منظور عالمي قصص إنسانية

زواج الأطفال، ظاهرة عالمية تؤثر على الفتيات عبر مختلف المجتمعات والأديان

أعضاء نادي نابيريكا للمراهقين الضعفاء في أوغندا. وقت للعب بعد يوم مرهق.
UNICEF/Proscovia Nakibuuka
أعضاء نادي نابيريكا للمراهقين الضعفاء في أوغندا. وقت للعب بعد يوم مرهق.

زواج الأطفال، ظاهرة عالمية تؤثر على الفتيات عبر مختلف المجتمعات والأديان

حقوق الإنسان

أكثر من 150 مليونا هو عدد الفتيات اللواتي يمكن أن يصبحن أطفالا عرائس بحلول عام 2030 إذا لم يتصرف العالم بشكل حاسم لإنهاء زواج الأطفال، حسبما أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان.

ويشير الصندوق إلى أن في المتوسط، يتم تزويج عشرات الآلاف من الفتيات كل يوم في انتهاك لحقوقهن، بالإضافة إلى تعرضهن للعنف المحتمل، مما يهدد صحتهن وحياتهن.

وأوضح الصندوق أن البرامج التي أطلقها بهدف إنهاء زواج الأطفال باتت تحدث فرقا حيث إنها تسهم في منع زواج القاصرات وتحرر الأطفال من الروابط غير المرغوب فيها، مشيرا إلى أن المستقبل قد يبدو مختلفا جدا إذا تم تسريع هذه الجهود.

وفي يوم الاحتفال بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير، استكشف صندوق الأمم المتحدة للسكان ما يحدث عندما تتشجع الفتيات على قول لا لزواج الأطفال، حيث تشارك الفتيات والنساء في جميع أنحاء العالم قصصهن وتجاربهن حول مشاهدة، أو التعرض، وحتى رفض زواج الأطفال وكيف غيرت تلك القرارات مصائرهن إلى الأبد.

بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن زواج الأطفال هو المنتج السام للفقر وعدم المساواة بين الجنسين، إذ تعتقد العديد من العائلات أن الزواج سيضمن مستقبل بناتهن، ولكن في الواقع، فإنه في كثير من الأحيان يعرقل فرصهن، ويخرجهن من المدرسة ويصبحن أمهات دون السن القانونية.

مشكلة عالمية

يشير الصندوق إلى أن زواج الأطفال هو ظاهرة عالمية تؤثر على الفتيات عبر مختلف المجتمعات والأديان. ويزيد حمل المراهقات من خطر مضاعفات الحمل. فيما تتحطم أحلام العديد من الفتيات بسبب الزواج المبكر.

وعن تجربتها مع الزواج المبكر، تقول فرح فايزة من بنغلاديش:

 "تزوجت أمي في وقت مبكر من عمرها، ورغم أنها أكملت تعليمها العالي، لم يُسمح لها بالعمل بعد الزواج. لقد ترك هذا تأثيرا طويل الأمد على صحتها العقلية والجسدية."

تقول السيدة فائزة والتي تعمل حاليا موظفة في الأمم المتحدة إنها لم تكن لتحصل على هذه الفرصة لو انها سارت على خطى أمها وتزوجت في وقت مبكر.

فرح فايزة من بنغلاديش، تعمل موظفة في الأمم المتحدة. تقول فرح إن رفضها الزواج المبكر غير مسار حياتها ومنحها فرصة لم تكن لتحدث إذا تزوجت مبكرا.
UNFPA/ Asma Akter
فرح فايزة من بنغلاديش، تعمل موظفة في الأمم المتحدة. تقول فرح إن رفضها الزواج المبكر غير مسار حياتها ومنحها فرصة لم تكن لتحدث إذا تزوجت مبكرا.

 

أما تشينارا كوجيفا، وهي جورجيا، فحكت قصتها حول خطبتها بدون رغبتها وهي في سن 15 عاما، حيث رفضت السيدة كوجيفا هذه الخطبة.

 "اتصلت بالشرطة، وفي وقت لاحق وعدني والدي بأنهما سيسمحان لي بتلقي التعليم وعدم تزويجي قبل بلوغ سن الثامنة عشرة." لكن بعد عامين، حاولا مرة أخرى إرغامها على الزواج، فبكت كثيرا بدون أن يستمع لها أحد، مشيرة إلى أنها أخبرت السلطات التي ساعدتها على الانتقال إلى ملجأ حيث بدأت "حياة جديدة" هناك.

تشينارا كوجيفا، وهي جورجيا، حكت قصتها حول خطبتها بدون رغبتها وهي في سن 15 عاما، حيث رفضت السيدة كوجيفا هذه الخطبة.
© UNFPA Georgia/Dina Oganova
تشينارا كوجيفا، وهي جورجيا، حكت قصتها حول خطبتها بدون رغبتها وهي في سن 15 عاما، حيث رفضت السيدة كوجيفا هذه الخطبة.

 

الدعم والتمكين

يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إن زواج الأطفال يترك الفتيات ضعيفات للغاية، وغالبا ما يتزوجن من أزواج أكبر سنا، وبالتالي يصبحن أقل قدرة على الدفاع عن احتياجاتهن وحقوقهن وقد يواجهن حتى العنف، مشيرا إلى أن دعم وتمكين الفتيات يمكنهن من تجنب هذه الظروف الصعبة.

وذكر الصندوق أن العرائس الشابات كثيرا ما يصبحن حاملات وهن في سن المراهقة. والفتيات غير المتزوجات اللواتي يجدن أنفسهن حوامل غالبا ما يتعرضن للضغوط للزواج. كانت هذه تجربة بوني هيلين في جنوب السودان والتي تقول:

"والداي أرادا تزويجي عندما كنت حاملا في سن السادسة عشرة. لقد تحديتهما لأنني أردت إنهاء دراستي. لكنهما لم يدعماني، لذلك عملت ودعمت نفسي وذهبت إلى المدرسة. الآن، عمري 23 سنة وأدرس القانون في الوقت الذي أقوم فيه بتربية ابني البالغ من العمر ست سنوات."

 تعتقد هيلين أن الفرصة لن تكون ممكنة لو أنها تزوجت في وقت مبكر.

 

بوني هيلين من جنوب السودان تحدت والداها اللذان أرادا تزويجها بعد الحمل في سن السادسة عشرة لكنها رفضت ذلك وواصلت دراستها وتربية ابنها.
UNFPA South Sudan/Arlene Alano
بوني هيلين من جنوب السودان تحدت والداها اللذان أرادا تزويجها بعد الحمل في سن السادسة عشرة لكنها رفضت ذلك وواصلت دراستها وتربية ابنها.

 

يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان إنه زود في عام 2017، مليون فتاة و4 ملايين فرد من المجتمع المحلي بمعلومات وخدمات لإنهاء زواج الأطفال، مشيرا إلى أن كل شيء يتغير عندما تتعلم الفتيات أن هناك مستقبلا أكثر إشراقا ينتظرهن.