منظور عالمي قصص إنسانية

الفاو تحث على زيادة الاهتمام بمعالجة عمل الأطفال في سلاسل الإمداد الغذائي المحلية

على الرغم من أن عمالة الأطفال تحدث في كل القطاعات، إلا أن أغلبها يكون في قطاع الزراعة. في الصورة: طفل يعمل في حقل في تركيا.
UNICEF/Kamuran Feyizoglu
على الرغم من أن عمالة الأطفال تحدث في كل القطاعات، إلا أن أغلبها يكون في قطاع الزراعة. في الصورة: طفل يعمل في حقل في تركيا.

الفاو تحث على زيادة الاهتمام بمعالجة عمل الأطفال في سلاسل الإمداد الغذائي المحلية

حقوق الإنسان

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال، حثت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم الأربعاء الدول على تخصيص مزيد من الموارد المالية لمكافحة عمل الأطفال في سلاسل الإمداد الغذائي الداخلية والمحلية، وفي زراعة الكفاف، حيث تتركز غالبية عمالة الأطفال.

وكانت منظمة العمل الدولية قد دشنت اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال عام 2002 لشحذ الاهتمام العالمي تجاه مدى انتشار ظاهرة عمالة الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة.

وفي 12 حزيران/يونيو من كل عام، تجتمع الحكومات ومؤسسات أرباب العمل والعمال والمجتمع المدني حول العالم لإلقاء الضوء على محنة الأطفال العاملين وطرق مساعدتهم. ويركز موضوع عام 2019 على ضرورة ألا ينشغل الأطفال بالعمل في الحقول، ولكن بتحقيق أحلامهم.

وبالإضافة إلى ذلك، تشمل أهـداف التنمية المستدامة، التي أقرتها حكومات العالم عام 2015، تجديد الالتزام العالمي بإنهاء عمالة الأطفال. إذ يدعو البند السابع من الهدف الثامن المجتمع العالمي إلى "اتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على السخرة وإنهاء الرق المعاصر والاتجار بالبشر لضمان حظر واستئصال أسوأ أشكال عمل الأطفال، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم كجنود، وإنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025".

وبهذه المناسبة، شددت الفاو على أن العالم لن يتمكن من تحقيق أهداف التنمية المستدامة إذا أغفل قضية الأطفال العاملين في الزراعة، وهي المجموعة الأكبر من الأطفال العاملين. وقالت المنظمة إنه يجب تخصيص المزيد من الاستثمارات والموارد لمعالجة عمل الأطفال في الزراعة.

وحذرت الفاو من أن جميع الموارد المالية المخصصة لمكافحة عمل الأطفال توجه نحو معالجة عمل الأطفال في سلاسل الإمداد العالمية، بينما تظل حالات عمل الأطفال في الأسر ذات الحيازات الصغيرة أو الأعمال المدارة عائليا مهملة بشكل كبير.

وفي رسالة مصورة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، قال المدير العام للفاو جوزيه غرازيانو دا سيلفا إن "الوقت قد حان كي نتجاوز التركيز الحصري على سلاسل توريد عالمية معينة ونبدأ في استثمار الموارد في معالجة عمل الأطفال في جميع حالاته. ولا بد أيضا من إشراك العمال الزراعيين ومنظمات المنتجين".

حقائق وأرقام حول عمالة الأطفال وضرورة معالجة أسبابها الجذرية

وفق بيانات الأمم المتحدة، يعمل في جميع أنحاء العالم 152 مليون طفل ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما، أكثر من 70% منهم، أو 108 ملايين، يعملون في مجال الزراعة أو الثروة الحيوانية أو الغابات أو صيد الأسماك أو تربية الأحياء المائية.

ويزيد هذا العدد بمقدار 10 ملايين طفل عن عدد حالات عمل الأطفال في الزراعة عام 2012. وتوجد غالبية عمالة الأطفال في أفريقيا، أكثر من 72 مليون طفل، تليها آسيا والمحيط الهادئ، أكثر 62 مليونا، ثم الأمريكيتين، قرابة 10 ملايين طفل، و5.5 مليون في أوروبا وآسيا الوسطى، وأخيرا 1.2 مليون طفل في الدول العربية.

وترجع بعض العوامل الأساسية، التي تساهم في عمل الأطفال في المناطق الريفية، إلى انخفاض دخل الأسرة والفقر العائلي، ومحدودية بدائل سبل العيش، وضعف فرص الحصول على التعليم، ومحدودية تنفيذ قانون العمل.

وهو ما أكده غرازيانو دا سيلفا، حيث قال إن "فقر الأسر لا يزال أحد الأسباب الشائعة لعمل الأطفال في الزراعة. وفي هذا السياق، أثبتت برامج الحماية الاجتماعية ومبادرات التغذية المدرسية المتصلة بالمزارعين الأسريين نجاحها في مكافحة عمل الأطفال".

ما عمالة الأطفال؟

يعرف عمل الأطفال على أنه العمل الذي لا يتناسب مع سن الطفل، أو يحرم الأطفال من التعليم الإلزامي، أو يمكن أن يلحق الأذى بصحتهم أو سلامتهم.

وفي هذا السياق، أشار المدير العام للفاو إلى أنه لا ينبغي اعتبار جميع مشاركات الأطفال في الزراعة عمالة أطفال. فعلى سبيل المثال، يمكن للفتيات والفتيان زيادة مهاراتهم وتحسين سبل عيشهم في المستقبل عن طريق تعلم كيفية زراعة الخضروات أو إطعام الدجاج في مزرعة أسرهم.

وأضاف، "ولكن عندما يعمل الأطفال لساعات طويلة يوميا، وعندما يقومون بأعمال شاقة، وينفذون مهام خطرة أو غير مناسبة لأعمارهم، وعندما يعيق ذلك تعليمهم، فهذه عمالة أطفال، ويجب القضاء عليها".

وتوضح منظمة الفاو أنه عندما يعمل الأطفال في حقول رشت فيها المبيدات الحشرية، أو عندما يبقون مستيقظين طوال الليل على قوارب الصيد، أو يحملون أحمالا ثقيلة، أو يستخدمون المناشير الكهربائية في الغابات، فإن هذه الأمور قد تعيق نموهم الاجتماعي والبدني، وبالتالي إمكانية حصولهم على فرص عمل لائقة ومنتجة في وقت لاحق.