منظور عالمي قصص إنسانية

من باكو، الممثل السامي لتحالف الحضارات يؤكد ضرورة التصدي لخطاب الكراهية

مدينة باكو في أذربيجان.
Photo: Ministry of Tourism and Culture, Azerbaijan
مدينة باكو في أذربيجان.

من باكو، الممثل السامي لتحالف الحضارات يؤكد ضرورة التصدي لخطاب الكراهية

حقوق الإنسان

قال ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNOAC)، إن المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات الذي سيفتتح أعماله الخميس في باكو بأذربيجان، يأتي في وقت "مناسب جدا".

موراتينوس الذي أنهى للتو زيارته إلى كولومبو عاصمة سري لانكا، تحدث إلى موفدة أخبار الأمم المتحدة إلى المنتدى ليز سكافيدي عن هذه "الزيارة المؤثرة" حيث قدم تعازيه لأسر ضحايا الإرهاب الذين قضوا بسبب تعرض ثلاث كنائس وثلاثة فنادق لهجمات انتحارية.

وقال الممثل السامي إن "سري لانكا كانت دولة منفتحة تعيش فيها ديانات وثقافات مختلفة، وفجأة وقعت هذه المذبحة"، مضيفا أنها "وجهت ضربة هائلة لبلد يحاول العيش بسلام".

وفي حين أن التعصب الاجتماعي ليس بالأمر الجديد، إلا أن السيد موراتينوس يشعر بالقلق إزاء ما أسماها "عودة الكراهية".

وأكد أن "الكراهية هي الكلمة التي تدفع مجتمعات معينة إلى أعمال التدمير"، قائلا "إنها تدفع الناس إلى عدم القدرة على العيش معا، وإلى القضاء على خصومهم، وهذا أمر خطير للغاية".

وقال لأخبار الأمم المتحدة إنه "من المهم أن يرسل هذا المنتدى رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها بأنه من الممكن أن نعيش معا، وأننا نستطيع أن نحترم بعضنا البعض وأننا يجب أن نفهم الثقافات والأديان المختلفة بشكل أفضل".

المواقف المعقدة تحتاج إلى توضيح

وقال موراتينوس إنه بينما أصبح العالم أكثر تعقيدا وغموضا، أصبحت الاستراتيجية العالمية للحوار بين الثقافات أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وذكر أن "الحلول التي يتم البحث عنها من خلال الوسائل المالية والعسكرية والسياسية لا تتمتع بنظرة عميقة للمشاكل القائمة"، مشيرا إلى أن الحلول المستدامة تتطلب مقاربة اجتماعية وثقافية تتعمق في جذور المجتمعات المختلفة.

هذا وتحدث السيد موراتينوس عن رسالة الحوار بين الأديان والتسامح التي وافق عليها كل من الإمام الأكبر للأزهر والبابا. وقال إن الإعلان التاريخي الذي أصدره الأزهر والفاتيكان كان حول "الإخاء والتفاهم المتبادل والتغلب على الخلافات الماضية للنظر إلى المستقبل"، مضيفا "أنه لا ينحصر فقط  بالإسلام والكنيسة الكاثوليكية، بل هناك رغبة في توسيعه ليشمل الديانات الأخرى"، مشيرا إلى أن ذلك سيوفر "أساسا جيدا للمناقشة والحوار بين الأديان".

ومنتقلا إلى خطة العمل العالمية لحماية المواقع الدينية – وهو التفويض الجديد الذي منحه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي إلى تحالف الحضارات في أعقاب إطلاق النار الجماعي المروع على مسجدين في نيوزيلندا - قال السيد موراتينوس لأخبار الأمم المتحدة إنه أثناء العمل على مشروع الخطة "صدِم العاملون في مكتبه بما حدث في سري لانكا"، مؤكدا أن تلك الهجمات أثبتت الحاجة الملحة إلى وضع خطة.

وشرح الممثل السامي بالتفصيل بعض العمل الذي يقوم به فريقه لتحقيق هذه الغاية، كما هو الحال في سري لانكا، حيث تواصلوا مع مؤتمر الأديان حول كيفية تكييف التشريعات الوطنية "لمواجهة التحديات الجديدة" والعمل المطلوب لـ"وضع حد للشبكات الاجتماعية التي تبث الكراهية والتمييز ".

وأعرب الممثل السامي عن أمله في أن يكون مشروع الخطة جاهزا بحلول نهاية تموز / يوليو لاعتماده وتنفيذه.

وسيناقش المنتدى العالمي الخامس الذي تدعمه الأمم المتحدة الدور الحاسم للحوار بين الثقافات كاستراتيجية عملية لبناء التضامن الإنساني ومساعدة المجتمعات المحلية على مواجهة العنف والتمييز في المجتمعات المختلفة.

وتجري أعمال المنتدى الذي يمتد من 2 وإلى 3 من أيار/مايو، تحت شعار "بناء الحوار من أجل العمل ضد التمييز وعدم المساواة والصراع العنيف".

ومن المتوقع أن يستضيف المنتدى فريقا رفيع المستوى مؤلفا من رؤساء المنظمات الدولية، ولجنة وزارية، وذلك من أجل بناء التآزر والشراكة بين السياسيين والمنظمات الاقتصادية والمالية والعسكرية والإنسانية والاجتماعية إلى جانب أصحاب المصلحة الآخرين لوضع خارطة طريق مشتركة للمساعدة في بناء مجتمعات شاملة ومستدامة من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والكرامة الإنسانية.

 

تستضيف المنتدى حكومة أذربيجان، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتحالف الحضارات، ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ومجلس أوروبا والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.