منظور عالمي قصص إنسانية

فلسطين تترأس مجموعة الـ 77 إقرارا بحقوق معززة وامتيازات مكتسبة في الجمعية العامة

قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة
UN Photo/Loey Felipe
قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة

فلسطين تترأس مجموعة الـ 77 إقرارا بحقوق معززة وامتيازات مكتسبة في الجمعية العامة

شؤون الأمم المتحدة

تتولى دولة فلسطين رئاسة "مجموعة الـ 77" المكونة من البلدان النامية والصين لعام 2019، بعد أن قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة منحها حقوقا وامتيازات إضافية وفق قرار اعتمد عام 2018 بأغلبية 146 صوتا، وامتناع 15 عضوا عن التصويت، وتصويت أستراليا وإسرائيل والولايات المتحدة ضد القرار.

وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تولي بلاده رئاسة مجموعة الـ 77، معربا عن تمنياته بعام ناجح للمجموعة.

وفي اجتماع الأمين العام مع الرئيس الفلسطيني اليوم الاثنين، كرر السيد غوتيريش "التأكيد على أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام المستدام".

وسيسمح ترأس فلسطين لمجموعة الـ 77 بالمشاركة في دورات الجمعية العامة، والمؤتمرات الدولية المنعقدة تحت رعايتها أو الأمم المتحدة، بما في ذلك الحق في الإدلاء ببيانات وتقديم المقترحات والتعديلات نيابة عن المجموعة، من بين حقوق أخرى.

في السابق، لم تكن فلسطين تملك هذه الحقوق، التي عادة ما تتمتع بها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث إن فلسطين لديها فقط وضع مراقب في الجمعية العامة، مثل الفاتيكان. وهو وضع حصلت عليه عام 2012 بعد تصويت 138 دولة من أعضاء الجمعية لصالح القرار ذي الصلة.

رفع العلم الفلسطيني لأول مرة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك

جاء قرار الجمعية العامة إدراكا لعضوية فلسطين الكاملة في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، ومنها جامعة الدول العربية وحركة بلدان عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ ومجموعة الـ 77.

وبعد اعتماد القرار، قال المراقب الدائم لدولة فلسطين "إن تصويت اليوم يمثل تعددية الأطراف في أفضل حالاتها". وأكد أن فلسطين "لن تدخر جهدا لإثبات هذه الثقة في قدرتها على تمثيل مصالح مجموعة الـ 77 والدفاع عنها".

وعلى الجانب الآخر، أخذ ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة وأستراليا الكلمة قبل التصويت للتعبير عن معارضتهم لمشروع القرار. إذ أكد ممثل الوفد الإسرائيلي إن القرار "يصب في مصلحة وفد واحد فقط". وقال إن المحاولات المستمرة لتغيير النظام الداخلي للمنظمة قد أضعفها، مشيرا إلى أنه من المفارقة أن يجري النظر في المشروع في إطار بند جدول الأعمال المعنون "تعزيز منظومة الأمم المتحدة".

أما وفد الولايات المتحدة فقد أشار إلى أن بلاده لا تعترف بوجود دولة فلسطينية، وبالتالي فإنها تعارض بشدة اتخاذ هذا القرار لجعل فلسطين رئيسة لمجموعة الـ 77. وأضاف المندوب الأميركي أن بلاده لا تستطيع أن تدعم وثيقة تهدف إلى "تعزيز وضع" فلسطين، مشددا على أن تحقيق السلام الحقيقي يتطلب الشجاعة للجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم التنازلات، وأن ما يحدث "هو العكس تماما".

من ناحيتها، فسرت مندوبة أستراليا قرارها بالتصويت ضد النص قائلة إن الاعتراف الأحادي بقيام الدولة الفلسطينية لن يؤدي إلى السلام. وأضافت أن أستراليا تظل ملتزمة بشدة بحل الدولتين، وحثت جميع الأطراف على العودة إلى المفاوضات.

وكان المندوب المصري قد استهل الاجتماع، بصفة بلاده رئيسة مجموعة الـ 77 ومقدمة مشروع القرار، قائلا إن "المجموعة قد دافعت منذ إنشائها عن تعددية الأطراف لتشجيع العلاقات التعاونية والتناغم من أجل تحقيق المساواة والازدهار للجميع". وشدد على أن مجموعة الـ 77 تسعى إلى تعزيز المصالح الاقتصادية للبلدان النامية، كما أن تراثها لا ينفصم عن إرث الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن معظم ما حققته المنظمة في مجال التنمية مستوحى من مجموعة الـ 77.

يذكر أن مجموعة الـ 77، تضم 134 دولة نامية، من بينها الصين والبرازيل، اللتان حققتا في العقود الأخيرة نجاحا اقتصاديا كبيرا. وقد تم تشكيل المجموعة عام 1964، من قبل 77 دولة، في مؤتمر جنيف للتجارة والتنمية لحماية المصالح المشتركة لدولها الأعضاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.