منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولة أممية تدعو إلى الوقف الفوري لتصاعد العنف وحماية المدنيين في سوريا

كبيرة مستشاري المبعوث الخاص إلى سوريا نجاة رشدي تتحدث إلى الصحفيين في جنيف.
UNIFEED
كبيرة مستشاري المبعوث الخاص إلى سوريا نجاة رشدي تتحدث إلى الصحفيين في جنيف.

مسؤولة أممية تدعو إلى الوقف الفوري لتصاعد العنف وحماية المدنيين في سوريا

السلم والأمن

وسط تقارير عن تكثيف النشاطات العسكرية وتزايد أعدد الضحايا المدنيين في سوريا، دعت مسؤولة أممية في الشؤون الإنسانية إلى التحجيم الفوري لتصعيد العنف، وناشدت جميع الأطراف جعل حماية المدنيين أولوية.  

وقالت كبيرة مستشاري المبعوث الخاص إلى سوريا، المعينة حديثا، نجاة رشدي إن ما يزيد عن 106 ألف شخص قد اضطروا للفرار من ديارهم في محافظة إدلب، وقتل على الأقل 190 شخصا كنتيجة مباشرة لتزايد الاشتباكات العسكرية والهجمات، منذ فبراير بداية العام. وحذرت من خطر تصعيد الوضع في إدلب وما قد ينتج عنه من عواقب إنسانية وخيمة. 

وكانت السيدة نجاة رشدي قد حثت، في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم، "جميع الأطراف على الأرض على وقف كل أشكال العنف،" مذكرةإياها بالتزاماتها ومسؤوليتها الجماعية بموجب القانون الإنساني الدولي. وأضافت بالقول: 

"لسوء الحظ، دخل الصراع في سوريا الآن عامه التاسع، وما زالت احتياجاته الإنسانية الهائلة مستمرة. وما زال النزاع الجاري في بعض المناطق متواصلا، بالإضافة إلى خطر تصعيد الوضع في إدلب بعواقبه الإنسانية الوخيمة المحتملة. لا يمكن ولا ينبغي أن تصير البنى التحتية والمدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، هدفا. وعلى الأطراف كافة الالتزام بالقانون الإنساني الدولي." 

وقالت السيدة نجاة رشدي للصحفيين إن الخسائر الإنسانية في إدلب قد أكدت "ضرورة وضع الشعب السوري في صميم جميع المناقشات والقرارات" المتخذة. وأضافت أن العنف الراهن قد ترك آثارا فادحة، ليس فقط على البنى التحتية المدنية والعمليات الإنسانية، "بل، وهو الأهم، على حياة الناس وسلامتهم"، حسب تعبيرها.

وقد تولت نجاة رشدي منصب كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية للمبعوث الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، في مارس هذا العام. وفي أول لقاء إعلامي لها أخبرت الصحفيين في جنيف يوم الخميس أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات فورية من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين. 

وأشارت المسؤولة الأممية كذلك إلى الأوضاع الصعبة في مخيم الهول بالقرب من الحدود العراقية، والذي يستضيف حاليا عشرات الآلاف من النازحين داخليا وصل معظمهم من آخر المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش بمحافظة دير الزور. وقالت السيدة رشدي إن المخيم المصمم لاستيعاب 41 ألف شخص يضم الآن ما يتجاوز 73 ألفا، مما يؤدي إلى الضغط على الموارد ويثير المخاوف بشأن الاحتياجات الأساسية كالمياه والمأوى والنظافة الصحية.  

كما أوردت السيدة رشدي أنه رغم انخفاض أعداد الوافدين الجدد إلا أن العديد ممن وصلوا حديثا يعانون حالات صحية حرجة، وهناك حاجة عاجلة لزيادة القدرة الاستيعابية في المستشفيات، وتوسيع نطاق الخدمات الصحية في المخيم. وأشارت بشكل خاص إلى أن الكثير من هؤلاء "من الفئات الضعيفة، النساء الحوامل والفتيات وذوي الإعاقة والقصر غير المصحوبين بذويهم والمنفصلين عنهم،" مضيفة أن "الكثير من هؤلاء، إن لم يكن جميعهم، وصلوا إلى وضع شديد الخطورة من سوء التغذية والمشاكل الصحية". 

وحذرت كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية أيضا من أن أعدادا أكبر من الناس قد تتأثر، في حال حدوث أي هجوم عسكري واسع النطاق في المنطقة. وأكدت السيدة نجاة رشدي أن الأمم المتحدة تحتاج إلى حوالي 27 مليون دولار لدعم الاستجابة على مدى الأشهر القليلة القادمة.