسي الناقص للمرأة في المنطقة لا يزال مسببا للقلق"، حسب قوله. وأضاف أيضا أنه "لا يزال ارتفاع مستوى عدم المساواة يؤثر سلبا على النساء، مما يجعلهن أكثر عرضة للعنف القائم على النوع".  وأشاد بن شماس في هذا السياق بتبني تشريعات تحدد العنف الجنسي كأولوية في منع الجريمة في كابو فيردي.